في اليوم الـ118 للحرب على غزّة، قال مسؤول فلسطيني قريب من المحادثات الخميس إنه من المستبعد أن ترفض حركة “حماس” اقتراح طرحه وسطاء هذا الأسبوع لوقف إطلاق النار، لكنها لن توقع عليه من دون ضمانات بأن إسرائيل ستلتزم بإنهاء الحرب.
وذكر المسؤول الفلسطيني أن نص الاتفاق المقترح يتضمن مرحلة أولى تستمر لمدة 40 يوماً يتوقف خلالها القتال بينما تطلق “حماس” سراح المدنيين المتبقين من بين أكثر من 100 رهينة لا تزال تحتجزهم. وستشهد مراحل أخرى إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين وتسليم جثث الرهائن القتلى.
وستكون هذه الهدنة الطويلة في حال الاتفاق عليها هي الأولى منذ أن شن مقاتلو “حماس” هجوماً على إسرائيل في السابع من تشرين الأول.
وبالتوازي، قال ماجد الانصاري المتحدث باسم الخارجية القطرية إن اسرائيل وافقت على مقترح وقف النار، وأنّ “حماس” اعطت ردا ايجابيا.
وصاحب التقدم الديبلوماسي بعض من أعنف المعارك منذ بداية الحرب، فقد شنت إسرائيل هجوماً برياً ضخماً الأسبوع الماضي للسيطرة على مدينة خان يونس المهمة في الجنوب، والتي تؤوي مئات الآلاف من المدنيين الذين فروا من معارك سابقة في أماكن أخرى. وتصاعدت حدة القتال أيضاً في الأجزاء الشمالية من القطاع، والتي زعمت إسرائيل السيطرة عليها قبل أسابيع.
وقال سكان إن القوات الإسرائيلية قصفت مناطق محيطة بمستشفيات في خان يونس الليلة الماضية وكثفت هجماتها بالقرب من مدينة رفح الصغيرة الواقعة على الطرف الجنوبي للقطاع، حيث يعيش الآن أكثر من نصف سكان غزة، أغلبهم في خيام وداخل منشآت عامة.
وقال أسامة أحمد (49 سنة)، وهو أب لخمسة أطفال من مدينة غزة ونزح إلى غرب خان يونس، إن هناك مقاومة شرسة في المدينة، والقصف الجوي والبري والبحري بلا هوادة مع تقدم الدبابات الإسرائيلية.
وأضاف لـ”رويترز” عبر الهاتف “إنهم لم يدخلوا بعمق إلى المواصي التي نعيش فيها لكنهم يقتربون كل يوم”، وذلك في إشارة إلى المنطقة الواقعة في غرب خان يونس على ساحل البحر المتوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل “عشرات المسلحين” في الساعات الـ24 الماضية بخان يونس، حيث اشتبكت القوات مع مسلحين من “حماس” عن قرب ووجهت ضربات جوية، كما أشار إلى قتال في وسط وشمال غزة.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان إن القوات الإسرائيلية اقتحمت مقرها في مستشفى الأمل بخان يونس للمرة الثالثة خلال اليومين الماضيين، وأطلقت النيران بكثافة على مقربة منه قبل أن تنسحب.
وقال مسؤولون فلسطينيون بالقطاع الطبي إن فرقاً طبية انتشلت 14 جثة لفلسطينيين قتلوا قرب وسط خان يونس بعد انسحاب بعض الدبابات من هناك. ولم يتضح متى قتلوا.
وفي النصيرات بوسط غزة، أفاد مسؤولون بالقطاع الطبي بمقتل شخصين ووقوع عدة إصابات جراء ضربة جوية إسرائيلية.
وبعد اعلانه أول من أمس سحب اللواء الخامس من غزة أعلن الجيش الإسرائيلي، عن انسحاب اللواء 55 مظليين في قوات الاحتياط من منطقة خان يونس جنوبي قطاع غزة، زاعمًا أنّ “اللواء 55 أكمل مهامه في المنطقة وتم تبديله بوحدات أخرى”.
وأفادت وكالة “الأناضول”، عن انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من مناطق شمال غرب مدينة غزة وشمال القطاع، لأول مرة منذ بدء عمليته العسكرية البرية في 27 تشرين الأول 2023.
وشمل الانسحاب الإسرائيلي إخلاء مناطق العطاطرة والسلاطين والتوام، بعد أن خلّف دمارا واسعا في هذه المناطق .
كما انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من منطقة المقوسي شمال غرب مدينة غزة بعد تدمير المنطقة بالكامل.
وقالت كتائب القسام التابعة لحركة حماس إنها استهدفت مجموعة من جنود العدو داخل منزل غرب خان يونس بقذيفة مضادة للتحصينات وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
وأكدت أنها استهدفت جرافة عسكرية من نوع “دي 9” بقذيفة تاندوم غرب خان يونس جنوب قطاع غزة.
وبدورها، قالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، إنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود وآليات العدو في محاور التقدم غرب وجنوب غرب خان يونس.
وأضافت أنها استهدفت بقذيفة مضادة للأفراد مجموعة من جنود الاحتلال داخل شقة في مربع الصناعة غربي مدينة غزة.
وبالتوازي مع ذلك، أقر الجيش الإسرائيلي بحصيلة جديدة لخسائره في المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وأعلن جيش الاحتلال، في بيان، إصابة 5 ضباط وجنود في غزة خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
وأفيد بسقوط 3 شهداء في قصف إسرائيلي على منطقتي الفخاري والشيخ ناصر في خان يونس.
يشار أيضا إلى استشهاد امرأة وإصابة عدد آخر في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة الأمل التي تؤوي نازحين في الحي الياباني غرب خان يونس.
وجرى نقل 4 شهداء من منطقة المواصي غربي خان يونس إلى مستشفى أبو يوسف النجار في مدينة رفح.
خطط لضرب أهداف سورية والعراق وتشمل الإيرانيين
أوستن: لا نرغب في نزاع بين إسرائيل وحزب الله
ونتواصل مع الإسرائيليين لعدم توسع الحرب
أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن “جنودنا قتلوا من جانب وكلاء إيران والرئيس الأميركي جو بايدن لن يقبل أي هجمات على قوات أميركية”.
ولفت أوستن، الى أننا “سنتخذ كل الإجراءات للدفاع عن المصالح الأميركية والشعب الأميركي وسنرد في المكان والوقت المناسبين، وبايدن لن يتسامح مع من قتل جنودنا من قبل وكلاء إيران المتطرفين”، مضيفاً “سنواصل تجنب توسيع الصراع لكن سنتخذ الإجراءات الضرورية للدفاع عن أنفسنا”.
وكشف أنها “كانت أياما صعبة على وزارة الدفاع الأميركية منذ مقتل 3 من جنودنا في الأردن، وأنا لم أتعامل بشكل صحيح مع موضوع مرضي وكان علي أن أخبر بايدن والأميركيين في حينه”، مؤكداً على أنني “أتحمل المسؤولية كاملة وأؤكد أنه لم تكن هناك ثغرات في القيادة والسيطرة خلال تلك الفترة”.
وذكر أن “هدفنا أن نحتوي هذه الأزمة في غزة ونمنع هذه الأمور من التحول إلى حرب واسعة، وندعو إيران إلى التوقف عن تزويد الحوثيين بالأسلحة التي يستخدمونها في مهاجمة السفن”، مشدداً على أننا “لا نرغب في حدوث نزاع بين إسرائيل وحزب الله ونتواصل مع الإسرائيليين لضمان عدم توسع الحرب”.
واشنطن تخطط لهجمات في العراق وسوريا
قال أربعة مسؤولين أميركيين إن تقديرات الولايات المتحدة تشير إلى أن إيران هي التي صنعت الطائرة المسيرة التي استهدفت قاعدة أميركية في الأردن مطلع الأسبوع في هجوم أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين.
وحمَلت واشنطن مسؤولية الهجوم لفصائل متحالفة مع إيران لكنها قالت أيضا إن إيران تتحمل المسؤولية في نهاية المطاف نظرا لدعمها هذه الفصائل. وهذا هو الهجوم الأول الذي يسفر عن مقتل جنود أميركيين في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في تشرين الأول.
ولم يكشف المسؤولون، الذين تحدثوا شريطة عدم نشر هويتهم، عن تفاصيل طراز الطائرة المسيرة.
وبالتزامن مع هذا ذكرت شبكة سي.بي.إس نيوز نقلا عن مسؤولين أميركيين أنه جرت الموافقة على خطط واشنطن لشن هجمات على مدى عدة أيام في العراق وسوريا على العديد من الأهداف، منها عسكريون إيرانيون ومنشآت إيرانية.