في اليوم الـ 20 للحرب الاجرامية الدامية، تصاعدت حدة الغارات الجوية بشكل خطير جدا، وشاركت المدفعية الإسرائيلية إلى جانب الطيران الحربي النفاث في استهداف مئات المناطق في القطاع، أغلبها منازل ووحدات سكنية، فأوقعت مئات الشهداء والمصابين الجدد، ليزيد ذلك من حجم الضغط على المنظومة الصحية المنهارة، بسبب منع الاحتلال إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود لهذه المشافي.
وزادت حدة هذه الغارات والقصف المدفعي، للتغطية على عملية توغل برية محدودة نفذتها قوات الاحتلال في منطقة حدودية تقع على الحدود الشمالية لقطاع غزة.
الصحة التابعة لـ”حماس”
وأعلن الجيش الإسرائيلي صباح امس ، أنه استعداداً للمراحل القتالية التالية فقد دخلت قواته إلى شمال غزة، مضيفاً أن دبابات الجيش ومشاته ضربت عدداً من الخلايا المسلحة والبنية التحتية ومواقع إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات. وتابع، “منذ ذلك الحين خرج الجنود من المنطقة وعادوا للأراضي الإسرائيلية.
كما شهدت الحدود الشرقية لمنطقة وسط قطاع غزة، مئات الغارات التي نفذها الطيران والمدفعية الإسرائيلية.
وشهدت تلك المنطقة أيضا اشتباكات مع نشطاء من المقاومة، وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أن ناشطيها استهدفوا طائرة مروحية شرق مخيم البريج وسط القطاع بصاروخ من نوع “سام 7″، وقالت في بلاغ عسكري إن ناشطيها أكدوا إصابة تلك الطائرة
وفي السياق، قال رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، سلامة معروف، إن إسرائيل تطبق تهديدها بإعادة القطاع 50 سنة إلى الوراء، وقال في تصريح صحافي إن القصف الإسرائيلي دمر نصف الوحدات السكنية في القطاع.
واتهم إسرائيل في ذات الوقت باستخدام ذخيرة تسبب دمارا هائلا في البنية التحتية، كما أشار إلى أن إسرائيل تستخدم ذخيرة جديدة تتسبب في إذابة أطراف الجرحى، وقال “هناك مؤشرات كثيرة على أن إسرائيل تستخدم ذخائر محرمة دوليا”.
كما اشتكى من آلية إدخال المساعدات، وقال إن عملية الإدخال “هزيلة ولا تتناسب مع الحاجات الهائلة للقطاع”، مؤكدا أن المساعدات التي دخلت القطاع لا تكفي مركز إيواء واحد لـ24 ساعة.
وجاء ذلك في الوقت الذي تعمل فيه وزارة الصحة بظروف صعبة، في ظل انهيار منظومتها الصحية، حيث تعاني المشافي من نقص حاد وكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، “لا مكان آمناً في غزة”، بسبب القصف الإسرائيلي المركز على القطاع.
وتوضح وزارة الصحة في آخر إحصائية لها، أن قوات جيش الاحتلال ارتكبت 688 مجزرة بحق العائلات، وتظهر الإحصائية الجديدة أن هناك 149 عائلة فقدت أكثر من 10 شهداء من أفرادها في المجازر.
وتؤكد أيضا أن مؤشر عدد الضحايا في قطاع غزة بات يتصاعد بشكل مطرد بعد مجزرة المستشفى المعمداني التي صمت عليها العالم.
وتشير أيضا إلى أنها تلقت 1600 بلاغ عن مفقودين منهم 900 طفل لا يزالون تحت الأنقاض، لافتة إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت 44 مجزرة في الساعات الماضية راح ضحيتها 756 شهيدا منهم 344 طفلاً إضافة إلى إصابة 1142 مواطنا بجراح مختلفة.
في الأثناء، تجاوزت حصيلة الشهداء في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي عتبة السبعة آلاف، بينهم 2913 طفلاً و1709 سيدات، وفق وزارة الصحة.
وبالحديث عن المنظومة الصحية، فقد أكد الناطق باسم وزارة الصحة، أن قوات الاحتلال وخلال غاراتها الجوية استهدفت 57 مؤسسة صحية، ما أدى إلى استشهاد 73 من الطاقم الطبي وتدمير 25 سيارة إسعاف وخروجها عن الخدمة.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف المؤسسات الصحية بشكل مباشر، وعمد إلى تهديد كل المستشفيات بالقصف، موضحا أن الغارات الجوية والحرب أدت حتى اللحظة إلى إخرج 12 مستشفى و32 مركز رعاية أولية عن الخدمة.
وفي السياق، فقد دعت حركة حماس إلى “حراك جماهيري” فلسطيني وعربي وإسلامي للمطالبة بفتح معبر رفح، “ووقف حرب الإبادة” التي تنفذها دولة الاحتلال منذ 20 يوما.
وردا على الاستهداف الإسرائيلي المستمر للمدنيين، قصفت كتائب القسام مجددا تل أبيب برشقة صاروخية مكثفة، وذلك غداة قصفها حيفا وإيلات وأسدود، مما أسفر عن إصابة عدد من الإسرائيليين.
وفي الضفة الغربية، اندلعت اشتباكات بين مقاومين فلسطينيين وقوات الاحتلال في طوباس، في الوقت الذي نفذ الاحتلال فيه عمليات اقتحام جديدة، واعتقالات شملت في الساعات الماضية أسيرات محررات وجامعيات.