لبنان إلى نيويورك.. جنبلاط يستبعد الرئاسة
لبنان اليوم “ساحة” يتجاذبها عاملان متناقضان: الاول ميداني حيث تستمر المواجهات بين حزب الله والجيش الاسرائيلي وإن خفّت وتيرتها في الايام الماضية، والثاني “ديبلوماسي” حيث يتم في الكواليس التنسيق بين الدول المتابعة لشؤون وشجون لبنان، اي فرنسا والسعودية وقطر والولايات المتحدة ومصر، لبلورة اتفاقَين اثنين، “عسكري” هدفُه وقف التصعيد في الجنوب، و”سياسي” لإخراج الملف الرئاسي من دائرة الجمود التي تلفّه منذ أشهر.
لا غالب ولا مغلوب
في الدوحة والرياض وباريس وايضا في بيروت، لا تهدأ الاتصالات بين ديبلوماسييي “الخماسية”، وأبرزهم مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا السفيرة ان كلير لوجاندر والمستشار الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين والموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي يزور الرياض والدوحة، في مسعى لانضاج “ورقة” تُنقل الى بيروت في الايام القليلة المقبلة، تُحيي القرار 1701 من جهة وتضع قطار الانتخابات الرئاسية على السكة من جهة ثانية.
لا مؤشرات
هذه الحراك لم يجد اي صدى في الداخل اذا اكد النائب السابق وليد جبلاط ان لا مؤشرات لانتخاب رئيس، ولكننا نجحنا عبر مساعي اللقاء الديمقراطي في التمديد لقائد الجيش ونتمنى تعيين رئيس للأركان في المدى القريب”. وقال خلال جولة له في عاليه اول من امس : “نحاول مع الرئيس نبيه برّي والأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله والمخلصين في البلد تجنّب توسّع الحرب وإيقافها، لأنَّ بالأساس هناك أراضٍ محتلّة ومتنازع عليها، فكل مهمات هوكشتاين بهذا الشأن لم تنجح، لكننا نحاول من جهتنا، علماً أنَّ الحرب تتوسّع في المنطقة ولا نعرف مغامرات العقل الإسرائيلي”.
وامس عرض جنبلاط التطورات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة .
حزب الله
من ناحية ثانية اعلن حزب الله “اننا استهدفنا تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط قلعة هونين بالأسلحة الصاروخية وحققنا إصابة مباشرة”. واعلن انه استهدف “تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع الضهيرة بالأسلحة المناسبة وأوقع فيه إصابات مؤكدة”. واعلن ايضا انه “استهدف جنود العدو الإسرائيلي في محيط ثكنة زرعيت وحقق إصابة مباشرة”.
في نيويورك
وعلى وقع قرع تل ابيب طبول الحرب مع لبنان والتلويح بها في شكل شبه يومي، سيحضر هذا السيناريو الخطير الذي ينبّه منه كل الديبلوماسيين الذين يتوافدون الى بيروت، في نيويورك. وبينما يربط لبنان الرسمي بين التهدئة جنوبا ووقف اطلاق النار في غزة، غادر وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب الى نيويورك للمشاركة في أعمال جلسة مجلس الامن الدولي على المستوى الوزاري حول الوضع في الشرق الاوسط المزمع عقدها الثلاثاء في ٢٣ كانون الثاني ٢٠٢٤. كما ستكون له سلسلة لقاءات ونشاطات ديبلوماسية رفيعة المستوى.