Site icon IMLebanon

الشرق: تجنّب التصعيد في لبنان بين السيسي وماكرون

 

اجتماع لسفراء الخماسي في قصر الصنوبر

الخواء السياسي والاختناق الاقتصادي والانهيار المالي والقلق الامني والخطر الوجودي، كلها عوامل تضغط على الواقع الداخلي الى درجة بات العقم سيد المشهد والرهان على تسوية ما في غزة، ليس حتى الساعة ما يؤشر الى قرب موعدها، علّ رياحها تلفح لبنان فيتنفس الصعداء وتنسحب التهدئة الاقليمية على ملفات الداخل اللبناني.

 

وازاء العقم الداخلي، تستمر الاتصالات بين العواصم الكبرى حول لبنان، ليس فقط في شأن الاوضاع الجنوبية لتفادي تمدد الحرب الاسرائيلية نحو الاراضي اللبنانية المتقدمة واجهة الحدث المحلي، فحسب بل رئاسيا ايضا، اذ سيجتمع سفراء الدول الخماسية في قصر الصنوبر غدا…

 

السيسي- ماكرون

 

امس، أجرى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اتصالاً هاتفيّاً بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد خلاله ضرورة بذل الجهود بهدف تجنّب التصعيد واشتعال المنطقة، خصوصاً في لبنان والبحر الاحمر، حيث مخاطر التصعيد قائمة. وكشف بيان قصر الايليزيه عن أنّ الرئيسين تناولا الوضع في غزة والتنسيق الجاري بين البلدين حول الوضع الانساني. واشاد ماكرون بالتعاون الطبّي الوثيق والممتاز بين باريس والقاهرة، معرباً عن تصميم بلاده على مواصلة هذا العمل للاستجابة الى الحاجات الانسانيّة للفلسطينيّين. كما شدّد الرئيسان على ضرورة التوصل الى وقف اطلاق النار واطلاق سراح الرهائن.

 

غارات

 

في الميدان، نفذ الطيران الاسرائيلي قبل ظهر أمس غارتين بين يارين والبستان. كما شن غارة بالصواريخ استهدفت منطقة “المحافر” في بلدة العديسة. واعلن الجيش الإسرائيلي “اننا قصفنا بالطائرات بنية تحتية لحزب الله في الضهيرة جنوبي لبنان”. وكان الجيش الاسرائيلي قد اعلن صباحا “إغلاق 4 محاور طرق رئيسية في الجليل الأعلى والمناطق المتاخمة للحدود مع لبنان”. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن “العديد من الطرق تم إغلاقها في منطقة الجليل الغربي شمالي إسرائيل، وذلك عقب تصاعد حدّة الإشتباكات على الجبهة الشمالية”. وفجرا، مشطت قوات الاحتلال الاسرائيلي بنيران رشاشاتها الثقيلة المنطقة المتاخمة لبلدة راميا.

 

سفراء الخماسي

 

وسط هذه الاجواء، يبدو ان شيئا ما عاد ليتحرك على ضفة الاستحقاق الرئاسي. في السياق، افيد عن اجتماع سيعقد عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في قصر الصنوبر، يجمع سفراء الخماسي الدولي في لبنان.

 

مجلس وزراء

 

وسط هذه الاجواء، تعقد جلسة لمجلس الوزراء الجمعة. فقد صدر عن رئاسة مجلس الوزراء بيان جاء فيه “دولة الرئيس بصدد الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء عند الساعة ٣:٣٠ من بعد ظهر نهار الجمعة الموافق فيه ٢٣ شباط وعلى جدول أعمالها بند وحيد وهو مشروع القانون المتعلق بمعالجة اوضاع المصارف في لبنان وإعادة تنظيمها والموزع سابقاً على السادة الوزراء. كما ان دولته بصدد الدعوة ايضاً لجلسة أخرى صباح نهار الخميس الموافق فيه ٢٠٢٤/٢/٢٩ بجدول أعمال يصار إلى توزيعه لاحقاً. للتفضل بتأكيد التواجد في لبنان والحضور في التاريخين المذكورين تمهيداً لتوجيه الدعوة بشكل رسمي في حال تبين ان النصاب مؤمن. مع تذكير السادة الوزراء بتزويدنا بملاحظاتهم على مشروع قانون معالجة اوضاع المصارف خلال اليومين المقبلين كحدّ أقصى ليتسنى جمعها في جدول واحد وتوزيعه قبل الجلسة تمهيداً لمناقشتها”.

 

الانتخابات الاختيارية

 

في سياق آخر، دعا رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع امس في بيان وزير الداخلية الى إصدار مرسوم دعوة الهيئات الناخبة قبل 26 من الشهر الحالي. مؤكدا ضرورة حصول الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها المحدّد بعيدًا من أي تمديد جديد، رغم الظروف العسكرية المؤسفة التي تعيشها بعض مناطق الجنوب.

 

منصوري

 

ليس بعيدا من الوضع الاقتصادي – المصرفي، زار وفد نيابي العاصمة البريطانية لندن بدعوة رسمية من الحكومة، حاملاً معه ملفات تسلط الضوء على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على الساحة الداخلية. بدأ الوفد اجتماعاته بلقاء أعضاء الجالية اللبنانية في لندن، في حضور حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري. وتطرق النقاش إلى مسألة أموال المودعين والوضع العام في لبنان، إضافة إلى الأوضاع على الحدود الجنوبية وانعكاساتها على أمن لبنان واستقراره. وقال منصوري خلال اللقاء: كان لبنان بعيدًا عن المؤسسات الدولية في الفترة الماضية، واليوم قد تكون علاقات المصرف المركزي باباً لاعادة فتح هذه العلاقات داخلياً وخارجياً. واليوم تغيّرت بعض سياسات المصرف المركزي، واتُخذت مجموعة قرارات لبناء المؤسسة داخلياً، فالمصرف المركزي يعمل على المحاسبة الداخلية وانهاء العلاقة المالية بيننا وبين الدولة، واعادة رسم العلاقة مع الدولة مع وقف تمويلها، ما ساهم بايجابيات عدة خصوصا بالنسبة للاحتياطي والاستقرار النقدي مع توقيف منصة “صيرفة”، وشراء الدولار من السوق، وهناك فائض في ميزان المدفوعات اليوم”. وأكد ان حجم الاقتصاد أصبح معروفاً اليوم لنتمكن من البناء عليه. أما عن استرداد الودائع، فدعا إلى “ضرورة تقبل الواقع بأن الأمر لن يحصل بين ليلة وضحاها ولكن هناك آليات لإعادة الودائع”. وأشار الى أن “الثقة بالمصارف لن تعود من دون معالجة الودائع، ولكن في النهاية، لا اقتصاد من دون قطاع مصرفي”. وشدد على “ضرورة الانطلاق في الإصلاحات الهيكلية، التي يمكن البدء بها منذ هذه اللحظة، كما إعادة هيكلة القطاع العام”.