Site icon IMLebanon

الشرق: بومبيو حرك الخلافات كلها… ولم يقطع وعودا

يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عند الخامسة من عصر غد الثلاثاء ليتحدث عن آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة، وتأتي اطلالة نصرالله غداة زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى لبنان.

وكان بومبيو انهى زيارة استمرت يومين وتميزت لقاءات اليوم الثاني باجتماعه مع قائد الجيش العماد جوزف عون.

وتوقفت مراجع لبنانية عند الكلام الحازم الوزير الاميركي الذي قال كلمته ومشى، ولاحظت انه لم يأت ليناقش ما سيعلنه من مواقف كانت جميعها مكتوبة ومعدة سلفا قبل ان يغادر العاصمة الأميركية متوجها الى الكويت وتل ابيب فبيروت.

كما توقفت امام حجم الرسائل التي اطلقها بومبيو وعبرت عن جملة مخاوف يمكن ان تقود اليها بعد مغادرته الأراضي اللبنانية ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

– ارتفاع منسوب التوتر على الساحة اللبنانية خصوصا إذا ما ترافقت مع موجة جديدة من التصعيد او التخوين لمجرد ان ابتسم أحدهم في لقائه مع بومبيو تزامنا مع الإشادة بمواقف رئيس الجمهورية ووزير الخارجية دون الإتيان على ذكر قيادات اخرى التقاها. ويترقب الجميع المواقف التي سيطلقها نصرالله غدا من حيث الشكل والمضمون، وهل ستتضمن رسائل نارية مضادة قد تطال شظاياها الداخل اللبناني.

– التشدد المنتظر في مواقف «حزب الله» وبعض مناصريه في الكثير من الملفات السياسية والديبلوماسية بعيدا عما يؤدي الى ابراز حجم سيطرته على مقدرات البلاد ودوره الأمني والعسكري في سوريا واليمن، مع حرصه على الحد الأدنى من الهدوء والإستقرار لحماية الرعاية اللبنانية الداخلية التي يتمتع بها ايا كانت كلفتها في الإدارة الداخلية للشؤون اللبنانية والحصص المرتقبة في التعيينات الإدارية المقبلة على رغم اصراره على نيل حصته منها.

– بدء التحضير لمجموعة من التحركات التي تعبّر عن رفض جزء من اللبنانيين لمواقف بومبيو التي اعقبت مباشرة إثارة ملف طلب إسرائيل الإعتراف بضم الجولان السوري المحتل الى الدولة القومية اليهودية، وهو ما ستكون له ردات فعل قد تغطي على ما ستتركه المواقف الخاصة بلبنان. والامر سيثار مطلع الأسبوع المقبل تزامنا مع زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو الى واشنطن، طلبا وثيقة الإعتراف بالجولان التي ستعطيه المزيد من الدعم والقوة في الإنتخابات النيابية المبكرة التي دعت اليها حكومته قريبا للعودة الى قيادة الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

– على رغم حجم الإرتياح الذي عبر عنه القادة اللبنانيون بالفصل الذي أجراه بومبيو بين مواقفه من ايران وحزب الله وتأكيده ابقاء المساعدات العسكرية للجيش اللبناني والقوى الأمنية والعسكرية الاخرى على حالها، عبر بعض اللبنانيين عن الخشية من ان يتوسع نطاق العقوبات على شخصيات لبنانية مقربة من حزب الله وفق قانون جديد لتطوير العقوبات تقود التحضير اليه مجموعة من اعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديموقراطي اللذين التقيا على مبدأ تعزيز العقوبات على ايران وحلفائها وكل من يؤازرهم في لبنان والمنطقة والعالم.

– على رغم الإدعاء بالإنتصارات الكبرى التي يتحدث عنها محور الممانعة في سوريا واليمن والعراق وغيرها من مواقع المواجهة الإيرانية – الأميركية، فهي لا تخفي احدى ابرز نتائجها، اذ قد «يطير الجولان» قريبا بعد «فقدان القدس» دون التكهن بما هو منتظر من خسائر لاحقا.

وعليه تبقى ثابتة اساسية لم يعد يرقى اليها اي شك وهي ما بلغته حدة المواجهة الديبلوماسية والإقتصادية والعسكرية بين واشنطن وطهران والتي اقتربت من الذروة. فالإدارة الأميركية التي اعدت سلة العقوبات الأخيرة لم تكن على قناعة تامة بأنها ستعطي ثمارها بقوة وبالسرعة التي شهدتها، لذلك كان عليها ان تواصلها وترفدها بمجموعة أخرى منها ستطال المزيد من الأشخاص والمؤسسات والكيانات الإقتصادية الإيرانية في المنطقة والعالم.