أعلن رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، أن السبب الأساسي لتأخير انجاز الموازنة هو «لكي نستطيع التوافق جميعا على الأرقام والتخفيضات التي سنجريها». وقال إن الاصلاح يتطلب توافق جميع الأطراف المشاركة في مجلس الوزراء، لأنه ليس باستطاعة أي مسؤول أن يقوم بمفرده بهذه المهمة.
كلام الحريري جاء خلال دردشة مع الاعلاميين بعد استقباله عصر امس في «بيت الوسط» المستشار في الديوان الملكي السعودي الدكتور عبد الله بن عبد العزيز الربيعة.
فردا على سؤال عن أسباب التأخير في اقرار الموازنة، قال الحريري: «سبب التأخير في إقرار الموازنة هو من أجل ان نستطيع التوافق جميعا على الأرقام والتخفيضات التي نريد تنفيذها، لأنه في رأيي أن موضوع الاقتصاد والنمو والاصلاح ليس لفريق واحد، بل لكل الأفرقاء، وهم شركاء في هذا الاصلاح وأساس فيه. فسعد الحريري لا يستطيع بمفرده القيام بالاصلاح وكذلك رئيس الجمهورية والرئيس نبيه بري، وكل الأحزاب السياسية الموجودة في مجلس الوزراء لا تستطيع القيام لوحدها بالاصلاح لأنه يتم بالتوافق بيننا جميعنا، وكذلك بالنسبة إلى عملية التقشف التي نريد القيام بها. لأننا حرصاء على المواطن اللبناني والدولة وكل العاملين في الادارة اللبنانية والمحافظة على مكتسباتهم. فلا أحد في السياسة لديه هواية التقشف أو اخذ شيىء من أحد. المهم أن نستطيع المحافظة على ما لدينا وان نطبق كل مشاريع «سيدر» التي تساهم في نمو الاقتصاد».
أضاف: «صحيح أن هناك تقشفا، ولكن ليس صحيحا أنه لن يكون هناك أموال في البلد. هذا التقشف سيؤدي إلى طرح مشاريع «سيدر» كلها على طاولة مجلس الوزراء، ومن ثم نبدأ بتنفيذ مشروع وراء مشروع وهذا هو الأساس، أي أن يكون النمو مع التقشف، وهكذ نكون وصلنا إلى الأرقام التي نسعى للوصول إليها. في العام المقبل من المؤكد أنه لن يكون هناك تقشف لأننا نكون قد توصلنا إلى تأمين التيار الكهربائي 24 على 24 مع زيادة التعرفة، وحتى لو تمت هذه الزيادة تبقى انها توفر على جيبة المواطن اللبناني ما بين 20 و25 في المئة. وهذا الأمر يساعدنا للوصول إلى الأرقام التي نريد أن نتوصل إليها في العامين 2020 و2021».
وردا على سؤال حول ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس وعما اذا كان يقصد به الرئيس الحريري، قال رئيس الحكومة: «أنا لا أريد الرد، أفهم ان كلا من الأحزاب السياسية يريد أن يزيد رصيده ولكن بالنسبة لي هي النتيجة، وأن يقر مجلس الوزراء موازنة فيها اصلاح كبير جدا، من اجل مستقبل اولادنا، وما يهمنا هو ان نتشارك جميعا في هذا الموضوع. نريد ان نأكل العنب ولا نريد قتل الناطور».
الربيعة في بيروت ناقلا للحريري تحيات الملك سلمان:
علاقة السعودية بلبنان متينة ومتفائلون بمستقبله
وصف المستشار في الديوان الملكي السعودي المشرف العام على مركز الملك سلمان للاغاثة والاعمال الانسانية الدكتور عبدالله الربيعة، الذي بدأ أمس زيارة للبنان تستمر ثلاثة أيام، العلاقة بين المملكة وجمهورية لبنان الشقيقة بـ»المتينة»، معربا عن سعادته بلقاء أي مسؤول في لبنان»، واذا كانت جداول الرئيسين ميشال عون ونبيه بري تسمح، فأنا سعيد بلقاء أي مسؤول».
وصل الربيعة الى مطار رفيق الحريري الدولي، وكان في إستقباله السفير السعودي وليد بخاري والشيح محمد علي ترشيشي العاملي من جمعية الوسط والصداقات بين الشعوب.
وقال الربيعة في تصريح : «أنا سعيد لوجودي في لبنان. الكل يعلم أن العلاقة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية لبنان الشقيقة علاقة متينة، وليس بمستغرب الوجود هنا اليوم. ونحن نأتي إلى لبنان بتوجهات خادم الحرمين الشريفين لتنفيذ مجموعة من المشاريع الإغاثية والانسانية ولقاء المسؤولين في لبنان، ومد جسور التعاون بين مركز الملك سلمان للاغاثة والأعمال الانسانية ومؤسسات المجتمع المدني اللبنانية سواء الرسمية أو المجتمعية، والكل يتوق إلى لقاء المسؤولين وكذلك مسؤولي المنظمات لبناء جسور تعاون متينة تعود بالنفع على اللاجئين وكذلك المحتاجين في مناطق متعددة في لبنان».
وردا على سؤال عن عدم لقائه برئيسي الجمهورية العماد ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، قال: «أنا أسعد بلقاء أي مسؤول في لبنان، واذا جداولهم تسمح فأنا سعيد بلقاء أي مسؤول».
وعقب السفير السعودي: «يوجد تنسيق، ونحن نراعي مرحلة الأعياد حاليا».
وردا على سؤال حول دعم المملكة للاجئين السوريين في لبنان وكذلك خارجه، قال الربيعة: «أنا أقول دائما أن الأرقام تتحدث وجهود المملكة العربية السعودية والإغاثية تتقدم دول العالم، ولو عدنا إلى منصات الأمم المتحدة لوجدنا أن المملكة في مقدمة الدول، واليوم هو مثال من أمثلة عديدة تقدمها المملكة من خلال مركز الملك سلمان للأعمال الانسانية، والجهود في كل مكان، وفي هذه الزيارة سوف تدشن أعداد جيدة من المشاريع التي تخدم اللاجئين والمحتاجين في لبنان».
وعصرا زار الربيعة مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، في دار الفتوى، يرافقه السفير بخاري ووفد من المملكة، في حضور القاضي الشيخ محمد هاني الجوزو. وقال الربيعة بعد اللقاء: «سعيد بتواجدي في بلدي الثاني لبنان، وكذلك سعدت بلقاء سماحة مفتي لبنان، وخلال اللقاء تم التأكيد على حرص المملكة العربية السعودية على دعم البرامج الإغاثية والإنسانية لجميع المحتاجين، سواء من اللاجئين او المحتاجين في لبنان، وسوف نمد أيدي التعاون سواء مع دار الفتوى او المنظمات الإنسانية الخاصة بها او المنظمات والمؤسسات الإنسانية الحكومية والمجتمعية في لبنان، وإنني متأكد ان هذه الزيارة سوف يتمخض عنها العديد من البرامج التي تخدم اللاجئين والمحتاجين في لبنان، وان شاء الله تعود بالخير على الجميع، كما نؤكد متانة العلاقة بين البلدين الشقيقين».
وردا على سؤال عن مستقبل لبنان، قال: «الجميع متفائل بمستقبل لبنان، وهناك أولا حرص جميع الطوائف اللبنانية على بناء لبنان جديد، وأنا متأكد ان الدول الصديقة والمحبة للبنان، وفي مقدمها المملكة العربية السعودية، سوف تدعم عودته لبنائه وتطوره بإذن الله».
بدوره، نوه دريان بالجهود التي يقوم بها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لـ»بلسمة جراح المحتاجين في لبنان والمنطقة العربية»، وقدم درع دار الفتوى «عربون محبة وتقدير» للربيعة الذي قدم بدوره لدريان درع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
ومساء زار الربيعة، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في بيت الوسط، في حضور السفير بخاري والوفد المرافق والأمين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير، وعرض معه المهمة التي يقوم بها في لبنان والعلاقات الثنائية بين البلدين. وخلال اللقاء قدم الربيعة للحريري درعا عربون محبة وتقدير.
وأوضح الربيعة، انه نقل للرئيس الحريري» تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وتحيات ولي العهد صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبد العزيز»، وقال: «تأتي هذه الزيارة تنفيذا لهذه التوجيهات الكريمة، وتأكيدا للعلاقات المتينة بين المملكة العربية السعودية ولبنان. ومن خلال هذه الزيارة وبتوجيهات من خادم الحرميين الشريفين، سوف يتم تنفيذ العديد من البرامج وتوقيع الاتفاقيات لدعم العمل الاغاثي والانساني في عدة مناطق للاجئين السوريين، وكذلك للشعب اللبناني الشقيق. هذا العمل هو بداية لبرامج متعددة قادمة إن شاء الله، ولاستمرار هذه العلاقة المتينة ليس فقط في المجال الانساني بل في كل المجالات».
كما زار الربيعة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وجرى استعراض العلاقات الثنائية بين لبنان والمملكة العربية السعودية. واطلع الربيعة قبلان على المهمة التي يقوم بها في لبنان، وقدم له درعا تكريمية.
وقال بعد اللقاء: سعدت بلقاء رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الامير قبلان، واللقاء يؤكد مدى حرص المملكة العربية السعودية على لبنان وعلى جميع الشعب اللبناني بكل طوائفه وفئاته، وتأكد لنا الحرص على التقارب الكبير بين المملكة العربية السعودية وجمهورية لبنان الشقيقة، وان المملكة تسعى لدعم برامج عديدة في كل المجالات وبالأخص المجال الاغاثي والانساني، وكذلك تحدثنا في حرص المملكة على وجود حلول سلمية لكل التحديات التي تواجه العالم العربي والاسلامي، وان شاء الله نرى لبنان بسواعد أبنائه وبكل طوائفه وفئاته بلدا مستقرا زاهرا، والمملكة ستكون من أسعد الدول التي ستدعم هذا التوجه ان شاء الله».
ومن المقرر ان يستكمل الربيعة جولته على رؤساء الطوائف، على ان ينتقل اليوم إلى البقاع في جولة ميدانية لتدشين عدد من المشاريع الانسانية.