IMLebanon

الشرق: استنفار حكومي وديبلوماسي لتلافي الحرب

تحذيرات السفارات للرعايا بالمغادرة تتوالى

بمثل منسوب المياه الذي ارتفع في شكل جنوني وحول طرق العاصمة الى مستنقعات ومسابح مارس فيها بعضهم هواية السباحة، يرتفع مستوى قلق اللبنانيين من امكان اقحامهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وقد بلغ حده الاقصى مع انهمار دعوات السفارات رعاياها الى المغادرة سريعا لا سيما السفارة الاميركية التي جددت نصحها امس لمغادرة فورية. تحسبا واحتياطا لمصير اسود قد يواجهونه، وبدأ تهافت المواطنين الى المحال التجارية لتخزين المواد الغذائية خشية نفادها فيما لو وقعت الحرب واقفل او استهدف المطار والمرفأ.

وفي غياب عناصر الاطمئنان من السلطة السياسية واركان الدولة ما دام قرار الحرب والسلم ليس في يد المسؤولين، وعلى وقع استمرار المعارك في الاراضي المحتلة وعلى حدود لبنان الجنوبية، عقدت قرابة الرابعة في السراي جلسة لمجلس الوزراء مخصصة لدراسة الطوارئ في حال نشوب حرب، برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الذي تابع ووزير الخارجية مساعيهما لحماية لبنان من الانغماس في المواجهة النارية في شكل كامل.

ميقاتي

ورأس  رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعا موسعا قبل الظهر في السراي، ضم وزراء الداخلية والبلديات بسام مولوي، الصحة العامة فراس أبيض، الاعلام زياد مكاري والبيئة ناصر ياسين، الامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، منسق الأمم المتحدة للشؤون الانسانية في لبنان عمران ريزا، مستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي ومسؤولي الهيئات الانسانية والانمائية والاغاثية التابعة للامم المتحدة والعاملة في لبنان. وتم خلال الاجتماع البحث في خطة الطوارئ التي اعدتها الامم المتحدة لمواكبة التطورات الراهنة في لبنان خدماتيا وانسانيا وصحيا واجتماعيا، اضافة الى دعم البلديات والدفاع المدني في هذه الظروف. وتقرر ان يعقد اجتماع  تقني غدا يضم مندوبين عن الوزارات المختصة وهيئات الامم المتحدة لوصل خطة العمل النهائية.

تحذيرات

وإجتمع رئيس الحكومة مع سفيرة كندا لدى لبنان ستيفاني ماكولم، وعرض معها الاوضاع الراهنة والتطورات في  جنوب لبنان وغزة. وكانت اوستراليا وكندا قد نصحتا رعاياهما بعدم السفر إلى لبنان. اما السفارة الاميركية فجددت اليوم (امس) مناشدة رعاياها في لبنان “التخطيط للمغادرة في أقرب وقت ممكن”، وفق رويترز.

ألمانيا واليونيفيل

الى ذلك، حط وزير الدفاع الالماني بوريس بيستوريوس في لبنان اليوم (امس)، والتقى قوة اليونيفيل التي تضم 140 جنديا ألمانياٍ في جنوب لبنان. واعتبر ان “خفض أو سحب قوات اليونيفيل سيكون إشارة خاطئة في هذا التوقيت”.

تبادل قصف

في الميدان، اهتز الهدوء على الجبهة الجنوبية ظهرا اثر اطلاق صاروخين من لبنان باتجاه مستعمرة المنارة في الجليل الأعلى مقابل بلدتي ميس الجبل وحولا. على الاثر، سجل قصف مدفعي استهدف مناطق عدة على الحدود اللبنانية بإتجاه اطراف بلدة ميس الجبل وحولا وطلبت إسرائيل من مستوطني المنارة ومسكاف عام والجليل الأعلى البقاء في منازلهم. وكان هدوء حذر قد سيطر صباحا على طول الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة وجابت دوريات لقوات “اليونيفيل” مناطق القطاعين الشرقي والغربي.

المشاغبون

وغداة التصعيد الذي شهده محيط السفارة الاميركية، واعمال الشغب التي طاولت المباني والاملاك الخاصة، افادت معلومات صحافية ان “الاشخاص الذين وصلوا إلى محيط السفارة الأميركية امس خرجوا من مخيمات برج البراجنة وشاتيلا وصبرا ومجموعات انطلقت من أرض جلول إضافة إلى باصات من الشمال ومن الأحزاب اليسارية بمنطقة الجبل”.

حزب الله

في المواقف،  اصدرت كتلة الوفاء للمقاومة عقب إجتماعها بيانا اعتبرت فيه ان من حق المقاومة وواجبها أن تتصدى للاعتداءات الصهيونية ومجاهدوها وشهداؤها الابرار هم الضمانة وصمام الامان ولهم منا ولشهيد الاعلام وللشهداء والجرحى المدنيين كل التحية والاكبار.

غياب “توتال”

من جهة ثانية، لم يشارك ممثلو شركة “توتال” في جلسة لجنة الأشغال والطاقة النيابية لبحث النتيجة التي آلت إليها عملية حفر البئر في البلوك رقم 9. وبحسب ممثلي “توتال” فإنهم تلقوا تعليمات من السفارة الفرنسية تطلب منهم عدم المشاركة في الاجتماع لأسباب أمنية على خلفية التنديد في لبنان بالموقف الفرنسي الداعم لإسرائيل. في المقابل قالت مصادر مطلعة  إن عدم مشاركة ممثلي “توتال” يعود إلى عدم الرغبة في الدخول في سجال مع المسؤولين اللبنانيين في ما آلت إليه نتيجة الحفر.

قوة دفع

ليس بعيدا، صدر عن هيئة إدارة قطاع البترول – وزارة الطاقة والمياه، البيان الآتي: بانتظار التقرير التقني المفصّل الذي تعدّه “توتال”، والتزاماً بمبادئ الشفافية التي دأبت الوزارة وهيئة ادارة قطاع البترول على اتباعها، يهمّنا أن نبيّن ما يلي: ان اختيار موقع البئر في حوض قانا غير المستكشف، هدف الى الاجابة على سؤالين محوريين لمستقبل عمليات الاستكشاف في البحر اللبناني: 1- تأكيد او نفي  وجود مكامن (Reservoirs) ونوعيتها خاصة  بالبحر اللبناني، في طبقة جيولوجية لم يتم اكتشاف مكامن فيها في الحوض المشرقي بعد. 2- مدى تشابه وامتداد الطبقات الجيولوجية التي تم تسجيل اكتشافات غازية فيها في بحر فلسطين المحتلة بمثيلاتها في البحر اللبناني، وتأكيد او نفي وجود مكامن غازية (Reservoirs) ونوعيتها…. وختم: بالرغم من عدم حصول اكتشاف لمواد هيدروكاربونية نتيجة لحفر هذه البئر، إلا ان البيانات والعيّنات التي تم الاستحصال عليها من داخل البئر ستشكل أملاً جديداً ومعطيات إيجابية لاستمرار عمليات الاستكشاف في البلوك 9 والبلوكات الاخرى وبالأخص تلك المحيطة ببلوك 9 كما انها تعطي قوة دفع إضافية للاستكشاف في البحر اللبناني”.