Site icon IMLebanon

الشرق: كلام بومبيو في بيروت يستحضر معادلة مورفي !

 

إثبات «لبنانية المزارع» يجنبها «كأس ترامب»

كتبت تيريز القسيس صعب:

لا تشبه زيارة وزير خارجية أميركا مايك بومبيو الى لبنان، الزيارات الكلاسيكية التي يقوم بها وزراء الخارجية في اطار جولات تقليدية، إذ تكون عادة بمثل هذه الحالات مختصرة ومقتصرة على بعض الرسميين، ومنضبطة في اطر تصاريح رسمية ومختارة.

 

بينما زيارة بومبيو تميزت بتوسيع دائرة الاجتماعات لتشمل قيادات سياسية وروحية، وتضمنت دعوات عشاء وغداء في أماكن خاصة ومطاعم سياحية، لمدة يومين، اضافة الى تصاريح نارية، لا بل، تهديدية ذكرت بتصاريح شبيهة نسبت الى المبعوث الاميركي ريتشارد مورفي حيث نقل عنه »اما ميخائيل ضاهر رئيساً، اما الفوضى«. واليوم بمعنى آخر »اما مواجهة حزب الله وايران او مواجهة مخاطر جمة على لبنان«.

 

أما في المضمون، فبحسب متابعين لزيارة بومبيو، فهناك من ربط هذه التصاريح وقرار الرئيس دونالد ترامب الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على الجولان، بأنها مجرد وسيلة لتحسين فرص فوز بنيامين نتانياهو في الانتخابات المقبلة، وتحسين علاقة اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة مع الرئيس ترامب.

 

في حين ان البعض الآخر ذهب الى القول ان هذه المواقف المتشددة تجاه ايران والداعمة لاسرائيل في الجولان هي تمهيد »لصفقة القرن« التي قد يطرحها الرئيس ترامب بعد انتهاء الانتخابات الاسرائيلية في ايار المقبل.

 

وقد جاء ذلك خلافاً للمبادئ العامة ولقرارات الامم المتحدة خصوصاً أنه سبق للولايات المتحدة ولأوروبا ان اخرجوا روسيا من مجموعة G7 بسبب رفضهم لقرار روسيا غير الشرعي برأيهم هم، بضم جزر القرم.

 

أما تأثير هذا القرار على مزارع شبعا المرتبط بمسألة الترسيم النهائي للحدود بين سوريا ولبنان، فإذا تمّ اثبات المزارع بأنها لبنانية من طريق الادلة والترسيم باشراف الأمم المتحدة بأنها لبنانية، أمكن لبنان الاحتفاظ بحقه في استرجاعهما، بالطرق الديبلوماسية، إلا اذا بقيت هذه المزارع موضع اشكالية يسمح بحق الاستمرار في السعي لاسترجاعها بجميع الوسائل بما في ذلك المقاومة.

 

تجدر الاشارة الى ان الأمم المتحدة تعتبر بأن اسرائيل انسحبت من كامل الاراضي اللبنانية وفقاً للقرارين 425 و1701، إلا ان اعتراض لبنان على ذلك، واصراره عن ان مزارع شبعا هي لبنانية ومازالت قيد الاحتلال، أبقى الاشكالية مفتوحة على أي احتمال كالتسوية الديبلوماسية او المواجهة.