«حماس» عند نصرالله وأبو فاعور: لم يحن أوان التسوية
“توقّفوا عن نشر الفيديوات وابدأوا بالرد والهجوم الآن”. الدعوة وجهها امس وزير الامن القومي الاسرائيلي ايتمار بن غفير لوزير الدفاع يوآف غالانت قائلا: “الجيش مسؤوليتك ويجب بدء الحرب على لبنان الآن”.
مجمل المواقف الاسرائيلية والاستعدادات والسيناريوات والتدريبات التي تحاكي الحرب مع لبنان تؤشر الى قرار اسرائيلي متقدم في هذا الاتجاه، ولكن… ماذا عن ظروفها وحسابات الربح والخسارة لتل ابيب التي تخوض مواجهات عنيفة مع حماس في غزة وتستعد لمهاجمة رفح؟ وماذا عن الرفض الاميركي لتوسيع بيكار الحرب مع لبنان، علما ان اسرائيل كسرت كل قواعد الاشتباك وتمددت بقاعا مستهدفة على دفعات مراكز لحزب الله في عدد من القرى قرب مدينة بعلبك؟
من يقرأ في ظروف الميدان يستبعد حتى الساعة اقدام اسرائيل على مهاجمة لبنان ويدرج تهويلاتها وكل استعداداتها في اطار الترويج الاعلامي لدفع حزب الله الى تطبيق القرار 1701 والتراجع على الاقل نحو 7 كيلومترات عن الخط الازرق ليتسنى للاسرائيليين العودة الى منازلهم في المناطق الحدودية وتخفيف الضغط على رئيس حكومتهم بنيامين نتانياهو المحاصر بالضغوطات من الداخل الاسرائيلي والخارج الدولي والاميركي .
جولة فرونتسكا
وسط هذه الاجواء، إستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السراي، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي وضعته في صورة الاحاطة الدورية لمجلس الامن بشأن القرار 1701 وأبلغته انها في صدد المغادرة الى نيويورك لمناقشة هذا الملف. ايضا استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري فرونتسكا، وكان بحث في المستجدات السياسية والميدانية.
وزير خارجية قبرص
ديبلوماسيا ايضا، جال وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كوبوس على المسؤولين اللبنانيين، واستهل لقاءاته من السراي حيث استقبله ميقاتي. خلال الاجتماع، شدد الوزير القبرصي على التعاون القائم والمستقبلي بين لبنان وقبرص في المجالات كافة. كما تمنى تكثيف الجهود المشتركة لحل أزمة الهجرة غير الشرعية للنازحين السوريين الى اوروبا عبر قبرص انطلاقا من السواحل اللبنانية.
نصرالله – حماس
في المقابل، استقبل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، وفدا قياديا من حركة “حماس” برئاسة نائب رئيس الحركة في قطاع غزة الدكتور خليل الحية. وتم خلال اللقاء، بحسب بيان، عرض التطورات الميدانية في قطاع غزة والضفة الغربية وجبهات الإسناد المتعددة، وكذلك “مجريات المفاوضات القائمة من أجل التوصل إلى وقف العدوان على غزة وتحقيق شروط المقاومة التي تخدم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني”.
دعم فرنسي
في الاثناء، استقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة المدير العام لإدارة الصحة في الجيوش الفرنسية MGA Jacques Margery بحضور السفير الفرنسي في لبنان Hervé Magro. وتناول البحث التعاون بين الجيشين اللبناني والفرنسي، وسبل دعم المؤسسة العسكرية في ظل الوضع الراهن والتحديات الاستثنائية التي تواجهها. ووقّع رئيس الطبابة العسكرية والمدير العام لإدارة الصحة في الجيوش الفرنسية بروتوكول تعاون بين الجيشين اللبناني والفرنسي، تضمن دعم الطبابة العسكرية في مجالات تدريب الطواقم الطبية، وتأمين مواد ومعدات طبية، وتطوير المستوصفات العسكرية.
تشاور ضمن الدستور
سياسيا، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وفدا من “القوات اللبنانية” برئاسة النائب غسان حاصباني الذي قال “نتمنى أن نعود إلى الأولويات الوطنية اليوم، إلى انتخاب رئيس جمهورية من دون الاضطرار ومن دون الخروج عن قواعد الدستور، واختلاق قواعد وأعراف جديدة. نحن منفتحون للتشاور مع الأفرقاء في المجلس النيابي ما دمنا ضمن الدستور، والتشاور قائم حالياً على مستوى ثنائي ومتعدد الأطراف، لوضع مواصفات رئيس الجمهورية وبعض الأسماء التي كانت مطروحة، لكن لا نريد الخروج عن إطار الدستور، الدستور ينص على أنه وجب أن يتداعى النواب لجلسات مفتوحة مع دورات متتالية، وأن يكون هناك انتخاب لرئيس جمهورية حتى قبل شغور سدة الرئاسة، وبعد شغورها علينا أن نتداعى حكماً بحكم القانون وأن ننتخب رئيس جمهورية”. وقال “اليوم هناك مبادرات خيّرة يقوم بها بعض الزملاء، نتلقّفها بإيجابية ما دامت ضمن الدستور. التشاور أمر مرحّب به، ولكنَّ الأهم هو انعقاد جلسة مجلس النواب المفتوحة بدورات متتالية وأن يلتزم جميع النواب عدم الخروج من هذه الجلسة، وتطيير النصاب إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية، لأنَّ هذا مدخل لاستقرار لبنان وبخاصة في الأوضاع الصعبة التي سنمر بها في المرحلة القادمة التي تتطلب أن يكون هناك حضور فاعل للبنان في المنتديات الدولية، وكل المفاوضات والمناقشات الدولية التي تحصل حول الوضع في المنطقة”.
أبوفاعور
في المواقف ايضا، كشف عضو “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل أبو فاعور أن الأوان لم يحن للتسوية السياسية، وكل جدل حالي عن شكليات الحوار لا معنى له، فالخلاف الفعلي هو “هل سيكون هناك سلة اسماء تستبعد الاسماء التي لا تعتبر وفاقية ام لا؟”، واضاف: “لا افهم لم فتح النار والاشتباك مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري كونه مفتاح اي تسوية، فالتمديد الضروري لقائد الجيش لم يكن ليحصل من دونه”. وأعلن في حديث تلفزيوني أن الخماسية توافق على مبادرة كتلة الاعتدال، ولن يكون هناك انتخاب رئيس من دون الوصول الى فكرة الخيار الثالث، وعندما ستتم الدعوة لجلسة انتخاب رئيس لن تكون الا على أساس توافق مسبق. واضاف: “أولى المكاسب التي حققتها مبادرة كتلة الاعتدال هي الاتفاق على فكرة الجلوس الى الطاولة والتصوّر الأساسي كان بأن يحصل حوار ويتم استبعاد كل الأسماء التي لا تحظى بموافقة الطرفين، والمبادرة لم تنتهِ”.