بقيت مفاعيل عطلة عيد الفصح سارية في الساحة السياسية، فيما استمر الجو العام مشحونا بموجات التصعيد والاتهامات المباشرة من جهة و»المبطّنة» من جهة ثانية، ومشدودا الى الموازنة وتداعيات تخفيضاتها على اللبنانيين.
واستفادت الأطراف السياسية من «استراحة المحارب» هذه، لتحضير «العدة والعديد» للمواجهة المنتظرة في ما لو مسّت مقتضيات الموازنة جيوب المواطنين، وكل المؤشرات تصب في هذا الاتجاه، اذا لم يصر سريعا الى سحب فتيل «الاجراءات الموجعة».
وفي الوقت المستقطع بين عطلتي عيدي الفصح، برز امس، وعشية جلسة مفترضة للحكومة الخميس المقبل، رفعُ وزير المال علي حسن خليل الى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، الصيغة الجديدة المعدّلة لمشروع الموازنة مع الإجراءات التخفيضية والتقرير التفصيلي لاهداف المشروع وفرضياته.
وفي خطوة اعتبرها البعض من نتائج الفتور الذي يلفح علاقات بعبدا – السراي، نتيجة مواقف الرئيس عون الاخيرة من بكركي، تردد ان الاجتماع المالي الذي كان من المقرر ان يرأسه رئيس الحكومة سعد الحريري امس في بيت الوسط، مع مختلف القوى السياسية الوزارية، لمناقشة الموازنة واجراءاتها التقشفية، ألغي. الا ان زوار القصر الجمهوري اكدوا ان كل ما يتردد عن خلاف في وجهات النظر بين الرئيسين عون والحريري غير صحيح، مشيرين الى ان رئيس الحكومة اتصل بالرئيس عون مرتين قبل سفره وبعد عودته وهنأه بالاعياد.
واليوم، ناقش الحريري الملف في السراي مع وزير الدفاع الياس بوصعب الذي عقد مؤتمرا صحافيا في وزارة الدفاع اكد فيه «ان موازنة الجيش محقة وهي تقوم على أساس المهام التي أوكلت للجيش على الحدود وفي الداخل». مضيفا «حين نرى أنه يمكن تخفيف مهام الجيش، فهنا يمكن إعادة النظر بالتدبير «رقم 3» وبالأعداد». واذ أوضح «ان موازنة الجيش هي اليوم بحدود الـ3 آلاف و47 مليار ليرة والرواتب التي تؤخذ منها هي النسبة الأكبر»، قال «من الظلم القول بأن الجيش غير معني بالتقشف، والمؤسسة العسكرية تبحث في القيام بتقشف داخلي»، مؤكدا ان «الجيش ملتزم بالسير بموازنة فيها تقشف كما هو مطلوب في الحكومة وربما نصل الى الرقم الذي نطمح اليه من دون المس بأساس الراتب».
وليس بعيدا، كان المكتب الاعلامي للرئيس الحريري اعتبر في بيان «ان هناك بوقاً اعلامياً متخصصا ببخ الاساءات اليومية لكل ما يمت بصلة الى الرئيس الحريري. هذا البوق اسمه جريدة «الاخبار» وتحدث اليوم عن ورقة اقتصادية ومالية لرئيس الحكومة تتضمن اجراءات على صورة التلفيقات اليومية لتلك الجريدة». واوضح «ان ورقة الاصلاحات والاجراءات المطلوبة لخفض العجز ووقف الهدر، موضع نقاش مسؤول مع كافة المكونات في الحكومة ستتم ترجمته بمشروع الموازنة الذي سيرفعه وزير المال الى مجلس الوزراء، وما نشرته «الاخبار» ورقة منسوبة زوراً للرئيس الحريري وفيها الكثير من الفبركات وبنات افكار التخريب القائم على مشروع النهوض الاقتصادي والبرنامج الحكومي».
اقتصاديا ايضا، وقبيل حفل افتتاح «المؤتمر المصرفي العربي لعام 2019 – الاصلاحات الاقتصادية والحوكمة»، طمأن حاكم مصرف لبنان رياض سلامة المواطنين الى سلامة الاقتصاد كاشفاً ان «القطاع المصرفي لديه الرسملة المطلوبة حسب المعايير الدولية وملاءة بحدود 16 في المئة وهو رقم مرتفع جدا قياسيا عالميا».
على صعيد آخر، اكد الرئيس نبيه بري خلال استقباله قائد قوات اليونيفيل في الجنوب الجنرال ستيفانو ديل كول استعداد لبنان لتثبيت الحدود البحرية اللبنانية والمنطقة الاقتصادية الخاصة عبر الآلية التي اعتمدت في ترسيم الخط الازرق باشراف الامم المتحدة. واعرب الجنرال ديل كول عن امكانية اعتماد الآلية ذاتها في ترسيم الحدود البحرية ما يعزز ترسيخ الامن والاستقرار.