مع ان الزيارات المتعاقبة للموفدين الاجانب لبيروت، وجديدهم وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان امس، احتلت صدارة المشهد اللبناني في الايام الاخيرة، تركزت الانظار والاهتمامات على السراي الحكومي، حيث خرج تعيين رئيس للأركان من خرم ابرة التوافقات السياسية هو اللواء حسان عوده بعد ترقيته من رتبة عميد إلى لواء، ليبقى شاغرا في مجلس القيادة منصبا العضوين الشيعي والارثوذكسي.
عبداللهيان
وفي انتظار وصول عبد اللهيان “حيث سيجري لقاءات هامة مع كبار المسؤولين في الجمهورية اللبنانية في اطار التشاور حول مختلف التطورات والمستجدات”، كما قال السفير الايراني مجتبى أماني عبر منصة “اكس”، جال وفد فرنسي على المسؤولين متابعا الاوضاع على الحدود الجنوبية.
وفد فرنسي
فقد استقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي صباح امس في السراي، الوفد الذي ضم المدير العام للشؤون السياسية في وزارة الخارجية فريدريك موندوليني، المدير العام للعلاقات الدولية والاستراتيجية في وزارة الدفاع أليس ريفو، نائب مدير شمال افريقيا والشرق الأوسط في وزارة الخارجية ايمانويل سوكه والسفير الفرنسي هيرفية ماغرو. وقد زار الوفد ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب.
لتحييد لبنان
ديبلوماسيا ايضا، استقبل رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل السفيرة الأميركية ليزا جونسون في زيارة تعارف جرى في خلالها التأكيد على الاهتمام بلبنان وعلى دور اللجنة الخماسية ووحدة موقفها لناحية اهمية انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت وتسهيل العملية من قبل جميع الأطراف. من جهته، شدد رئيس الكتائب على ضرورة حماية لبنان وتحييده ومنع توريطه في الحرب الدائرة في المنطقة والضغط باتجاه تطبيق القرار الدولي ١٧٠١ واستعادة لبنان لقراره الحر وعودة المؤسسات الى عملها وفصل الرئاسة عن ملفات الصراع. كما اكد رئيس الكتائب على اهمية الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للجيش اللبناني ومحورية دوره في حماية الحدود والدفاع عن لبنان واللبنانيين.
بريطانيا
في الخارج، زار نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب العاصمة البريطانية لندن بدعوة من الحكومة البريطانية حيث اجتمع مع وزير القوات المسلحة في وزارة الدفاع جايمس هيبي. وشملت لقاءات بوصعب في لندن اجتماعا عقده في وزارة الخارجية مع وزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا اللورد أحمد ، وناقش المجتمعون في جميع اللقاءات تطورات الحرب في غزة وانعكاساتها على لبنان. وتمت في هذا الاطار مناقشة افكار عديدة من شأنها تحييد شبح الحرب عن لبنان مع التشديد على وجوب وقف العدوان على غزة كمنطلق لتهدئة شاملة في المنطقة. وأجمع الطرفان على ضرورة مساعدة الجيش اللبناني نظراً لأهمية دوره في حفظ الأمن والاستقرار، كما على ضرورة العمل من أجل الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان.
تصعيد معيشي
حياتيا، وفي ظل تحرك في محيط السراي لم يخل من التصعيد والمواجهات نظمه العسكريون المتقاعدون مطالبين بإنصافهم، تزامنا مع جلسة لمجلس الوزراء، أعلن ميقاتي عن عقد جلسة إستثنائية لمجلس الوزراء يوم السبت المقبل ستخصص للبحث في أوضاع العسكريين المتقاعدين وموظفي القطاع العام، مضيفا “نحن حريصون على حقوق كافة المواطنين”. ايضا خلال الجلسة “تم التصديق على نشر موازنة العام 2024 وستكون فورا موضع تنفيذ”، كما قال ميقاتي.
الحكومة تعين
الا ان الابرز خلال الجلسة كان، تعيين مجلس الوزراء من خارج جدول الاعمال، اللواء حسان عوده رئيساً للاركان بعد ترقيته من رتبة عميد إلى لواء من دون تعيين العضوين الشيعي والارثوذكسي.
مخالفة دستورية
تعقيبا، سئل وزير الدفاع في حكومة تصريف الاعمال موريس سليم عن التعيين، فاكتفى بالقول: مخالفة دستورية وقانونية جديدة ارتكبها رئيس الحكومة تضاف الى سلسلة مخالفات وتجاوزات ترتكب منذ بدء الشغور الرئاسي، وسيبنى على هذه المخالفة ما يقتضى لحماية المؤسسة العسكرية من التجاوزات التي تستهدفها في وقت يُفترض ان تبقى بعيدة عن المحاصصة والمحسوبيات وتسديد الفواتير السياسية. ونفى الوزير سليم ان يكون قد اقترح اي اسماء للتعيينات العسكرية انسجاما مع رغبة عارمة رسمية وسياسية وروحية بعدم اجراء اي تعيين في الوظائف الشاغرة في غياب رئيس الحمهورية، وقال: المؤسف ان رئيس الحكومة كان في طليعة الرافضين للتعيينات في ظل الشغور الرئاسي!