ازاء انسداد الافق السياسي داخليا، تحوّلت الجهود الدولية في اتجاه جبهة الجنوب لإطفاء نارها ومنع تمدد فتيلها الى الداخل بما يتيح للسكان العودة الى منازلهم او ما تبقى منها. وللغاية يصل الى بيروت غدا، وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه، للحث على تطبيق القرار 1701 ومنع تمدد الحرب الاسرائيلية. وافادت مصادر ديبلوماسية “المركزية” ان سيجورنيه الذي يزور بيروت للمرة الاولى بصفته رأس الديبلوماسية الفرنسية بعد زيارات لكل من مصر والاردن واسرائيل ورام الله ،يحمل الى لبنان تحذيرا اخيرا بوجوب وقف عمليات الاشغال التي يقوم بها حزب الله في الجنوب لان خطرها بلغ نقطة الذروة.
الوقت ينفد
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، أن الوقت ينفد لإيجاد حل ديبلوماسي جنوب لبنان. وقال “إذا لم يتم التوصل لحل سياسي فسيكون هناك تحرك عسكري لإعادة سكان البلدات الإسرائيلية على حدود لبنان”.
ليس بعيدا، واصل الموفد الرئاسي الاميركي اموس هوكشتاين اتصالاته في اسرائيل، لاقناعها بعدم الذهاب نحو اي خيار عسكري في ما خص الحدود الشمالية مع لبنان. الا ان التصعيد أمس استمر في هذه المنطقة.
لا حوار
رئاسيا، وغداة تمسك رئيس المجلس نبيه بري بالحوار كشرط للدعوة الى اي جلسة انتخاب، أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن “لا حوار على أي شيء من دون تطبيق الدستور، لا سيما أن الأعراف التي تم القبول بها سابقا أفضت الى تدمير الدستور”، وشدد في حديث الى اذاعة “لبنان الحر” على أن “من المستحيل الخروج عن الخط الدستوري شبرا لأن أي شيء خارج الدستور سيخلق عرفا جديدا”، وقال: “هناك نية اليوم لتحوير الدستور والقيام بطاولة حوار حول كل الأمور الخلافية في البلد”، لافتا إلى أن “الحوار هو عملية شكلية فقط لتثبيت كلمة (إنو نحنا قادرين نجيب ناس حول الطاولة)”.
وامس، تابع الرئيس بري الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية خلال إستقباله النائب فؤاد مخزومي .
على صعيد آخر وقع الرئيس بري مشروع قانون موازنة عام 2024 وأحاله الى مقام رئاسة مجلس الوزراء.
البنك الدولي
ماليا ايضا، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سلسلة اجتماعات في السراي، إستهلها باجتماع مع المدير الاقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي جان كريستوف كاريه وعرض معه مشاريع البنك الدولي في لبنان للعام الحالي، لا سيما في قطاعي الطاقة والمياه. كذلك، تطرق البحث الى موضوع التقرير السنوي لبرامج البنك الدولي الخاصة بلبنان.
واستقبل رئيس الحكومة وفداً من جمعية المصارف برئاسة سليم صفير.
مقتل جنود إسرائيليين والاحتلال يرتكب 13 مجزرة جديدة
المعارك محتدمة بخان يونس والاحتلال يتحدث
عن مقاومة شرسة في شمال غزة
في اليوم الـ122 للحرب، أعلنت المقاومة الفلسطينية قتل جنود إسرائيليين واستهداف دبابات، في وقت يخوض فيه مقاتلوها اشتباكات مع قوات الاحتلال في محاور عدة بمدينتي خان يونس وغزة.
وبالتوازي أوقع القصف الإسرائيلي المتواصل على وسط وجنوب القطاع عشرات الشهداء في الساعات الماضية، وأكدت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب 13 مجزرة بغزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، في حين يخيم شبح الاجتياح الإسرائيلي على مدينة رفح المكتظة بالنازحين.
وتواصلت المعارك المحتدمة بأكثر من محور في قطاع غزة بين فصائل المقاومة وقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في حين انطلقت صفارات الإنذار في شمال قطاع غزة ومناطق أخرى في الغلاف.
وأفيد بوقوع اشتباكات بالأسلحة الرشاشة الثقيلة في جنوب مدينة غزة وأخرى في مناطق متفرقة من مدينة خان يونس، كما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن استئناف المقاومة القتال شمالي غزة.
و اعلنت كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- استيلاءها على طائرة استطلاع إسرائيلية كانت في مهمة استخباراتيه غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي حصيلة لعمليات كتائب القسام خلال الأيام الماضية، قال المتحدث باسم كتائب القسام أبو عبيدة إن مقاتلي القسام، أجهزوا، في 17 مهمة عسكرية مختلفة على 15 جنديا إسرائيليا من نقطة الصفر، كما قاموا بقنص ضابط وجندي، وأعلن إيقاع عشرات الجنود بين قتيل وجريح.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– استهداف جنود إسرائيليين بقذائف من نوع “برق” وقصف تمركز لجنود وآليات إسرائيلية بقذائف هاون في محور التقدم جنوب غرب خان يونس.
وقالت إنها قصفت أيضا تمركزا لجنود وآليات الاحتلال في المنطقة بقذائف هاون، وكانت السرايا قد بثت صورا لرشقات صاروخية استهدفت بها المواقع والحشود العسكرية لقوات الاحتلال الإسرائيلي شرق المحافظة الوسطى.
في المقابل، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إن قواته تخوض قتالا واسعا خلال الأيام الأخيرة في خان يونس الذي وصفها بأنه أحد معاقل حركة حماس.
وأضاف جيش الاحتلال أن لواء المظليين نفذ عمليات ضد مسلحين فلسطينيين في حي الأمل بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وبث جيش الاحتلال صورا قال إنها لعملية استهداف جوي لمسلحين في الحي.
في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية وإعلامية وسياسية إسرائيلية إن التقارير تزايدت في الأيام الأخيرة بشأن تجدد القتال في مدينة غزة والمناطق الشمالية للقطاع.
ونقلت صحيفة “هآرتس” عن هذه المصادر أن ذلك مؤشر إلى أن حركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية المقاومة قد جددت قدرتها على التحرك في هذه المناطق وخوض القتال.
ونقلت “هآرتس” عن مواطنين في غزة أن أشخاصا بلباس مدني ومسلحين ببنادق “آر بي جي” يهاجمون الجيش، ويطلقون عليه النيران.
وأضافت أن حماس تحاول تصعيد القتال في هذه المناطق التي تدعي إسرائيل أنها أحكمت سيطرتها عليها، وذلك بهدف إظهار حركة حماس قدرتها التنظيمية والعملياتية، ومن أجل تخفيف الضغط العسكري الإسرائيلي على جنوبي القطاع.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في مستوطنة ياد مردخاي من دون ورود تقارير عن إصابات بشرية أو مادية، ولم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق رسمي حول أسباب انطلاق صافرات الإنذار.
ونشرت القناة الإسرائيلية مقطعا مصورا قالت إنه لأجزاء صاروخ أطلق من غزة بالقرب من مستوطنة “ياد مردخاي” شمالي غلاف غزة، وأفادت القناة بأن الصاروخ لم يسبب أي أضرار بشرية أو مادية.