IMLebanon

الشرق: بومبيو عندنا برسائل متعدده وعون الى موسكو بملف النازحين

 

كتبت تيريز القسيس صعب :

تشهد نهاية هذا الاسبوع محطة ديبلوماسية مهمة تتجلى بزيارة وزير الخارجية الاميركية مارك بومبيو الى لبنان الجمعة المقبل، ضمن زيارة شرق اوسطية، ويبدا الاسبوع الطالع بزيارة رسمية يقوم بها الرئيس العماد ميشال عون الى روسيا بناء لدعوة وجهت من الرئيس فلاديمير بوتين.

 

المحطتان الديبلوماسيتان تشكلان بحسب متابعين ديبلوماسيين، قفزة نوعية في التعاطي الدولي مع لبنان، كما ترسم استراتيجية جديدة لمشروع دولي يحاول الطرفان الاميركي والروسي فرضه وتسويقه في الشرق الاوسط.

إلا ان زيارة الرئيس عون الى روسيا، والمنتظرة منذ اكثر من عام، لن تكون زيارة عادية او رسمية فقط، بل ان المواضيع الحساسة والتي سيتم طرحها من قبل الطرفين اللبناني والروسي ستكون في غاية الاهمية في المضمون وفي الشكل.

فوفق قراءة ديبلوماسية لمرجع عليم في العلاقات اللبنانية الروسية، فان روسيا ومنذ بدء الحرب في سوريا، والاستراتيجيات الضرورية التي طرحت عليها لمواجهة الارهاب والتطرف الجهادي، بدأ النفوذ الروسي يفرض ذاته على الاراضي السورية من خلال قواعد عسكرية ودعم عسكري مباشر لنظام بشار الاسد، وان كان بمشاركة النفوذ الايراني.

 

ومنذ ذاك التاريخ، بدأت روسيا السعي لتوسيع نطاق نفوذها في لبنان، فطرحت عقد اتفاقية لبيع سلاح للبنان، وهذا الامر ترددت الحكومة في الاستجابة له، كما شاركت روسيا ايضا من خلال شركاتها في العقود الخاصة بالتنقيب عن النفط والغاز الى جانب فرنسا وايطاليا، واخيرا طرحت روسيا مبادرة لعودة النازحين السوريين، والمعروفة بالمبادرة الروسية.

 

إلا ان هذا الامر لا يعني اطلاقا ان النفوذ الروسي في لبنان بدأ يحل مكان النفوذ الفرنسي التقليدي في لبنان، والاميركي في المنطقة، بل على العكس اصبحت روسيا شريكا اساسيا في المحور اللبناني السوري،ان لم يكن في مناطق آخرى في الشرق الاوسط. وبحسب المصادر، فمن المتوقع ان يطرح الرئيس عون خلال محادثاته مع الرئيس بوتين نقاطا عدة ابرزها:

1- ازمة النازحين السوريين واعادتهم الى بلادهم. فلبنان سيشرح تاثير الوجود السوري على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والتداعيات التي اثرت على المجتمع اللبناني من زيادة الفقر، والجريمة، وسيطرة اليد العاملة السورية… كما سيطالب لبنان بتفعيل المبادرة الروسية، وضرورة تنفيذها على الصعيد العملي. وهذا يفترض تنسيقا ما بين السلطات اللبنانية، السورية والروسية معا.

 

كما يقتضي تطمينات عملية للمجتمع الدولي بان هذه العودة ستكون آمنة، وعلى الافضل المساعدة على خلق ظروف مريحة في سوريا تدفع النازحين للعودة بصورة طوعية. وقد يستوجب ذلك خلق او تفعيل لجان مشتركة بين البلدين.

 

2- بيع اسلحة روسية للبنان. فمن المتوقع ان يتفق الجانبان اللبناني والروسي على شيء ما في هذا الخصوص يرضي الجانب الروسي ويطيب خاطره، لكن من دون الالتزام به ضمن مهلة محددة، مع الاخذ في الاعتبار حساسية هذا الامر، بالنسبة الى العلاقات الجيدة والمتينة مع الولايات المتحدة وفرنسا في ما خص تسليح الجيش.

 

وفي هذا الاطار، يترقب المتابعون ما قد يقوله الوزير بومبيو في بيروت حول هذا الشأن، ومدى تشدد الولايات المتحدة في مسألة التعاون اللبناني الروسي، خصوصاً وان السلاح، وقطع الغيار، والمواقع العسكرية التي انشئت على الحدود السورية – اللبنانية لمواجهة الارهاب (مواقع المراقبة) كلها من مصادر اميركية وبريطانية.

 

3- مسألة السيادة والمحافظة على الامن والاستقرار في لبنان لاسيما عند الحدود الجنوبية في ظل مسائل عدة ابرزها: – الاشكالية الحاصلة في شان ترسيم الحدود البحرية في الجنوب ( بلوك 9)، والبطء في استثمار الموارد النفطية والغازية للبنان في تلك البقعة. – القرار 1701 واحترام تطبيق بنوده، واهمية الحؤول دون خرقه من قبل اسرائيل.

 

– ما يتم تداوله اليوم من ان الرئيس الاميركي دونالد ترامب سوف يطرح حلا متكاملا لقضية الشرق الاوسط، والمعروف بصفقة القرن، مباشرة بعد الانتخابات الاسرائيلية في الربيع المقبل.

 

اذا مواضيع متشعبة ودقيقة قد يحملها الرئيس عون الى العاصمة الروسية، علها تعيد الامل الى اللبنانيين الحائرين والضائعين بملفات الفساد والفاسدين في دولة فقدوا فيها الثقة والحياة الهانئة….