Site icon IMLebanon

لاريجاني في بيروت للبحث في الرئاسة اللبنانية والحل السياسي بسوريا

لاريجاني في بيروت للبحث في الرئاسة اللبنانية والحل السياسي بسوريا

حوار «المستقبل ـ حزب الله» ينطلق اليوم بـ«جولة أفق وعرض للنوايا»

بيروت: كارولين عاكوم

وصل أمس رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني إلى لبنان ضمن جولة إقليمية، بدأها في سوريا وستشمل العراق. وبعدما كان التقى الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق أول من أمس، بدأ لقاءاته أمس في بيروت مع رئيس مجلس النواب نبيه بري على أن تشمل لاحقا عددا من المسؤولين للبحث بشكل أساسي الأزمة السورية إضافة إلى الانتخابات الرئاسة اللبنانية.

وفيما من المتوقع أن تنطلق اليوم الجلسة الأولى من حوار «حزب الله – المستقبل» برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، أثنى لاريجاني على دور بري في هذا الإطار، ورأى من جهة أخرى، أنّه لا يمكن تحقيق الإصلاحات السياسية والاجتماعية في سوريا عبر الدبابات، مضيفا: «وبعد 4 سنوات اقتنعوا أن معالجة الأزمة في سوريا تكون عبر الحل السياسي». من جهته رأى بري أنّ «الحل في سوريا داخلي سياسي وليس جغرافيا وهو لن يتحقق بوجود حدود مفتوحة أمام المسلحين».

وأشارت مصادر مطلعة على جولة لاريجاني اللبنانية التي ستشمل أمين عام حزب الله حسن نصر الله، أنّ لقاءاته تتمحور حول موضوع الحل السياسي في سوريا والمبادرة الروسية التي ترتكز في مراحلها الأولى على جمع ممثلين من المعارضة والنظام. وأوضحت لـ«الشرق الأوسط» أنّ الجولة التي أتت بعد زيارة قام بها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو إلى لبنان، تمحورت حول جهود لجمع أكبر عدد من المعارضين السوريين على طاولة الحوار مع الأسد، بعدما بات هناك فريقان في المعارضة، الأوّل يتمثل بـ«داعش» و«جبهة النصرة»، المصنفين إرهابيين ولا يمكن أن يكونا طرفا في الحوار، والثاني يتمثل بـ«الائتلاف الوطني» المنقسم، مرجحة أنّ يكون رئيس الائتلاف السابق أحمد معاذ الخطيب هو الجهة المعارضة في الحوار.

في غضون ذلك، وفيما ستكون اليوم أولى جلسات الحوار بين «تيار المستقبل» و«حزب الله»، عبارة عن جولة أفق شاملة وعرض للنوايا وفق ما ذكرت مصادر مطلعة على أجواء حزب الله لـ«الشرق الأوسط»، أشارت إلى أنّ 4 مواضيع أساسية ستكون على جدول أعمال الحوار، وهي: تخفيف الاحتقان السني الشيعي ومكافحة الإرهاب وموضوع الانتخابات الرئاسية اللبنانية إضافة إلى ضرورة تفعيل عمل المؤسسات.

وفيما كان موضوع الرئاسة اللبنانية حاضرا أيضا في لقاءات لاريجاني الذي شدّد بعد لقائه بري على ضرورة أن «تجد النخب السياسية اللبنانية حلا للمشاكل العالقة التي يعانيها لبنان»، أكّدت المصادر أنّ موقف إيران في الملف الرئاسي هو خلف خيار حزب الله الذي لا يزال يؤكد على أنّ أي رئيس لن يمرّ إلا عبر النائب ميشال عون المرشّح من قبل الحزب، معوّلة في الوقت عينه على الحراك الذي سيستكمله الموفد الرئاسي الفرنسي، جان فرنسوا جيرو، في المنطقة. وهو ما أشارت إليه مصادر عربية في باريس، لـ«وكالة الأنباء المركزية»، مشيرة إلى أنّ «هذا الحراك من شأنه أن يلعب دورا مؤثرا على المستوى المسيحي من أجل توافق القادة على رئيس توافقي يدير المرحلة، على أن تتولى فرنسا التي تنسق جهودها واتصالاتها مع الولايات المتحدة الأميركية ترتيب سائر المحطات من أجل وصول قطار الرئاسة إلى محطته الأخيرة».

ومن المتوقّع أن يحضر الاجتماع الأول بين «المستقبل» و«حزب الله» الذي يعقد برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري، وسيحضر الحوار من جانب «المستقبل» كل من نادر الحريري، مدير مكتب رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، ووزير الداخلية نهاد المشنوق والنائب سمير الجسر، ومن جانب «حزب الله» المعاون السياسي لأمين عام الحزب حسين خليل، ووزير الصناعة حسين الحاج حسن، والنائب حسن فضل الله.

وفي هذا الإطار، أكد عضو المكتب السياسي لتيار «المستقبل» مصطفى علوش أن «جدول أعمال الحوار لا يزال طي الكتمان»، مشيرا إلى أن «كل الأمور التي لا فيتو عليها هي مطروحة للنقاش». وفي السياق نفسه، أمل سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان علي عواض عسيري، «أن تشهد المرحلة المقبلة خطوات إيجابية للبنان نتيجة تفاعل النوايا الطيبة والحراك السياسي الذي يقوم به أطراف كثر». وأضاف مهنئا اللبنانيين بمناسبة الأعياد «لنستقبل عاما جديدا يكون منطلقا للحوار البناء وتضافر الجهود وتعزيز الوحدة الوطنية والسير قدما بلبنان نحو المراتب التي يستحقها».