IMLebanon

لقاء تشاوري اليوم بعد عام على وقف الاقتتال

لبنان: مساع لمصالحة بين العلويين والسنة في طرابلس يضم 200 شخصية

لقاء تشاوري اليوم بعد عام على وقف الاقتتال

بيروت: بولا أسطيح

يُعقد اليوم الخميس في دارة الوزير السابق فيصل كرامي بمدينة طرابلس شمال لبنان، لقاء تشاوري يُرجح أن يضم نحو 200 شخصية من جمعيات أهلية ومدنية تسعى لإتمام مصالحة بين أبناء جبل محسن ومعظمهم من العلويين، وأهالي منطقة باب التبانة ومعظمهم من السنة، بعد 20 جولة من الاقتتال بينهم توقفت قبل نحو عام بتسوية سياسية كبيرة وبرعاية إقليمية.

وشدد كرامي على أن اللقاء المرتقب «ليس لقاء مصالحة، بل اجتماعا تشاوريا بطلب من جمعيات أهلية، على أمل أن يكون خطوة أولى باتجاه مصالحة شاملة لا شك ستحتاج لرعاية إقليمية ووجود كل الشخصيات المعنية مباشرة بالاقتتال السابق». وقال كرامي لـ«الشرق الأوسط»: «كنت قد دعوت عبر وسائل الإعلام لبدء لقاءات على المستوى الشعبي بين أطراف من جبل محسن وباب التبانة باعتبار أنه قد آن الأوان لذلك، وتبين أن المدينة مستعدة للتلاقي والتصالح، خصوصا وأن الخطة الأمنية أثبتت فعاليتها كما أن القواعد الشعبية نجحت في استيعاب تداعيات تفجير المسجدين في أغسطس (آب) 2013 والتفجير المزدوج الذي استهدف أحد المقاهي في الجبل في يناير (كانون الثاني) الماضي».

واستغرب كرامي التصويب على اللقاء «علما أنه لا يضم لا سياسيين ولا حزبيين أو مشايخ»، وقال: «لقد طُلب مني رعاية اللقاء باعتبار أنني على مسافة واحدة من الجميع.. فهل يُعقل أن أرفض؟ وكيف يتحدثون عن لقاء مصالحة بغياب السياسيين؟»

بالمقابل، شن قياديون في الحزب «العربي الديمقراطي» العلوي، حملة عنيفة على كرامي واللقاء المرتقب، واستهجن عضو المكتب السياسي في الحزب علي فضة عدم دعوة ممثلين عن الحزب للمشاركة في اللقاء، معتبرا في حديث تلفزيوني أن كرامي «يُعمّق الشرخ أكثر فأكثر بدل أن يلم الشمل، فهو لم يضعنا في صورة المصالحة التي يتكلم عنها مع العلم أننا جزء أساسي من هذه المصالحة وأول من دعا إليها».

وقال المسؤول الإعلامي في الحزب عبد اللطيف صالح لـ«الشرق الأوسط»: «اللقاء المرتقب استعراضي بامتياز باعتباره يتم بإطار البيت الواحد وبين أنصار الوزير كرامي»، معتبرا أن «هناك من يجر كرامي إلى الهاوية».

وشدّد صالح على أن «أي مصالحة حقيقية يجب أن تتم بين الخصوم، ونحن كحزب عربي ديمقراطي أم الصبي في جبل محسن، لكننا للأسف غير مدعوين. وحتى الجمعيات الأهلية في الجبل غير مدعوة، فأي مصالحة يعدون لها وأي تلاقٍ؟»

وليست المرة الأولى التي تُعقد فيها لقاءات مصالحة في طرابلس، ولعل أبرز هذه اللقاءات تمت في عام 2008 برعاية مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، وبحضور سياسي رفيع تقدمه كل من رئيس الحكومة بوقتها فؤاد السنيورة ورئيس الحكومة السابق سعد الحريري وأمين عام الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد.

وقُتل في الجولة الـ20 والأخيرة من الاشتباكات بين مسلحي التبانة ومسلحي جبل محسن والتي اندلعت قبل نحو عام، أكثر من 32 شخصا وجرح 145. وكانت الجولات الـ19 السابقة من القتال بين المنطقتين والتي اندلعت منذ عام 2008، أودت بحياة 170 شخصا وإصابة أكثر من 1284 آخرين.

واندلعت هذه الاشتباكات على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير (شباط) 2005 واتهام النظام السوري، الذي يدعمه أهالي الجبل، بأنه وراء عملية الاغتيال. وتجددت الاشتباكات مع اندلاع الأزمة السورية منتصف مارس (آذار) 2011.

وعادت منطقة الشمال مطلع الشهر الحالي إلى الواجهة إثر مقتل بدر عيد، شقيق زعيم الحزب الديمقراطي العلوي في لبنان علي عيد، وذلك بعدما أطلق عليه مجهولون النار خلال مروره بسيارته في بلدة الكويخات ذات الغالبية السنية في منطقة عكار.

وكان قد سبق عملية الاغتيال هذه، تفجير انتحاري مزدوج استهدف مقهى في جبل محسن في يناير، مما أدى لمقتل 9 أشخاص وإصابة 37 آخرون بجروح.

وقد جنب التفاهم السياسي الحاصل بين حزب الله وتيار المستقبل اللذين يخوضان حوارا مفصلا منذ مطلع العام الحالي، الانزلاق باتجاه متاهات أمنية جديدة، ومن المرجح أن تنسحب قريبا الخطة الأمنية التي أثبتت نجاحها في طرابلس وفي مناطق شرقي البلاد إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله.