IMLebanon

الحريري لوقف المزايدات واتخاذ القرارات الصعبة

 

فيما ازدحمت الساحة المحلية بالنشاطات ومنها النيابي والديبلوماسي والاقتصادي والنفطي، بقيت التطورات الخارجية المتسارعة  متصدّرة الاهتمام الداخلي رصدا لتردداتها المحتملة على الواقع اللبناني. فهذه الرياح ستلفح ايضا،  «حزبَ الله» أبرز أذرع طهران العسكرية.

 

وقد سجل امس تصعيد ايراني امس ردا على تصنيف الحرس الثوري ارهابيا، فاعلنت قيادته «أننا سنسرع من تعزيز قدراتنا الدفاعية وقوتنا في المنطقة بعد قرار واشنطن وسنتعامل بالمثل معها وسنوجه لها درساً موجعاً عند الضرورة. وقد تحدث امين عام الحزب السيد حسن نصرالله في السياق نفسه معتبرا ان الادارة الأميركية هي ارهابية وعقلها ارهابي وممارستها ارهابية ونحن نقف بوجه هذا الارهاب.

 

كما سجل اقليميا  انتصار أحزاب اليمين بزعامة بنيامين نتانياهو في الانتخابات الاسرائيلية، ووسط هذه الاجواء المشدودة، تُواصل عجلة المؤسسات الدستورية دورانها بزخم، محاوِلة تعويض «خمول» المرحلة السابقة وما خلّفه من «اهتراء» لاسيما على الصعيد الاقتصادي. وفي السياق، وبعدما أنهت «مهمّتها» كهربائيا، انتقلت الحكومة التي تجتمع مجددا الخميس في السراي، الى ورشة «الموازنة»، وعينُها على إنجازها في أقرب فرصة، بما يبيّض صفحتها أكثر أمام دول «سيدر».

 

وفي سياق الإعداد لها، التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي دعا الى جلسة تشريعية الاربعاء، رئيسَ الحكومة سعد الحريري لساعة، في مجلس النواب. وقال الاخير بعد اللقاء «في موضوع الموازنة علينا ان نتخذ قرارات صعبة، وأعمل مع معظم الاطراف السياسية من اجل ان يكون هناك اجماع كامل على الموازنة، لأن خوفي ان يحصل هنا كما حصل في اليونان، وهذا ما لا يجب ان يحصل، فلا يخف أحد لأننا سنقوم بإجراءات تنقذ البلد من اي مشكل اقتصادي، ويجب أن نوقف المزايدات على بعضنا البعض ونرى مصلحة البلد المالية والاقتصادية وكيف سنحقق نموا في الاقتصاد ونقوم بإجراءات ليست كبيرة كثيرا، ولكن قاسية قليلا، نتحملها سنة او سنتين ثم تعود الامور كما كانت».

 

في غضون ذلك، امل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في أن يكون الاجتماع الثلاثي القبرصي-اليوناني-اللبناني الذي انعقد امس على مستوى وزراء الخارجية والسياحة والطاقة، بداية إيجابية للتعاون بين البلدان الثلاثة لما فيه خير شعوبها وتطوير اقتصادها. وخلال استقباله قبل ظهر امس في قصر بعبدا وزير الشؤون الخارجية في قبرص نيكوس كريستودوليديس  لفت عون إلى وجود مصلحة مشتركة للتعاون بين لبنان وقبرص واليونان في المجالات كافة، لاسيما في مجال دعم لبنان في سعيه لإعادة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في سوريا، والإسراع في إيجاد حل للوضع هناك، مركزاً على دور الاتحاد الأوروبي في هذا المجال.

 

وكان عقد الاجتماع الثلاثي لوزراء خارجية لبنان واليونان وقبرص، جبران باسيل ونيكوس كريستودوليدس وجورجيوس كاتروغالوس، في الخارجية، لبحث مجالات التعاون الثلاثي بين هذه البلدان التي تتشارك حوض المتوسط. وأعلن وزير الخارجية جبران باسيل، بعد الاجتماع «اطلاق المسار الثلاثي بين لبنان وقبرص واليونان». وقال «اكدنا التزام لبنان بالقرار 1701 ورفض القرار الاميركي في ما خص الجولان». واكد انه «لا يجوز أن يبقى لبنان وجاراه في الجغرافيا من دون تنسيق مميز سياسي واقتصادي، وعلى رأس جدول الاعمال السياسي كانت عودة النازحين السوريين.

 

وليس بعيدا من الشأن الاقتصادي – النفطي، بحثت وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني مع سفيرة الولايات المتحدة في بيروت اليزابيث ريتشارد مجالات التعاون بين البلدين بقطاع الطاقة والمياه. وناقش الطرفان فرص الاستثمار للشركات الاميركية في قطاع الكهرباء وقطاع النفط والغاز بعد إطلاق دورة التراخيص الثانية.

 

من جهة ثانية، خضعت الحكومة اليوم لأول مساءلة برلمانية حيث طرح عليها 13 سؤالا نيابيا، طغت عليها مسألة التوظيف العشوائي.