وزير الداخلية اللبناني: مربع موت «داعش» من عرسال إلى رومية
المشنوق لـ «الشرق الأوسط» العمل على التماسك الوطني مستمر من خلال حوار حزب الله ـ المستقبل
بيروت: ثائر عباس وكارولين عاكوم
أكد وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق أن التحقيقات بشأن التفجير الذي استهدف مساء أول من أمس مقهى في منطقة جبل محسن، بمدينة طرابلس، شمال لبنان، أظهرت أن تنظيم {داعش} يقف خلفه. وقال المشنوق لـ«الشرق الأوسط» إنه «واضح من خلال تقاطع الاتصالات التي اعترضناها أن هناك مربع موت جديدا لـ«داعش» يمتد بين جرود بلدة عرسال اللبنانية ومخيم عين الحلوة الفلسطيني (جنوب لبنان) وسجن رومية (شرق بيروت) ويمتد إلى العراق والرقة».
وأضاف أن «هناك قناعة كاملة لدينا بأن (داعش) لديه مخطط لدخول المعادلة اللبنانية، ونحن سنتصدى لهم من خلال التماسك الداخلي أولا، والمواجهة الأمنية ثانيا وبالتنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية». وأشار إلى أن «العمل على التماسك الوطني مستمر من خلال الحوار الحالي (بين حزب الله وتيار المستقبل) وزيارتي لمنطقة جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) والكلام السياسي الهادئ الذي يطبع الخطاب اللبناني».
في غضون ذلك، شيعت منطقة جبل محسن الضحايا الـ9 الذين سقطوا نتيجة التفجيرين الانتحاريين، وسط حالة من الخوف والقلق من عودة الأحداث الأمنية، بعد فترة من الهدوء لم تستمر أكثر من 4 أشهر، منذ بدء تنفيذ الخطة الأمنية.
وفي هذا السياق، أشارت تقارير إلى اتخاذ «حزب الله» إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة خوفا من تجدد استهداف مناطقه.
تفجيرات جبل محسن تعيد الحذر إلى مناطق نفوذ حزب الله
شاهد عيان لـ «الشرق الأوسط» : أحد أبناء المنطقة عانق الانتحاري الثاني وانفجرا معا
بيروت: كارولين عاكوم
شيعت منطقة جبل محسن في شمال لبنان أمس الضحايا الـ9 الذين سقطوا نتيجة التفجيرين الانتحاريين اللذين وقعا ليل الأحد الماضي. وبينما لا يزال بعض جرحى التفجير الذين بلغ عددهم 37 شخصا، في المستشفيات، يسود منطقة الشمال وطرابلس بشكل خاص حالة من الخوف والقلق من عودة الأحداث الأمنية، بعد فترة من الهدوء لم تستمر أكثر من 4 أشهر، منذ بدء تنفيذ الخطة الأمنية. وهو ما يشير إليه أحد أبناء جبل محسن، قائلا في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «كانت لدينا معلومات أن حدثا أمنيا سيحدث في المنطقة لكن لم نكن نتوقع وقوع تفجير أو عملية انتحارية»، مع العلم أنها المرة الأولى التي تستهدف «جبل محسن» بتفجير انتحاري.
وعن لحظة وقوع التفجير، قال: «عندما فجر الانتحاري الأول نفسه ظننا أنها أسطوانة غاز، قبل يصرخ الثاني (الله أكبر)، فما كان حينها من الشاب عيسى خضور إلا التوجه نحوه فانفجر الحزام الناسف بهما».
وكان مصدر أمني أفاد بأن أحد الانتحاريين وصل بعيد الساعة السابعة والنصف من مساء السبت إلى «مقهى الأشقر» في حي مأهول في جبل محسن وفجر نفسه بواسطة حزام ناسف. وبعد نحو 7 دقائق، وبينما كان الذعر سائدا في المكان، وصل الانتحاري الثاني وفجر نفسه، ما تسبب في مقتل 9 مدنيين وإصابة 37 آخرين بجروح.
واعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن «محاولات فرض إمارة في طرابلس لا تزال مستمرة»، مشددا على أن «المجرمين لا يلقون تجاوبا داخليا لأنه لا بيئة حاضنة للإرهاب والتكفير». ورأى درباس، في حديث إذاعي، في تفجير جبل محسن محاولة لتعطيل الحوار الحاصل بين حزب الله وتيار المستقبل، لافتا إلى أن ردود الفعل الشعبية جاءت مخالفة لما توقع الإرهابيون. أما عن خطوات الحكومة المقبلة، فأكد درباس أنها لن تقبل بإعادة طرابلس إلى نقطة الصفر، داعيا إلى تنفيذ المشاريع الموضوعة للمدينة التي لن تتمكن من الخروج من أزمتها إلا بعد الخروج من مستنقعها الاقتصادي.
من جهة أخرى، وبينما أعاد تفجير جبل محسن لبنان إلى دائرة خطر الاعتداءات التي طبعت العام الماضي، وأثار الخوف من عودة التفجيرات إلى لبنان من بوابة طرابلس، أشارت بعض المعلومات إلى قيام حزب الله بإجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة خوفا من تجدد استهداف مناطقه، وهو ما نفاه الخبير العسكري، العميد المتقاعد المقرب من حزب الله، أمين حطيط، مؤكدا أن الإجراءات الأمنية هي نفسها لم تتغير منذ نحو سنة ونصف السنة، عند بدء استهداف المناطق التابعة للحزب.
وأوضح في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «التهديدات والمخاوف قائمة منذ التفجير الأول الذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت»، مؤكدا أن «الذي أدى إلى توقفها ليس تراجع الإرهابيين إنما الإجراءات الأمنية المتبعة في هذه المنطقة من قبل الحزب والجيش اللبناني»، مضيفا: «إذا كان هناك بعض التساهل في الفترة الأخيرة فمن الطبيعي أن تتشدد الإجراءات أكثر بعد تفجير طرابلس».
واعتبر حطيط أن «أمن لبنان قد يهتز في الفترة المقبلة لكنه لن يقع»، مشيرا إلى استمرار إمكانية وقوع بعض التفجيرات في بعض المناطق ذات المناعة الأمنية المنخفضة، لكن من شأن الحوارات التي تحصل بين الأفرقاء السياسيين أن تساهم إلى حد كبير في عدم انفجار الوضع في لبنان».