اتخذ الاستنفار الدولي والاقليمي لمعالجة الصراع الفسطيني- الاسرائيلي، بعده العملي الاول امس مع استجابة طرفي النزاع بنسبة عالية لموجبات الهدنة الاولى منذ عملية طوفان الاقصى في 7 تشرين الاول الماضي، وسط آمال بأن تتمتع بالمناعة السياسية الكافية التي تؤهلها لأن تصبح في وقت غير بعيد تسوية كبرى وسلاما دائما يضع حدا للعدوان والاحتلال الاسرائيليين ، لا مجرد هدنة عابرة ذات أفق اقليمي هش، وهو ما لا توحي به المعطيات المُسربة من قطر، معقل التسويات وارض المفاوضات الاقليمية والدولية، اذ تتحدث مصادر اعلامية اميركية عن احتمال تمديد المدة، التي تأتي في ايامها الاولى مثابة جس نبض، الى عشرة ايام، تهدأ في خلالها الالة العسكرية لمصلحة التقاط الانفاس والحوار.
هدوء جنوبا
ومع دخول الهدنة في غزة حيز التنفيذ عند السابعة من صباح امس، رست مفاعيلها على الجبهة اللبنانية الجنوبية مشكلة فرصة لالتقاط اهلها انفاسهم. فبعد يومين صاخبين وداميين، عاشت قرى القطاعين الغربي والاوسط حالا من الهدوء الحذر إذ لم يسجل اي قصف او عمليات عسكرية.. وعلى الرغم من الحركة الخجولة التي شهدتها القرى والبلدات الحدودية الا ان عودة الاهالي الى منازلهم كانت متفاوتة بين بلدة واخرى خصوصا تلك المتقدمة أكثر عند الحدود اللبنانية الفلسطينية المحتلة والتي شهدت حربا حقيقية خلفت اضرارا في الممتلكات والمزروعات. كما ان نسبة الاضرار تفاوتت أيضا، حيث الاضرار الاكبر كانت في بلدات مروحين والضهيرة وعلما الشعب، التي أتت الحرائق فيها على معظم الثروة الحرجية، اضافة الى تضرر العديد من المنازل بشكل كامل.
للحذر
ليس بعيدا، دعت قيادة الجيش في بيان، المواطنين العائدين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلفات القصف المعادي لا سيما الذخائر الفسفورية والذخائر غير المنفجرة، وعدم الاقتراب منها وإفادة أقرب مركز عسكري عنها أو الاتصال بعمليات القيادة على الرقم ١٧٠١. كما دعت إلى الالتزام بإجراءات الوقاية المعممة من قبل الجيش في هذا الخصوص.
عواقب مدمرة
من جانبه، عبر رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو « عن قلقه إزاء تبادل اطلاق النار المكثف المستمر على طول الخط الأزرق الذي أودى بحياة الكثير من الناس، وتسبب في أضرار جسيمة، وبهدد أرزاق الناس». وتابع «باعتبارنا حفظة سلام، فإننا نحثّ أولئك الذين يتبادلون إطلاق النار على طول الخط الأزرق على وقف دائرة العنف هذه»، مضيفاً «إن أي تصعيد إضافي في جنوب لبنان يمكن أن تكون له عواقب مدمّرة». وقال «يجب على الأطراف أن تؤكد من جديد التزامها بقرار مجلس الأمن الدولي 1701 ووقف الأعمال العدائية، بينما تسعى إلى إيجاد حلول طويلة الأمد لمعالجة الأسباب الكامنة وراء النزاع».
دعوة بوريل
الى ذلك، قال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب بعد لقائة الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامن للاتحاد الاوروبي جوزف بوريل: «وجهت دعوة للسيد بوريل لزيارة لبنان في اقرب فرصة ممكنة، وشكرته على خطابه بالامس امام البرلمان الاوروبي ومقاربته السياسية لغزة». أضاف «اذا ارادت اسرائيل وقف التصعيد فعليها وقف الحرب، والسماح بعودة الفلسطينيين الى شمال غزة، ووقف تهديداتها للبنان».
تشييع في طرابلس
في الاثناء، تم في طرابلس تشييع الشهيدين احمد عوض وخلدون ميناوي، اللذين سقطا باستهداف اسرائيلي مباشر اثناء وجودهما في المنطقة الحدودية، في جامع التقوى وسط ظهور مسلح الكثيف واطلاق نار غزير ورمي القنابل في مجرى نهر ابو علي وسط دعوات عبر مواقع التواصل لالتزام البيوت وعدم الخروج الى الطرقات او الشرفات حفاظا على السلامة العامة.
الموازنة فضيحة
اقتصاديا، موازنة 2024 ومضامينها تتفاعل. فقد كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب زياد الحواط عبر منصة اكس: مشروع موازنة الـ٢٠٢٤ فضيحة بهذه الظروف الكارثية لجهة خلوّه من أي بند إصلاحي وتضمينه ضرائب من شأنها القضاء على القطاع الخاص والعاملين فيه الذين يكافحون للبقاء على قيد الحياة. هو رصاصة الرحمة تطلقها الحكومة على هذا القطاع بعدما اغتالت القطاع العام بالهدر والسرقة والتوظيف العشوائي.
عملية نوعية
امنيا، ضبطت مديرية المخابرات في الجيش في منطقة البقاع في عملية نوعية ملايين الحبوب من الكبتاغون داخل آليات صناعية في احد مستودعات منطقة تعنايل وهي تعود لشخص من آل ب.ح. وأسفرت العملية التي نفذت ليل أمس عن توقيف عدد من اللبنانيين والسوريين الذين ضبطوا بالجرم المشهود، كما تم ضبط عشرات الملايين من حبوب الكبتاغون التي كانت مخبأة داخل خزانات سخانات ومكيفات ضخمة يجري تلحيمها لإخفائها وتحضيرها للتصدير إلى البلدان العربية. وقدرت قيمة المضبوطات بحوالي عشرين مليون دولار. كما نفذت مديرية المخابرات سلسلة مداهمات ومطاردة لعدد من المتورطين وتم تنفيذ عدد من الكمائن في شتورا والبقاع الغربي أسفرت عن توقيف عدد من المتورطين.
هدنة 4 ايام
وكانت الهدنة في غزة دخلت حيز التنفيذ صباحا واعلنت حماس في بيان، أمس، انها تسري لمدة 4 أيام تبدأ من صباح اليوم (امس) الجمعة، ويرافقها وقف جميع الأعمال العسكرية من الجانبين. وفي ما يلي أبرز ما جاء في بيان الحركة «سيتم خلال هذه الفترة الإفراج عن 50 رهينة إسرائيلية من النساء والأطفال دون 19 عاما، وبالمقابل يفرج مقابل كل واحد منهم عن 3 أسرى فلسطينيين من النساء والأطفال لدى الجانب الإسرائيلي. سيتم يوميا إدخال 200 شاحنة مواد إغاثية وطبية و4 شاحنات وقود وغاز طهي «لكافة مناطق قطاع غزة» خلال الهدنة. الطيران الإسرائيلي سيوقف تحليقه فوق غزة لـ6 ساعات يوميا خلال الهدنة، اعتبارا من 10 صباحاً».