Site icon IMLebanon

الشرق: لبنان يتهيّأ لأسبوع «أميركي» عنوانه : لا لايران واتصالات مرتقبة لرأب الصدع الرسمي قبل وصول بومبيو

 

كان يفترض ان تكون بيروت، بعد اسابيع قليلة على تشكيل حكومة طال انتظارها، تشهد ورشة سياسية – اقتصادية – إنمائية كبيرة، لمسح الاضرار التي خلّفتها فترة الشغور في السلطة التنفيذية.

الا ان الواقع الداخلي اليوم مغايرٌ تماما لهذا السيناريو «الزهري». فالحقيقة، ان الخلافات اللبنانية التي حاولت القوى السياسية غضَّ النظر عنها إبان تأليف الحكومة – وهي ذات طبيعة «وجودية» «استراتيجية» «جوهرية»، تتعلق بكيفية حل مشكلة النزوح، وبالعلاقات مع دمشق، وبآلية محاربة الفساد والبدء بالاصلاحات – انفجرت سريعا في وجهها، حتى باتت اليوم تتهدد مصير الحكومة والتسوية التي أنشأتها، مع الاشتباك القوي الذي اندلع على جبهة ركنيها الاساسيين «التيار الوطني الحر» – «تيار المستقبل». أما الديبلوماسيون الذين زاروا لبنان في الاسابيع الماضية، وأولئك الذين سيزورونه قريبا وأبرزهم وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الذي سيكون في بيروت خلال ايام، فقد لمسوا الشرخَ العمودي هذا، فغادروه خائبين محذّرين من تداعيات هذا الوضع، السلبية على الدعم المرتقب.

 

اذا كان الاسبوع الماضي حمل عنوان «مؤتمر بروكسل والنازحين»، فإن الاسبوع الطالع سيكون تحت اسم «أسبوع الولايات المتحدة في لبنان». فالزيارة التي سيقوم بها بومبيو، وهو أرفع مسؤول اميركي يصل الى بيروت منذ أشهر، ستفرض ايقاعها على الحركة السياسية المحلية. وبحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة  فإن الديبلوماسي الاميركي الذي سيقابل المسؤولين اللبنانيين سينقل اليهم رسائل واضحة تتعلق بضرورة منع ايران من فرض توجهاتها على السياسات والخيارات اللبنانية، وعلى ضرورة انخراط بيروت في مسار يضع حدا لفائض قوة «حزب الله»، عبر تنفيذها ما تعهدت به لناحية احترام القرارات الدولية والبحث باستراتيجية دفاعية عبر طاولة حوار.

واذا كان الخطاب الاميركي في بيروت واضحاً، فإن الخشية كبيرة وفق المصادر، من ان تظهر التباينات الداخلية إزاء هذه القضايا كلّها، من سلاح حزب الله الى النأي بالنفس، مرورا بالنازحين والعلاقات مع دمشق وطهران، فاقعةً امام الضيف الاميركي، بما يضعف موقف لبنان. وحده الملف النفطي، جامع حتى اللحظة حيث يلتقي الجميع على التمسك بكل قطرة من ثروات لبنان برا وبحرا…

 

الا ان المصادر لا تستبعد ان تدور في قابل الساعات، بين بعبدا وعين التينة والسراي، عموما، وبين ميرنا الشالوحي وبيت الوسط خصوصا، في اعقاب عودة رئيس الحكومة سعد الحريري الى لبنان (وقد اوضح مكتبه الاعلامي انه يواصل زيارته الخاصة لباريس المخصصة لاجراء فحوصات طبية وسيعود الى بيروت فور الانتهاء منها) حركة اتصالات لرأب الصدع الذي خلّفته حربُ المواقف بين الجانبين، ووضع النقاط على حروفها، تحضيرا لاستقبال بومبيو من جهة، ولتأمين مناخات ملائمة لانعقاد مجلس الوزراء، من جهة ثانية.

 

وفي السياق، أوضح «التيار» عبر مصادره انه لا يريد اسقاط التسوية ولا الحكومة، بل هو رفع السقف، للحث على انتاجية اكبر في مجلس الوزراء. وأشارت المصادر  الى أن باسيل أراد ايصال رسالة واضحة: آن الأوان للعمل، خصوصا في ملف اللاجئين السوريين الذين يجب أن يعودوا إلى ديارهم اليوم قبل الغد.

 

اما عضو المكتب السياسي في «تيار المستقبل» مصطفى علوش فاشار  الى انه «يجب طرح الملفات على طاولة مجلس الوزراء اما العراضات والشعبوية في الكلام فلا نفع لها».