IMLebanon

لبنان يعلن الحداد الرسمي.. وسلام وبري يتوجهان إلى السعودية للتعزية

لبنان يعلن الحداد الرسمي.. وسلام وبري يتوجهان إلى السعودية للتعزية

الحريري: الملك عبد الله لم يتأخر يوما عن نصرة لبنان ودعمه

دخل لبنان منذ يوم أمس في حداد رسمي لمدّة 3 أيام على رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، على أنّ تنكس الأعلام لغاية يوم الاثنين المقبل في الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع هذه المناسبة الأليمة، وفق ما جاء في بيان صادر عن رئيس الحكومة تمام سلام الذي وصف الراحل بـ«حكيم العرب وصديق لبنان الكبير».

وفيما توجّه وفد لبناني رسمي برئاسة سلام ورئيس مجلس النواب نبيه بري إلى السعودية لتقديم واجب العزاء، أجمعت المواقف اللبنانية المعزية برحيل الملك السعودي على أنّ وفاته خسارة كبيرة للبنان بلدا وشعبا. وقال سلام في بيان له «برحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز، فقد لبنان نصيرا وسندا وقف إلى جانبه ولم يتردد يوما في مد يد العون له، والمبادرة إلى كل ما يعزز الوفاق الداخلي ويحقق الوحدة الوطنية اللبنانية ويدعم السلم والاستقرار في البلاد ويقوي الدولة ومؤسساتها ويجلب الخير والمنعة للبنانيين».

وأبرق بري إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز معزيا، كما بعث ببرقيات مماثلة إلى ولي العهد الأمير مقرن بن عبد العزيز، وولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وإلى عدد من الأمراء وإلى رئيس مجلس الشورى السعودي الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ.

ومن جانبه، دعا رئيس وزراء لبنان الأسبق رئيس تيار المستقبل سعد الحريري جميع اللبنانيين لإعلان الحداد في كل المناطق، تعبيرا عن الوفاء الشعبي لخادم الحرمين الشريفين. وقال الحريري، في بيان له «إن الملك عبد الله لم يتأخر يوما عن نصرة لبنان ودعمه، وعن الوقوف إلى جانبه في أصعب الظروف وهو الذي بادر إلى عطاءات لا محدودة كانت آخرها مكرمتان كبيرتان، لدعم الجيش اللبناني والمؤسسات الأمنية، لتمكينها من الدفاع عن سيادة لبنان ووحدته الوطنية ودرء مخاطر الإرهاب، باعتباره مسؤولية سعودية مباشرة بالقدر الذي نراه في لبنان مسؤولية وطنية لبنانية». وأكّد أنه يتشارك مع الشعب السعودي الشقيق في نعي الراحل الكبير، إلى الشعب اللبناني الذي كانت له في قلب الملك عبد الله بن عبد العزيز منزلة خاصة، ارتقت إلى مستوى العلاقة بين الأب والأبناء.

ولفت إلى أن هذا العالم يشخص بأبصاره إلى المملكة في هذه الساعات، مستطلعا مكامن القوة والثبات والوحدة والتعاضد التي ستتأكد من خلال القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يمسك الآن براية المملكة لتبقى خفاقة في سماء العرب والمسلمين، ومنارة للاعتدال في مواجهة التطرف وللتقدم في وجه التخلف، وللازدهار والاستقرار والتضامن على خطى الملك المؤسس والسلف الصالحين.

وبدوره، نعى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب اللبناني وليد جنبلاط، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقال جنبلاط، على حسابه على موقع «تويتر»: «رحل الفارس العربي الكبير عبد الله بن عبد العزيز، الصديق الكبير للشهيد كمال جنبلاط، والأخ الكبير الذي أحب المختارة وأفتخر بصداقته على مدى عقود».

كذلك، نعى مفتي الجمهورية اللبنانية، الشيخ عبد اللطيف دريان الملك الراحل، معلنا كذلك الحداد 3 أيام وإقفال جميع المؤسسات التابعة لدار الفتوى وإقامة صلاة الغائب عن روحه ظهر (أمس) في جميع مساجد لبنان عقب صلاة الجمعة.

وأمّ دريان المصلين في صلاة الغائب في مسجد محمد الأمين وسط بيروت، بحضور سلام ورئيس كتلة المستقبل رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة وممثل الرئيس سعد الحريري النائب عمار حوري وسفير المملكة علي عواض عسيري.

وقال دريان في بيان له: «خسر العالم أجمع بوفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رجلا عالميا في سياسته المميزة وحكمته الراشدة وفكره النير، ورائدا من رواد السلام، لقد ساهم في رعاية ومساعدة الدول العربية والإسلامية لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار وعمل على وحدتها وتضامنها وحمل قضاياها المحقة بكل صدق وأمانة».

وأضاف: «المسلمون في لبنان فقدوا برحيل خادم الحرمين الشريفين رجل الخير وصاحب الأيادي البيضاء ورائد الاعتدال والانفتاح في العالم الإسلامي وصاحب المبادرات الحوارية مع مختلف الأديان والثقافات، ولن ينسوا إنجازاته الضخمة في توسعة الحرمين الشريفين ونصرة القدس وفلسطين ومبادراته الكريمة لمساعدة لبنان بتعزيز استقراره وأمنه عبر المكرمة الكريمة التي قدمها للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي لمكافحة الإرهاب والتطرف».

وأضاف: «ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز في حمل الأمانة وإكمال مسيرة الفقيد الكبير لقيادة المملكة العربية السعودية للقيام بهذه الأعباء الكبيرة في خدمة المملكة وشعبها، وخدمة العرب والإسلام والمسلمين في العالم».

بدوره اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع «جلالة الملك الراحل كان خير ظهير للشعوب العربية جمعاء في تطلعها إلى الحرية والعدالة وبالأخص في سوريا والعراق ومصر وليبيا». وأضاف: «لعب على الصعيدين الدولي والعربي دورا محوريا في إرساء قواعد التعاون الإسلامي – المسيحي من خلال سلسلة مبادرات رائدة وقد تمكن من قيادة بلاده والمساهمة في قيادة المجموعة العربية والإسلامية بحكمة وحنكة، وبفضل هذا الدور، أمكن تجنيب العالم تداعيات كارثية كبيرة، كما أنه لم يوفر جلالة الملك الراحل أي جهد لدعم قضايا الشعوب العربية وفي مقدمها قضية فلسطين حيث كان وراء المبادرة العربية للسلام والتي تبناها مؤتمر القمة العربية الذي انعقد في بيروت في العام 2002».

كما أصدر رئيس الحكومة اللبنانية السابق نجيب ميقاتي بيانا قال فيه «بوفاة خادم الحرمين الشريفين، تخسر الأمة العربية ملك العرب الذي أمضى حياته أميرا ووليا للعهد وملكا في الدفاع عن الأمة وقضاياها بشهامة ومروءة عرف بهما، هو الذي عمل على الكثير من المصالحات العربية والإسلامية، وكان أب المبادرة العربية حول فلسطين التي اعتبرها أهم القضايا وأولى القضايا العربية والإسلامية». وأضاف: «برحيله سيخسر لبنان سندا وداعما وأخا أكبر عمل بجهد على حفظ وحدته واستقراره ولم يتوان عن مد يد العون له ورعاية كافة أنواع الحوار بين أبنائه».

وأعرب وزير الاتصالات بطرس حرب عن بالغ أسفه وحزنه لوفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتمنى لخلفه وولي عهده وولي ولي العهد التوفيق في قيادة المملكة العربية السعودية وشعبها نحو المزيد من المنعة والازدهار. ورأى أنّ رحيل الملك خسارة كبيرة للمملكة والعالمين العربي والإسلامي وللعالم في ظروف نحن في أمس الحاجة إلى رجالات كبار يتخذون القرارات الكبرى ويعملون لتنفيذها. ورحيله هو خسارة كبيرة للبنان البلد الذي احتل دوما مكانة خاصة لديه ولدى المملكة قيادة وشعبا.

ورأى وزير الإعلام رمزي جريج أنّه برحيل الملك عبد الله خسر لبنان سندا في الملمات وخصوصا أنه كان من الرجالات الكبار الذين يتخذون القرارات الصعبة والحكيمة في أوقات الشدة.

واعتبر عضو «اللقاء الديمقراطي» النائب نعمة طعمة أن «غياب الملك عبد الله خسارة سعودية وعربية ودولية، فالراحل الكبير كان شخصية استثنائية ورجلا صلبا وشجاعا وملك المواقف الرصينة والحاسمة وهو من كان إلى جانب القضية الفلسطينية ومن أرسى التضامن العربي وكان يعمل دوما على إصلاح ذات البين ورأب الصدع بين القادة العرب ويوصي كل المسؤولين السعوديين بلبنان الذي كان في قلبه وعقله». وقال في تصريح له «إن مبايعة الأمير سلمان بن عبد العزيز ملكا للمملكة والأمير مقرن بن عبد العزيز وليا للعهد، فذلك دليل على سلاسة انتقال السلطة وحيث المملكة دولة متراصة متضمانة متماسكة وستبقى على ذات الثوابت والمسلمات دون أي تأثيرات أو متغيرات في سياساتها الداخلية والخارجية».

وتوجه شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن بـ«خالص التعازي القلبية الحارة من العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية ومن الشعب السعودي الشقيق، ومن جميع العرب والمسلمين، برحيل خادم الحرمين الشريفين». وتمنى في بيان له لـ«جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز كل التوفيق والنجاح في المهام الكبيرة الملقاة على عاتقه، وأن يواصل مسيرة النهوض بالمملكة وتقدمها، وأن يسعى من موقعه لحل الأزمات التي تعصف بالأمة العربية، في هذا الزمن العصيب الذي تتخبط فيه البلدان العربية في صراعات قاتلة».