Site icon IMLebanon

الشرق: طرابلس تجدد الثقة بالحريري 

وجد رئيس الحكومة سعد الحريري في زيارته امس الى طرابلس عشية فتح صناديق الاقتراع لانتخاباتها الفرعية، فرصة ليس فقط لحشد الدعم لمرشّحة «تيار المستقبل» ديما جمالي، بل لتوجيه رسالة الى اللبنانيين ومعهم المجتمع الدولي بان لبنان سائر في اتّجاه التقشّف لتخفيف الهدر عبر موازنة رشيقة كما التزم في مؤتمر «سيدر»، بتأكيده «ان كل لبنان موجوع، والبلد بأجمعه يعاني من الفساد والهدر والاقتصاد، لكن لدينا امل كبير جداً بان نقوم باتّخاذ القرارات الصحيحة والتقشفية ومنع الهدر، وسترون ان الموازنة لن يكون فيها هدر وهناك من «سيزعل» لانهم لن يستطيعوا الاستفادة من الهدر الذي كان موجوداً، وما سنقوم به سيكون لمصلحة المواطن اللبناني، هناك امور يجب ان نوفّر فيها كدولة لبنانية، وسنعمل على ذلك».

 

الوصول

 

وصل الرئيس الحريري يرافقه الوزير السابق غطاس خوري، في اطار جولة على قيادات وفاعليات المدينة عشية الإنتخابات الفرعية التي ستجري الاحد المقبل لانتخاب نائب عن المقعد السنّي الشاغر، استهلها بزيارة مركز الصفدي الثقافي حيث كان في استقباله الوزير السابق محمد الصفدي ثم عقد لقاء حضره العديد من شخصيات وفاعليات المدينة تقدمهم رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين ورئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين والمرشحة ديما جمالي.

 

الصفدي: بعد اللقاء قال الصفدي «اهلا وسهلا بكم، كنت اريد ان ابدأ كلمتي بالترحيب بالرئيس الحبيب سعد الحريري، لكن لا استطيع الترحيب به بين اهله وفي بيته ومدينته طرابلس، طرابلس مدينة الشيخ سعد، نحن اليوم جميعا اصدقاء الرئيس الحريري وابنائه، طرابلس تعاني من وجع كبير واليم جداً.

 

من ناحيته، ردّ الرئيس الحريري قائلا «شكراً لك معالي الوزير الصفدي الذي اعتبره بمثابة اخ كبير. طرابلس بالنسبة لي هي مدينة الوفاء للوالد الرئيس الشهيد، وللمسيرة والعمل الذي كان يقوم به. وان شاء الله نحن سنستكمل هذه المسيرة ولدينا مشاريع كبيرة في «سيدر» رغم ان البعض يُشكّك في حصة الشمال وطرابلس من هذه المشاريع. لكن ليتهم يقرأون ما جاء في «سيدر» للاطلاع على ما يتضمنه، وكل التنظير والكلام من اجل تخريب نوايانا بالنسبة لاهل طرابلس والشمال، هناك حصة تفوق20% من مجموع مشاريع «سيدر» التي تبلغ نحو 10.8 مليارات كمرحلة اولى لطرابلس والشمال، وستكون لكل المناطق اللبنانية حصص من المشاريع ايضا. وما يميّز «سيدر» انه ولاول مرة سيكون هناك مشروع جدّي متوازن لكل المناطق اللبنانية، لذلك اطلقت على هذه الحكومة حكومة «الى العمل». ومن يريد ان «يتفذلك» في هذا الموضوع فليأتِ عند رئيس الحكومة سعد الحريري لكي اشرح له، لكن ان يتحدث عبر التلفزة فهذا كلام فارغ وغير صحيح وظالم لكل المناطق اللبنانية».

 

اضاف «اتيت اليوم الى طرابلس، ليس كرئيس حكومة لبنان بل كسعد الحريري الذي تعرفونه والذي يحب الناس لانه واحد منهم ويشعر بوجعهم كما كان الرئيس الشهيد يشعر بوجع الناس، طرابلس تألمت خلال السنوات الماضية، لكن اريد ان اقول لكم ان كل لبنان موجوع، والبلد باجمعه يعاني من الفساد والهدر والاقتصاد، لكن لدينا امل كبير جداً بان نقوم باتّخاذ القرارات الصحيحة والتقشفية ومنع الهدر، سترون ان الموازنة لن يكون فيها هدر وهناك من «سيزعل» لانهم لن يستطيعوا الاستفادة من الهدر الذي كان موجوداً، وما سنقوم به سيكون لمصلحة المواطن اللبناني، هناك امور يجب ان نوفّر فيها كدولة لبنانية، وسنعمل على ذلك، وانا متأكد ان ديما جمالي التي هي ابنة هذه المدينة  والتي قامت بانجازات كبيرة في حياتها العلمية نحن بحاجة لامثالها وهي التي تستطيع ان تشرح لنا اين يمكن ان نوفّر وما هي الاساليب الافضل من اجل القيام ببعض المشاريع، خصوصاً ان طرابلس بحاجة الى الكثير من المشاريع».

 

كبارة والجسر

 

ثم زار الرئيس الحريري في محطته الثانية من جولته النائب محمد عبد اللطيف كبارة في حضور الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري والمرشحة جمالي وحشد من الفاعليات والشخصيات الطرابلسية.

 

بعد ذلك انتقل الى دارة النائب سمير الجسر حيث عقد لقاء حضره عدد من الشخصيات.

 

ثم توجّه الرئيس الحريري الى مسجد السلام وادّى صلاة الجمعة الى جانب الوزير السابق اللواء اشرف ريفي وعدد من نواب طرابلس والشمال وحشد من المواطنين.

 

والقى خطبة الجمعة الشيخ بلال بارودي تحدث فيها عن اهمية التسوية التي قام بها الرئيس الحريري من خلال ربط النزاع واجراء الاصلاح الداخلي ومكافحة الفساد، وشدد على «ضرورة استمرار التعايش بين اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، لانه الرئة الحقيقية التي نتنفس منها الحرية والامان»، واشار الى «ان من يريد تخريب هذا التعايش يعرّض البلد للانهيار».

 

1 Banner El Shark 728×90

 

ريفي

 

ثم انتقل الرئيس الحريري الى دارة اللواء ريفي في طرابلس، وعقد معه اجتماعا تم خلاله عرض آخر المستجدات.

 

في مستهل اللقاء تحدث اللواء ريفي فقال: «اهلا وسهلا بك في طرابلس واهلا وسهلا بك في منزلك، الأخوة يبقون اخوة و»الدم ما بيصير ميّ « نهائيا. نحن اليوم الى جانبك وانت تعلن ان هذه المدينة وقفت الى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري في كل المحطات، ووقفت كذلك وراءك والى جانبك في كل المحطات ايضا باذن الله.

 

من ناحيته ردّ الرئيس الحريري بكلمة قال فيها: «لقد عودنا أشرف على صراحته. كما قلت اخي أشرف ان « الدم ما بيصير ميّ» ونحن مشينا سويا مسارا طويلا، قد نكون قد اختلفنا في بعض المراحل ولكن في نهاية المطاف نعود الى جذورنا والى وضعنا وقضيتنا. فنحن نريد ان ينهض البلد بكل اطيافه».

 

وأضاف: «وجودي اليوم هو بمناسبة الانتخابات التي تشارك فيها المرشحة ديما جمالي، ولكن الانماء في طرابلس وفي كل المناطق اللبنانية يجب ان يحصل. وميزة ما حصل خلال مؤتمر «سيدر» انه للمرة الأولى يكون هناك انماء متوازن يشمل كل المناطق اللبنانية، وقد جاء من يقول لنا ان لا حصة لطرابلس والشمال في مشاريع «سيدر»، لكن فعليا هناك حصة من هذه المشاريع لكل المناطق اللبنانية، هناك حصة للشمال، وتتجاوز حصة طرابلس العشرين في المئة من اجمالي «سيدر» ، هذا غير المشاريع الوطنية التي يستفيد منها كل لبناني، اكان في الشمال او في الجنوب او البقاع او بيروت وكسروان وغيرها من المناطق».

 

أضاف: «حكي الكثير عن موضوع العفو العام، وللتأكيد على هذا الموضوع اصررت على ادراجه في البيان الوزاري، لكي لا يشككّ احد في الموضوع، وقد اخذنا ثقة المجلس على أساس هذا البيان، فالعفو العام سيحصل».

 

وشدد على «أن البعض يتكلم دون ان يعرف حقيقة من هم هؤلاء الموقوفين الإسلاميين، ولا ان هناك أشخاصا ظلموا وهم قابعون في السجون منذ خمس او عشر سنوات من دون التحقيق معهم او محاكمتهم، في حين يستنكرون توقيف أحد لمدة يومين لاستجوابه! نحن سنعمل على موضوع العفو العام وكل القوى السياسية أصبحت مقتنعة بان ظلما قد لحق بهؤلاء».

 

وقال: «لقد اقررنا خطة الكهرباء والحمد لله، والان نعمل على إقرار الموازنة، ومن ثم سنقرّ كل مشاريع «سيدر» لنتمكن من ان نحصل على تمويل لها من مجلسي الوزراء والنواب، وهي مشاريع معروفة ومدروسة وعلينا فقط ان نقوم بالإصلاحات. الاصلاح ضروري جدا، لانه خلال مؤتمر باريس-٢ الذي ساهم في انعقاده الرئيس الشهيد وتمكن خلاله من تحصيل أموال كثيرة للبلد، على ان أساس ان يترافق ذلك مع تنفيذ مشاريع للبنى التحتية واجراء إصلاحات. الا ان ما حصل هو انهم اخذوا الأموال ومنعوا رفيق الحريري من القيام بالإصلاح، وقد وصلنا الى ما نحن عليه اليوم لأننا لم نقم بالإصلاحات المطلوبة ولا بتطوير نظامنا السياسي ولا بتحديث القوانين التي تعود الى خمسينات وستينات القرن الماضي».

 

وكان الرئيس الحريري قد زار والدة اللواء ريفي واطمأن الي صحتها.

 

ثم زار الحريري بعد الظهر الرئيس نجيب ميقاتي ، وقال خلال اللقاء: «نحن أمام استحقاق انتخابي لديما جمالي والانتخابات يجب ان تحصل ونحن صف واحد لمصلحة طرابلس» ولفت الى «أن المبادرة التي قمت بها أساسها دعم المؤسسات وإعادة العمل المؤسساتي للطريق الصحيح».

 

كما زار الحريري النائب محمد كبارة ومفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار والنائب السابق مصطفى علوش.