Site icon IMLebanon

الشرق الأوسط: لبنان يودّع البطريرك صفير بمأتم حاشد

 

ودّع لبنان أمس بطريرك الموارنة السابق نصر الله صفير في مأتم مهيب، حضره الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيسا البرلمان نبيه بري والحكومة سعد الحريري، وبمشاركة وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان ممثلا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مراسم دفن شهدت مشاركة سياسية وشعبية حاشدة.

ووسط حداد عام لفّ البلاد وإقفال المؤسسات العامة، وبحضور رسمي وشعبي، أقيمت مراسم الدفن في الباحة الخارجية لمقر البطريركية في بكركي برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي رفض أن يجلس على كرسيه الكبير وطلب أن يكون كرسيه عاديّا مماثلا لكراسي المطارنة. ومنح الرئيس عون البطريرك الراحل، الوشاح الأكبر من وسام الاستحقاق اللبناني تقديرا لما قدمه للبنان.

وشارك في التشييع، الموفد البابوي الكاردينال ليوناردو ساندري، وممثل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، السفير السعودي لدى لبنان وليد البخاري الذي قال: «حضرنا اليوم بتكليف من خادم الحرمين الشريفين لأن البطريرك صفير هو من أهم ركائز السلام والعيش الواحد في لبنان ونحن نقتدي دائماً برسالته في العالم وفي العالم العربي».

وإلى جانب موفد الرئيس الفرنسي، شاركت في التشييع أيضا كريستينا رافتي ممثلة الرئيس القبرصي، وحشد من المسؤولين اللبنانيين، بينهم رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، ورئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، وعدد كبير من الوزراء والنواب.

 

وقال الراعي إن البطريرك صفير عمل على إسقاط الحواجز النفسية والمادية وعلى شد أواصر الوحدة الوطنية وإعادة بناء الدولة بالقضاء على الدويلات وكان يعمل على تعزيز العيش المشترك. واعتبر أن البطريرك صفير «خسارة وطنية بإجماع كل الذين رأوا فيه بطريرك الاستقلال الثاني وبطريرك المصالحة الذي لن يتكرر»، مضيفاً أن صفير «كان قليل الكلام لكنه حازم الموقف وكجبل لا يهزه ريح كان يزداد صلابة شبه شجرة الأرز وبالإيمان الصامد راح يملأ الفراغ السياسي». وأكد أنه «في لبنان المساواة بين المسلم والمسيحي موجودة واليوم الكل يجمع على أن وفاة صفير خسارة وطنية».

وألقى الكاردينال ساندري كلمة البابا فرنسيس الذي اعتبر فيها أن البطريرك صفير «قام برسالته في ظروف مضطربة وكان عنصراً مؤثراً في جَمعِ الصفوف وإرساء السلام والمصالحة مدافعاً عن سيادة واستقلال بلده وسيبقى وجها لامعا في تاريخ لبنان».

وتقدمت وزارة الخارجية الأميركية بالتعازي في البطريرك صفير وقالت: «كان قائدا شجاعا ضد الاستبداد والاضطهاد.