في اليوم ١٠٥ للحرب تصاعدت حدة الهجمات التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد قطاع غزة، والتي تركزت على وسط القطاع ومدينة خان يونس جنوبا، في الوقت الذي عادت فيه تلك القوات لتنفذ عملية توغل برية في المناطق الجنوبية الغربية والشمالية لمدينة غزة، بعد أن انسحبت منها قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، وأوقعت تلك الهجمات عشرات الشهداء والمصابين.
وعادت آليات كثيرة لجيش الاحتلال وتوغلت في عدة مناطق في جنوب غرب مدينة غزة، حيث وصلت الآليات إلى منطقة “مربع أنصار”، بعد أن قطعت مسافة بعيدة من مناطق تمركزها جنوب المدينة، على أطراف حي تل الهوا، للوصول إلى هذه المنطقة.
كما تقدمت آليات الاحتلال من المنطقة الشمالية باتجاه مستشفى الرنتيسي، الواقع في حي النصر، والذي تعرض سابقا لهجوم بري عنيف.
وطالت عملية التوغل أيضا منطقة تل الهوا جنوب غزة، حيث حاصرت قوات الاحتلال عدة مراكز إيواء تؤوي آلاف النازحين.
وقال سكان من منطقة مربع أنصار ، إن عملية التوغل استبقت بغارات جوية على شكل “أحزمة نارية” ضربت المنطقة بعنف، وأدت إلى تدمير العديد من المباني، وأكدوا أنهم سمعوا في المحيط بعد تلك الغارات أصوات عربات الإسعاف
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الجمعة، أنها قتلت جنودا إسرائيليين ودمرت دبابات، في وقت تحتدم فيه المعارك في عدة محاور بقطاع غزة.
وقالت كتائب القسام إن مقاتليها قنصوا جنديين إسرائيليين ببندقية “الغول” شرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع، وأنهم دمروا3 دبابات إسرائيلية من نوع ميركافا بعبوات شواظ شرق مدينة خان يونس أيضا.
وفي المنطقة نفسها، استهدف مقاتلو القسام دبابة ميركافا أخرى، بجوارها جنديان، بقذيفة الياسين 105، ما أدى لتدميرها ومقتلهما، بحسب ما ورد في أحد البيانات.
وفي محاور الاشتباكات بمدينة غزة، قالت الكتائب إنها استهدفت قوة إسرائيلية تحصنت داخل مبنى في حي الزيتون وأوقعت أفرادها بن قتيل وجريح، كما استهدفت مبنى تحصن به جنود الاحتلال في حي الشيخ رضوان وأطلقت النار على جندي قربه وأصابته مباشرة.
وفي عملية منفصلة، استهدف مقاتلوها مبنى تحصنت فيه قوات خاصة إسرائيلية واشتبكوا معها بالأسلحة الرشاشة، كما استهدفوا دبابة بالقذائف المضادة للدروع جنوب غرب مدينة غزة.
وفي وسط القطاع، استهدف مقاتلو الكتائب دبابة من نوع ميركافا بقذيفة الياسين 105، وقنصوا جنديا ببندقية الغول، كما قصفوا حشودا لقوات الاحتلال المتوغلة شمال شرق مخيم البريج بقذائف الهاون، وفق ما ورد في بيانات منفصلة.
وفي شمالي القطاع، أكد الجناح العسكري لحماس أنه استهدف قوة إسرائيلية شرق جباليا وفجر عبوة شواظ في قوة أخرى ما أسفر عن سقوط أفرادها بين قتيل وجريح.
بدورها، بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، صورا لاستهداف مقاتليها حشودا عسكرية إسرائيلية شرق البريج.
معارك محتدمة
وأعلن الجيش الإٍسرائيلي إصابة 19 عسكريا في معارك غزة خلال الساعات الـ24 الماضية.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق مقتل جندي من لواء غفعاتي متأثرا بجروح أصيب بها قبل يومين، وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة في معارك بجنوب قطاع غزة.
من جهته، قال رئيس أركان الجيش الإٍسرائيلي هرتسي هليفي إن الجيش يقوم بتسريح بعض من قوات الاحتياط، بسبب حالة التوتر القائمة بين ميدان القتال ومتطلبات الحياة العادية، مشيرا إلى أنه سيتم استدعاؤهم مجددا.
وزعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن الجيش الإسرائيلي دمر 16 أو 17 من بين 24 كتيبة قتالية لحماس في غزة، لكنه قال إن “تطهير” القطاع من مسلحي الحركة سيحتاج إلى أشهر عديدة أخرى.
12 مجزرة في 24 ساعة
في موازاة ذلك قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 12 مجزرة ضد العائلات، راح ضحيتها خلال الساعات الـ24 الماضية 142 شهيدا و278 مصابا، وذلك استمرارا لعدوانه على القطاع لليوم 105.
وأضافت أن عددا من الضحايا لا يزالون تحت الركام، وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
غالانت لأوستن: أهداف الحرب لم تتغير
ونقترب من الحسم في ملف جبهة لبنان
قالت وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الوزير يوآف غالانت ناقش في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي لويد أوستن، الخميس، تطورات الحرب في غزة وملف المحتجزين الإسرائيليين وكذلك الوضع على الحدود مع لبنان.
وذكرت القناة الـ13 الإسرائيلية أن غالانت أخبر أوستن أن “أهداف الحرب لم تتغير”، وأن إسرائيل مصممة على الاستمرار حتى تحقيقها.
يأتي هذا في ظل ضغوط داخلية وخارجية على تل أبيب بسبب عدم تحقيق الأهداف المعلنة للحرب -التي تستمر لليوم الـ105- وهي القضاء على حركة حماس وإعادة الأسرى الإسرائيليين.
وفي ما يتعلق بجبهة لبنان، نقلت القناة الـ13 عن وزير الدفاع قوله إن إسرائيل ملتزمة بإعادة سكان الشمال إلى منازلهم وتقترب من نقطة الحسم في هذا الشأن، وفق تعبيره، وذلك في إشارة إلى عشرات آلاف الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من المستوطنات والبلدات القريبة من الحدود في ظل هجمات حزب الله اللبناني.
وقال غالانت لنظيره الأميركي “نفضل إعادة السكان إلى الشمال عبر تسوية، ومستعدون أيضا للقيام بذلك عبر القوة العسكرية”.