Site icon IMLebanon

الشرق: «الخارجية» ردّت على الرسالة الفرنسية: لا رغبة بالحرب ولتطبيق الـقرار 1701 

الانباء الواردة من كواليس مفاوضات قطر لوقف النار في غزة تسير في اتجاه ايجابي وجهود الوساطة تتقدم. مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو اعلن ان” مجلس الحرب قرّر إرسال وفد الى قطر لإجراء محادثات حول صفقة التبادل بعد ردّ حماس. لكنّ ايجابية غزة تقابلها سلبية رفح مع مصادقة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو على خطة عسكرية لاجتياح رفح يستعد الجيش لها، كما لإخلاء السكان والنازحين .

والسباق المحموم بين التفاوض والتصعيد في غزة ورفح، يشبه الى حدّ ما السباق على الجبهة اللبنانية الجنوبية بين استقرار وتفجير على مستوى واسع. فعلى الرغم من مواقف امين عام حزب الله الداعية الى التروي والصبر لا تبدو اسرائيل في وارد التهدئة، الا اذا نجحت هدنة غزة وسرى مفعولها على لبنان خلافا لما اعلنه الموفد الاميركي اموس هوكشتاين من بيروت. الا ان اوساطا ديبلوماسية لم تستبعد حصول مفاجآت ان على المستوى اللبناني العسكري او حتى الرئاسي.

الرسالة الفرنسية

وفي معرض المتابعة الرسمية اللبنانية للوضع الامني- العسكري الجنوبي، استقبل وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب السفير الفرنسي هيرفي ماغرو وشكره على العاطفة والإهتمام الفرنسي الدائم بلبنان حيث لا تريد فرنسا الا الخير والإزدهار للبنان، وسلمه الرد اللبناني الرسمي على المبادرة الفرنسية المتعلقة بوضع تصور للاستقرار في جنوب لبنان، معرباً عن امتنان لبنان العميق للجهود الفرنسية. وقد اتى الرد اللبناني على ضوء أن المبادرة الفرنسية خطوة مهمة للوصول إلى سلام وأمن في جنوب لبنان. وجددت وزارة الخارجية تأكيد الموقف اللبناني الذي لا يرغب بالحرب، ويطالب بالتطبيق الكامل والشامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701.

عند بري

وكان بو حبيب قد زار رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة ، حيث تم عرض للأوضاع العامة والإتصالات السياسية والمستجدات الميدانية على ضوء مواصلة إسرائيل لعدوانها على لبنان لا سيما القرى الحدودية الجنوبية مع فلسطين المحتلة وقطاع غزة. وبعد اللقاء، قال بوحبيب: “دائما أزور دولة الرئيس بري من أجل بحث قضايا مهمة تهم البلد ككل، وطبعا دولته ركن أساسي في الدولة ولديه حكمة ومعرفة في الشؤون الخارجية”. وأضاف: “اليوم تكلمنا عن الدور الفرنسي وأهميته وضرورة أن تبقى فرنسا موجودة، واليوم لديها مبادرة فيها الكثير من النقاط الجيدة والمقبولة وهناك نقاط تحتاج الى المزيد من البحث فيها”. وختم بو حبيب: “اليوم قمت بتسليم رسالة الدولة للسفير الفرنسي وطبعا الرئيس ميقاتي والرئيس بري على اطلاع، وتمنينا ان تكمل المبادرة وهم (الفرنسيون) يفكرون بهذه الطريقة ويريدون الاستمرار وإستكمال هذه المبادرة وهذا مهم لنا أن نتوصل الى نوع من الإتفاق الذي يعطي الحدود الجنوبية الإستقرار الكامل والدائم”.

قاآني في بيروت

في الغضون، أعلنت سبعة مصادر أنه وسط الهجوم الذي تتعرّض له حركة “حماس” في غزة، زار قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني بيروت في شباط للبحث في المخاطر التي قد تنشأ إذا استهدفت إسرائيل “حزب الله” بعد ذلك، وفق “رويترز”. وذكرت المصادر أن قاآني اجتمع في العاصمة اللبنانية مع أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله للمرة الثالثة على الأقل منذ السابع من تشرين الأول. وأضافت المصادر أن “الحديث تحول إلى احتمال أن تشن إسرائيل هجوماً شاملاً في لبنان”. وقالت ثلاثة مصادر، وهم إيرانيون من الدائرة الداخلية للسلطة، إن مثل هذا التصعيد قد يضغط على إيران للرد بقوة أكبر مقارنة بما فعلته حتى الآن منذ السابع من تشرين الأول، وذلك فضلاً عن الآثار المدمرة على “الحزب”. وأشارت جميع المصادر، وفق “رويترز”، إلى أنه في الاجتماع الذي لم يعلن عنه سابقاً، طمأن نصرالله قاآني بأنه لا يريد أن تنجر إيران إلى حرب مع إسرائيل أو الولايات المتحدة وأن “حزب الله” سيقاتل بمفرده. وقال نصرالله لقاآني: “هذه هي معركتنا”، وفق ما قال مصدر إيراني مطلع على المحادثات.

مواصلة الحرب

ليس بعيدا، وفيما أعلن حزب الله علناً أكثر من مرة أنه سيوقف هجماته الحدودية على إسرائيل بمجرد أن توقف هجماتها على غزة، وفي وقت رجح المبعوث الأميركي الخاص، آموس هوكشتاين، ألا يؤدي وقف إطلاق النار في غزة إلى استقرار الأوضاع تلقائيا في جنوب لبنان، قالت سيما شاين، المسؤولة السابقة في المخابرات الإسرائيلية، والتي ترأس حاليا برنامج إيران في معهد دراسات الأمن القومي “إذا تم التوصل لهدنة في غزة، فهناك اتجاهان داخل إسرائيل، لكن انطباعي هو أن الاتجاه الذي يؤيد مواصلة الحرب على الحدود مع حزب الله هو الأقوى”، وفق ما نقلت رويترز.

قصف وغارات

في المستجدات الميدانية، شن الطيران الاسرائيلي غارة جوية بالصواريخ استهدفت بلدة عيتا الشعب، وتعرضت تلة حمامص ومحيط الوزاني لقصف مدفعي. واستهدف الطيران الحربي الاسرائيلي اطراف بلدة علما الشعب، واستهدف منزلاً من 3 طوابق. كما استهدفت المدفعية الاسرائيلية بساتين مزرعة سَرَدَة قرب غربي الوزاني بعدد من القذائف عيار 155 ملم. وليلا أغار الطيران الحربي الاسرائيلي على جبل اللبونة، اطراف بلدة الناقورة حيث تردد صدى انفجار الغارة الى مدينة صور، ما ادى الى اشتعال النار في الجبل مكان الغارة، تزامن ذلك مع اطلاق صفارات الإنذار من المقر المركزي لقوات “اليونيفيل” في الناقورة. كما قصفت المدفعية الاسرائيلية قرى الناقورة وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة واللبونة. وبعد الظهر، تم اُطلاق صاروخين على موقع الرادار الإسرائيلي في مزارع شبعا.