الحدث اللبناني حطّ امس في روسيا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة هي الاولى بين الرجلين منذ وصول عون الى قصر بعبدا.
وتمنى رئيس الجمهورية خلال زيارته رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فالدوين ان يكون التعاون مع روسيا ايضاً في مجال اعادة النازحين السوريين الى بلادهم، «خصوصا ان اذا لم نصل الى حل لمعاناتهم، فان الكثيرين منهم قد يفرون من الظروف الصعبة التي يعيشون فيها الى دول اخرى لاسيما اوروبا التي لدى دولها مصلحة بحل هذه المشكلة بسرعة».
من جهته، اكد رئيس مجلس الدوما الروسي، ان من مصلحة روسيا استقرار سوريا وعودة النازحين السوريين الى ديارهم، لأن في ذلك مصلحة لسوريا نفسها ولجيرانها، «وفي يقيني ان للبنان وروسيا رغبة مشتركة في تحقيق هذه العودة»، مقترحاً عقد مؤتمر برلماني في بيروت يجمع بين ممثلي البرلمانات اللبنانية والروسية والاوروبية والتركية والايرانية والسورية، يخصص لدرس عودة النازحين السوريين الى ديارهم. وعبَّر عن رغبته في التعاون مع البرلمانيين اللبنانيين، ووجّه اليهم، من خلال الرئيس عون، دعوة للمشاركة في المؤتمر الدولي حول التنمية الذي سيعقد في موسكو بين 1 و2 تموز المقبل.
وخلال القمة الروسية اللبنانية قال بوتين لعون ان لبنان شريك قديم وتقليدي لروسيا في الشرق الاوسط ، ورد عون شاكرا لروسيا مساعدتها الاقليات المسيحية معتبرا ان الظروف ليست مريحة وأمل استمار هذه المساعدة.
وليس بعيدا من ملف النزوح والعودة، أصدرت وزارة الداخلية السورية، تعميما، دعت فيه قادة الوحدات ورؤساء المراكز الحدودية إلى حسن استقبال المواطنين، الذين غادروا سوريا عبر منافذ غير رسمية.
محليا، أدخلت الجراحة التي خضع لها رئيس الحكومة سعد الحريري في باريس، الحركة السياسية الرسمية في شبه اجازة. ففيما أفيد ان لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع، أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة الاسئلة والاجوبة التي كانت مقررة اليوم الاربعاء الى يوم الجمعة المقبل في الثالثة بعد الظهر، فيما لم تعقد اللجنة الوزارية الفرعية لدراسة خطة الكهرباء اجتماعها الذي كان مقررا اليوم في السراي.
في المقابل، عقدت لجنة المال والموازنة جلسة في ساحة النجمة برئاسة النائب ابراهيم كنعان، في حضور وزيري الصحة جميل جبق والطاقة ندى بستاني، لمتابعة مناقشة تقريري التفتيش المركزي ومجلس الخدمة المدنية والمتعلقين بالتوظيف والتعاقد في وزارتي الصحة والطاقة والمياه. واكد كنعان ان «الجلسة الثانية لوزارة الصحة كانت لاستيضاحها حول المستشفيات التي وردت ارقام ترتبط بها وقد زودتنا الوزارة بالمستندات والجداول حول التوظيف والتعاقد». وتابع بعد الاجتماع «البعض ينظر الى العمل الجدي الذي نقوم به للكسب الاعلامي وكل وزير يأتي الى اللجنة لا يعني انه متهم بل نستوضح ما لديه». وشدد على ان «اكثر من 400 توظيف في المستشفيات جرى من دون موافقة وزير الصحة وما حصل مخالف للاصول والقانون».
سياسيا ايضا رد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على مواقف وزيرالخارجية الاميركية مارك بومبيو في بيروت معبرا عن سعادته بانه يعتبر حزب الله عقدته، وشكر رئيسي الجمهورية ومجلس النواب ووزير الخارجية على مواقفهم، مؤكداً «نحن أشد اقتناعاً بخياراتنا والتزاما بالسلم الأهلي والوحدة الوطنية». وقال: «بفضل وعي وحكمة وشجاعة المسؤولين اللبنانيين تم تجاوز الأهداف من زيارة بومبيو إلى لبنان».
في المقلب الاقتصادي، تبلغت مؤسسة كهرباء لبنان بعد الظهر توقيع وزير المال علي حسن خليل على فتح اعتماد باخرتي الغاز اويل لصالح معملي دير عمار والزهراني.
في غضون ذلك، وعلى وقع الضجة المثارة عن الواقع الاقتصادي والمالي للبلاد، استقبل الرئيس بري بعد الظهر حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعرض معه للوضع المالي.
قمة لبنانية – روسية «طبقها الرئيسي» قرار ترامب وتسهيل عودة النازحين
عون لعلاقات متواصلة.. بوتين: لبنان بلد شريك تاريخي
توج رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، زيارته الرسمية الى موسكو، بلقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين، وسلمه دعوة لزيارة لبنان ووعد بتلبيتها. وعقد الرئيسان قمة بينهما دامت حوالى نصف ساعة، حضرها عن الجانب الروسي مساعد الرئيس بوتين يوري اوشاكوف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، والسكرتير الصحافي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف. فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والمستشارة الرئيسية للرئيس عون السيدة ميراي عون الهاشم.
في مستهل اللقاء، رحب الرئيس بوتين بالرئيس عون في موسكو، وقال «ان لبنان بلد شريك تاريخي وتقليدي قديم، «ونحن نقيم علاقات مع كافة ممثلي دولتكم، وكافة القوى السياسية والفئات الدينية».
اضاف: «اننا نرحب بكم في روسيا، كرئيس للدولة وممثل لشريحة المسيحيين في لبنان. وفي السنة المقبلة، سنحتفل بمرور 75 سنة على تأسيس العلاقات الديبلوماسية بين بلدينا. إن روسيا وقبلها الاتحاد السوفيتي، كانت من اوائل الدول التي اعترفت باستقلال لبنان. واكرر لكم سروري بالترحيب بكم في موسكو».
عون: ورد الرئيس عون بالقول: «نحن سعيدون جدا بهذا اللقاء، خصوصا ان علاقتنا بروسيا تمتد الى منتصف القرن السادس عشر. ومع الاسف كانت هذه العلاقات متقطعة وغير متواصلة لأسباب عدة، ولكننا نأتي اليوم الى هنا وكلنا امل بأن تظل هذه العلاقات متواصلة على الدوام».
وأضاف: «اود ان اشكرك على مواقفك المدافعة دائما عن الاقليات المسيحية في المشرق، لأنهم مروا بظروف صعبة جداً، وما زالت صعبة الى الآن. ونأمل دائما بمساعدتكم».
وقال: «التقينا اليوم مجموعة من الشخصيات، ومنها شخصيات اقتصادية. وكان هناك تفاهم بيننا حول المستقبل القريب. ومع الاسف سمعنا خبر قرار الرئيس الاميركي السماح لاسرائيل بضم الجولان السوري المحتل اليها، الامر الذي يتعارض مع كل قوانين ومبادىء الامم المتحدة منذ تأسيسها الى اليوم. وهذه هي المرة الثانية، بعد القرار حول القدس، يحدث ان تهب دولة، دولة أخرى ارضاً ليست لها. وهذا الامر مقلق لكل الدول المحيطة باسرائيل. ونتمنى ان تطمئننا حول المستقبل القريب».
وبعد ذلك، تحدث الرئيسان عون وبوتين في مواضيع تهم البلدين والاوضاع في المنطقة، فرأى الرئيس بوتين في قرار الرئيس الاميركي خرقا للقوانين الدولية، مشيراً الى انه لا بد من انتظار ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة، وموقف روسيا معروف ولا يتغير. واشار الرئيس بوتين الى اهمية التبادل التجاري بين لبنان وروسيا، مسجلا انخفاضه بنسبة 26% داعيا الى البحث عن مجالات جديدة للتعاون، مثنيا على دور لبنان في مكافحة الارهاب. كذلك تناول الرئيس بوتين اوضاع النازحين السوريين في لبنان، وقال: «نحن نعلم عمق المعاناة اللبنانية في مسألة النازحين السوريين وما يتحمله في هذا المجال، ونأمل ان تصبح الظروف اكثر ملاءمة لعودتهم. وتحدث الرئيس بوتين عن دور بلاده في مساعدة سوريا لتسهيل عودة النازحين، خصوصا في مجال ازالة الالغام واعمار المنازل لتأمين عودة هؤلاء. وقال ان موسكو تعمل على عودة سوريا الى الجامعة العربية».
من جهته تحدث الرئيس عون خلال الاجتماع المصغر عن واقع النازحين السوريين في لبنان، وما سببه من تداعيات على القطاعات كافة، لافتا الى الكثافة السكانية التي ارتفعت نسبتها نتيجة انتشار النازحين، وقال: «ان لبنان لم يعد قادرا على التحمل نتيجة اوضاعه الاقتصادية الصعبة». ولفت الرئيس عون الى انه لا يمكن انتظار الحل السياسي لتحقيق عودة النازحين، مستذكرا القضية الفلسطينية التي لا تزال من دون حل منذ 71 عاما ولا يزال الفلسطينيون ينتظرون العودة الى اراضيهم. وقال الرئيس عون :» اننا نعلق اهمية كبرى على دوركم للمساعدة في تأمين عودة النازحين».
ثم عرض الرئيسان عون وبوتين للعلاقات الثقافية والاجتماعية بين لبنان وروسيا، فشدد الرئيس عون على اهمية التعاون الثقافي بين البلدين مقترحاً انشاء معاهد تربوية لتعليم اللغة الروسية، اضافة الى تشجيع السياحة لبناء الصداقات وتفعيلها. وايد الرئيس بوتين اقتراح الرئيس عون الذي اختتم اللقاء المصغر برغبة في ان يكون لروسيا الدور الاكبر في منطقة الشرق الاوسط الذي يعتبر لبنان مدخلها الطبيعي.
المحادثات الموسعة: بعد ذلك، انتقل الرئيسان عون وبوتين الى قاعة الطعام حيث انضم اليهما الجانبان اللبناني والروسي حول غداء عمل استكمل فيه النقاش حول المواضيع التي تهم البلدين.
وخلال المحادثات الموسعة، طرح الوزيران باسيل ولافروف على الرئيسين عون وبوتين اقتراحا بأن يشارك لبنان في مؤتمر الآستانة بصفة مراقب كي يكون على تماس اكثر مع الحل السياسي للازمة السورية وموضوع عودة النازحين السوريين واعادة اعمار سوريا. كما شدد الوزير باسيل على ضرورة تفعيل التنسيق الثلاثي بين لبنان وسوريا وروسيا لاتخاذ اجراءات اضافية لتسهيل عودة النازحين.
وفي نهاية المحادثات اعرب الرئيس بوتين عن سعادته للصراحة التي سادتها، واعتبر زيارة الرئيس عون ناجحة جداً، شاكرا تلبية دعوته لزيارة موسكو، قائلا ان المحادثات التي تمت بين الجانبين اللبناني والروسي ارست اطارا مهما لتعزيز العلاقات الثنائية، لافتا الى اهمية احياء ذكرى مرور 75 عاما على العلاقات بين البلدين. بدوره شكر الرئيس عون الرئيس بوتين على الحفاوة التي لقيها والوفد المرافق، ووجه دعوة رسمية للرئيس بوتين لزيارة لبنان فوعد الرئيس بوتين بتلبيتها، آخذا في الاعتبار برنامج زياراته الى الخارج.
وفي نهاية اللقاء تبادل الرئيسان عون وبوتين الهدايا التذكارية.
الى المطار: ومن الكرملين توجه الرئيس عون والوفد المرافق مباشرة الى مطار فنوكوفو حيث اقيم له وداع رسمي. وسيصدر في كل من بيروت وموسكو بيان مشترك عن نتائج المحادثات اللبنانية الروسية.
لقاءات: وكان الرئيس عون بدأ زيارته الرسمية الى موسكو يوم الاثنين، واجرى سلسلة لقاءات، شملت رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فالودين الذي اكد ان «من مصلحة روسيا استقرار سوريا وعودة النازحين السوريين الى ديارهم»، مقترحا عقد مؤتمر برلماني في بيروت يجمع بين ممثلي البرلمانات اللبنانية والروسية والاوروبية والتركية والايرانية والسورية، يخصص لدرس عودة النازحين السوريين الى ديارهم».