في الدوحة مديرا الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية يبحثان ورئيس وزراء قطر في «المرحلة المقبلة» من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وسط توقعات بالتوصل الى تمديدها بضعة ايام اضافية، لتطابق معلومات سرت عشية الاتفاق الاولي في شأن عشرة ايام ستشكل ارضية صالحة للبحث في وقف اطلاق النار .
وفي بيروت، تمديد للأزمات المتناسلة من رحم الشغور الرئاسي سيبحث في تفاصيلها الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان مع المسؤولين الساسيين علّه يتلمس شعاع نور من مكان ما، يُمَكنه من حفر جبل الجليد الرئاسي بإبرة جهود الدول الخماسية.
لودريان
الجهود المبذولة في الدوحة تؤتي ثمارها في لبنان ايضا، اذ سيطر الهدوء على الساحتين السياسية والجنوبية مع بعض الخروقات، قبل وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت ، حيث يلتقي في الساعات المقبلة القوى السياسية والروحية ومنها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشار بطرس الراعي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع غدا.
قيادة الجيش
وبينما يتوقع ان يناقش مع مضيفيه قضايا الساعة، من تطورات الجنوب الى القرار 1701 وصولا الى رئاسة الجمهورية والشغور في قيادة الجيش، حضر الملف الاخير في مجلس النواب امس.
فقد رأى رئيس لجنة الدفاع النيابية جهاد الصمد ان الخيارات المتاحة هي «إما تعيين قائد جيش جديد وتعيين رئيس للاركان ومدير عام للادارة ومفتش عام في مجلس الوزراء بناء لاقتراح وزير الدفاع، وإما التمديد لقائد الجيش وكافة الضباط والرتباء عبر الالية القانونية في مجلس النواب وهذا له ايضا آثار سلبية على مؤسسة الجيش. والمؤسف ان الذي يعطل هذين الاحتمالين هي سياسة النكد والكيد والنهاية بين اطراف المكون الماروني المسيحي وهي نفسها التي عطلت انتخاب رئيس الجمهورية ولا تزال». وناشد النائب الصمد «الجميع تحمل مسؤوليتهم الوطنية والخروج من سياسة الكيد والنكد والانتحار السياسي». وردا على سؤال، قال:» تكلمت عن مبدأ شمولية القانون، اي اقتراح قانون او مشروع قانون، لا نستطيع ان نشرع لشخص او مجموعة اشخاص محددة، مبدأ الشمولية هو اساس اي تشريع، وربط كل المؤسسات العسكرية». واشار الى «ان لدينا مشكلة، انه في العاشر من كانون الثاني سيحال قائد الجيش الى التقاعد، فربط بقية الاجهزة الامنية بهذا الموضوع. برأيي لا يجوز المقايضة والمحاصصة، فليس اي موضوع يحكى في البلد نذهب الى المقايضة، اننا ضد هذا المبدأ».
اما عضو الجمهورية القوية بيار بوعاصي فقال من المجلس: لا يجوز تعيين قائد جيش في ظل غياب رئيس للجمهورية وجوزيف عون أثبت أنه ليس مسيساً.
مجلس وزراء
وعشية جلسة لمجلس الوزراء ليس ملف قيادة الجيش على جدول اعمالها، استقبل ميقاتي في السراي عضو اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور.
في الغضون، استقبل البطريرك الراعي في الصرح البطريركي في بكركي، عضو كتلة «الكتائب» النائب سليم الصايغ وعضو المكتب السياسي الكتائبي والوزير السابق آلان حكيم. وشدد الصايغ بعد اللقاء على ضرورة اعادة الاولوية لانتخاب رئيس للجمهورية خصوصا في ظل الاهتمام الدولي القائم.
3 اهداف
رئاسيا ايضا، أشار النائب مروان حمادة إلى أنّ «الهم الأوّل للموفد الفرنسي هو إقناع اللبنانيين بعدم الانزلاق الى الحرب. ولكن واقع الحال كما قال الرئيس بري لكل الموفدين «روحوا احكوا مع الاسرائيليين نحن في حالة دفاع عن النفس. ولم ننضم فعليا الى حرب غزة». وأضاف حمادة في حديث اذاعي: زيارة لودريان تحمل ثلاثة أهداف، هي معرفة موقف لبنان من الحرب والسلم، الموقف من قيادة الجيش، واذا نضجت المحادثات بين بعض القوى في الداخل من اجل اعادة البدء بمسار انتخاب رئيس للجمهورية». ووضع حمادة زيارة لو دريان في اطار يحمل الكثير من الاستطلاع وصولاً إلى إسداء النصح.
مراقبة الهدنة
على الضفة الامنية، إجتمع ميقاتي مع رئيس هيئة الأمم المُتحدة لمُراقبة الهدنة (الأنتسو) باتريك جوشا على رأس وفد. وشارك في اللقاء مستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي. وجرى فى خلال الاجتماع عرض لمُختلف مهام الهيئة المُتمثلة فى مُراقبة وقف إطلاق النار والإشراف على اتفاقيات الهدنة ومُساعدة عمليات حفظ السلام الأُخرى التابعة للأمم المُتحدة في المنطقة لتنفيذ مُهمتها. وفي خلال الاجتماع نوّه جوشا بالدور الذي تقوم به الحكومة اللبنانية لتنفيذ القرار الدولي الرقم 1701، وضرورة العمل على تنفيذه من قبل كل الاطراف.
عند القائد: جوشا زار ايضا قائد الجيش العماد جوزف عون في مكتبه في اليرزة مع وفد مرافق وتناول البحث الأوضاع عند الحدود الجنوبية.
ليس بعيدا، وبعدما خيم الهدوء على الحدود الجنوبية منذ الجمعة تاريخ دخول الهدنة المؤقتة في غزة حيز التنفيذ، استهدفت قذيفة إسرائيلية، امس، أطراف بلدة عيتا الشعب قبالة موقع الراهب.