في اليوم الـ63 من عدوانه على غزة، كثف جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه للمناطق السكنية بالقطاع، وارتكب مجازر جديدة استشهد فيها العشرات في رفح وخان يونس ومدينة غزة وجباليا.
وقد أكدت وزارة الصحة بغزة أن الحصيلة الإجمالية لشهداء العدوان الإسرائيلي تجاوزت 17 ألفا، وأن عدد المصابين ارتفع إلى 46 ألفا.
وبينما أقر جيش الاحتلال بمقتل ضابطين خلال المعارك الدائرة مع المقاومة في شمال وجنوب القطاع، أعلنت كتائب عز الدين القسام مقتل الجندي الأسير ساعر باروخ (25 عاما) خلال محاولة إسرائيلية “فاشلة” لاستعادته.
واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابطين آخرين في معارك وصفت بالضارية بشمال قطاع غزة وجنوبه، في حين واصلت مقاتلاته شن سلسلة غارات على أنحاء مختلفة من القطاع، مما أدى لاستشهاد وإصابة عدد من الفلسطينيين.
وبإعلان الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين آخرين من جنوده، يرتفع عدد قتلاه إلى 94 منذ بداية العملية البرية يوم 27 تشرين الأول الماضي، و418 منذ بدء عمليات طوفان الأقصى في السابع من الشهر ذاته.
وفي السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بمقتل جندي إسرائيلي قبل أيام بإطلاق صاروخ من مروحية للجيش أخطأت الموقع المستهدف.
في غضون ذلك، شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية الجمعة غارات على أنحاء متفرقة من القطاع. وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 5 فلسطينيين في غارة على منزل بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
كما تم تسجيل إصابات في مراكز إيواء بمخيم جباليا عقب قصف إسرائيلي بقنابل حارقة. وجددت المدفعية الإسرائيلية قصفها الأحياء الشرقية من خان يونس جنوب القطاع. كما قصفت المقاتلات مخيم المغازي ومنزلا في دير البلح وسط القطاع.
وفي وقت سابق، سقط عشرات الشهداء والجرحى في القصف الإسرائيلي المستمر على شمال ووسط وجنوب القطاع، فقد استشهد شخصان على الأقل في قصف على منزل لعائلة “النادي” في مخيم النصيرات وسط القطاع. وأفيد بوصول عشرات الجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.
وفي بيت لاهيا شمال غزة، حاصر جيش الاحتلال نازحين مدنيين يرفعون الرايات البيضاء، وقتل عددا منهم. وقال أحد المحاصرين في مدرسة خليفة في بيت لاهيا إن عدد المحاصرين لا يقل عن 7 آلاف، أغلبهم أطفال ونساء. وأضاف في مقابلة مع الجزيرة، أن قناصة إسرائيليين يعتلون بنايات مجاورة ويستهدفون المدنيين.
وتنقلت المروحيات التابعة للوحدة 669 المسؤولة عن نقل جرحى الاحتلال من ميادين المعارك عدة مرات خلال صباح أمس وهي محملة بجنود جرحى، نُقلوا إلى مستشفيات جنوب ووسط إسرائيل.
وفي وقت سابق، ذكرت القسام أنها دمرت 135 آلية عسكرية إسرائيلية خلال الأيام الثلاثة الماضية، وأكدت قصف مقر غرفة القيادة الميدانية الإسرائيلية في محور جنوب مدينة غزة.
وقالت إن مقاتليها تمكنوا من استهداف قوة إسرائيلية راجلة من 15 جنديا بثلاث عبوات، وأوقعوهم بين قتيل وجريح شرق خان يونس.
كما اشتبك مقاتلو القسام مع قوة إسرائيلية راجلة مكونة من 6 جنود موقعين إياهم بين قتيل وجريح، واستولوا على “روبوت” كان بحوزتهم.
كما تمكن مقاتلو القسام من قنص جنديين إسرائيليين ببندقية “الغول” القسامية شمال شرق مدينة خان يونس، واستهدفوا قوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في محور شمال مدينة خان يونس بقذائف الهاون.
وأضافت كتائب القسام أنها استهدفت دبابتين إسرائيليتين في محور شرق مدينة خان يونس بقذائف “الياسين 105”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي منذ صباح أمس الاول مقتل 5 من الجنود والضباط في معارك قطاع غزة، من بينهم جال إيزنكوت ابن الوزير غادي إيزنكوت عضو مجلس الحرب ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، وقد قُتل في انفجار فتحة نفق ملغمة في شمال القطاع.
من جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري إن الجيش فقد كثيرا من أفصل أبنائه. وأضاف أن الجيش وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) اعتقلوا واستجوبوا مئات ممن قال إنه يشتبه بتورطهم في “أنشطة إرهابية”.
غوتيريش: عواقب وخيمة لانهيار غزة ودائرة الحرب تتّسع
مجلس الأمن يصطدم برفض أميركي لإيقاف الحرب
أشار نائب المندوب الروسي بالأمم المتحدة دميتري بوليانسكي، في كلمته امام مجلس الامن الدولي في نيويورك، الى أن “مجلس الأمن فشل في اتخاذ قرار ملزم يتضمن مطالب للأطراف لإنهاء العنف في غزة”،لافتاً الى أن “تهجير الفلسطينيين يهدف إلى جعلهم يختارون بين مغادرة وطنهم أو الموت”.
وأشار نائب المندوبة الأميركية بالأمم المتحدة روبرت وود، الى أن “حماس لا تزال تشكل تهديدا لإسرائيل وتظل مسؤولة عن غزة، ونحن ندعم بقوة السلام الدائم لكن لا نؤيد الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار”.
ولفت وود، في كلمته امام مجلس الامن الدولي في نيويورك، الى أن “الدعوات إلى وقف فوري لإطلاق النار لن تؤدي إلا إلى زرع بذور الحرب القادمة، ونحن نسعى إلى مستقبل لا تكون حركة حماس موجودة فيه”.
واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في مستهل اجتماع طارئ لمجلس الأمن، ان “وحشية حماس لا يمكنها تبرير العقاب الجماعي للفلسطينيين”.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال، الجمعة، إنه لا توجد حماية فعالة للمدنيين في غزة وإنه لا يوجد مكان آمن في القطاع.
جاءت تصريحاته قبل ساعات من تصويت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مطلب وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة.
وحذر الأمين العام من أن نظام الدعم الإنساني في قطاع غزة المحاصر يواجه “انهيارا تاما”، وسط عدد غير مسبوق من القتلى من موظفي المنظمة الدولية. وأكد أن “أكثر من 130 من موظفي الأمم المتحدة قُتلوا بالفعل في غزة”.
وقال غوتيريش إنه ستكون هناك “عواقب مدمرة” إذا فشلت شبكة المساعدات، وإذا حدث ذلك فإنه “سيؤدي إلى انهيار كامل للنظام العام في غزة”.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن مخاوفه أن “تكون العواقب مدمرة على أمن المنطقة كلها، بعدما انجذبت الضفة الغربية المحتلة ولبنان وسوريا والعراق واليمن إلى صراع غزة بدرجات متفاوتة”.
وكان مجلس الأمن الدولي، انعقد الجمعة، تحت ضغط الأمين العام للأمم المتحدة، في دعوة إلى “وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية” في قطاع غزة، في عملية تصويت غير محسومة النتائج في ظل أوضاع ديبلوماسية مشحونة.
ووجه أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، رسالة إلى مجلس الأمن استخدم فيها المادة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى ملف “يمكن أن يعرّض السلام والأمن الدوليين للخطر”، في أول تفعيل لهذه المادة منذ عقود.
وكتب في رسالته أنّه “مع القصف المستمر للقوات الإسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ، أو حدّ أدنى للبقاء، أتوقع انهياراً كاملاً وشيكاً للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلاً (تقديم) مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة”، مجدداً دعوته إلى “وقف إطلاق نار إنساني” لتفادي “تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة”.
يطالب مشروع القرار بـ”وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية” في غزة، محذراً من “الحالة الإنسانية الكارثية في القطاع”.
وعلق المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك بالقول: “نأمل أن يأخذ مجلس الأمن بندائه”، مشيراً إلى أن الأمين العام تحدث، منذ الأربعاء، مع وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، والبريطاني ديفيد كاميرون، ومع عدد من الدول العربية.
وعلى إثر رسالة غوتيريش غير المسبوقة، أعدّت الإمارات العربية المتحدة مشروع قرار يطرح للتصويت على مجلس الأمن، الجمعة، على ما أفادت الرئاسة الإكوادورية للمجلس.
ويطالب مشروع القرار، في نسخته الأخيرة، بـ”وقف فوري لإطلاق النار لدواع إنسانية” في غزة، محذراً من “الحالة الإنسانية الكارثية في قطاع غزة”.
كما يدعو النص المقتضب إلى “حماية المدنيين” و”الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن” و”ضمان وصول المساعدات الإنسانية”.
غير أن نتيجة التصويت غير مضمونة، بعدما رفض مجلس الأمن، في الأسابيع التي تلت اندلاع الحرب، أربعة مشاريع قرارات.