IMLebanon

جعجع الى السعودية ليلتقي كبار المسؤولين

كتب عبد الامير بيضون:

دخل لبنان يومه الخامس بعد المئتين من دون رئيس للجمهورية… والاصوات التي تعالت في مرات سابقة، ثم همدت، عادت من جديد، تطل بحياء… والافرقاء كل يرمي مسؤولية الشغور على الآخر… ولبنان يعاني المزيد من الملفات والقضايا الضاغطة، السياسية والأمنية، والاقتصادية والاجتماعية، ولا يظهر في المعطيات المتوافرة، ما يفيد ان الخروج من «عنق زجاجة الازمة – الازمات» بات قريباً…

ومن الاحداث البارزة أمس، مغادرة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع لبنان، عن طريق مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت في زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية يلتقي خلالها بكبار المسؤولين السعوديين.

فالحوار الموعود بين «المستقبل» و«حزب الله»، موقوف على التوافق على جدول الأعمال والأولويات…

الرئاسة على حبال الهواء

وقضية العسكريين المخطوفين، التي احتلت صدارة الحدث في الأيام الماضية تنتظر ما ستكون عليه «خلية الازمة» خلال الايام المقبلة، بعد عودة رئيس الحكومة تمام سلام من زيارته الى فرنسا معززاً بوعود واتفاقات توفر تسييل الهبة السعودية سلاحاً للجيش اللبناني وعتاداً…

والاستحقاق الرئاسي معلق على «حبال هواء» التوافق المسيحي – المسيحي حيث لا يملك البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي (الذي أمضى يوم أمس في البقاع بين زحلة، حيث ترأس قداس وجناز أربعين راعي أبرشية زحلة المارونية المطران منصور حبيقة) سوى ان يكرر الاستعانة بالصلوات و«بدعوة الرب يسوع الذي يقول: لا تخافوا…» داعياً الكتل السياسية ونواب الأمة للقيام بواجبهم الوطني ومسؤوليتهم الدستورية وانتخاب رئيس للجمهورية، اليوم قبل الغد..

توقيف 5 مسلحين في عرسال

هذا في وقت كان الجيش اللبناني يوقف في منطقة عرسال سيارة من نوع جيب «نيسان ارمادا» بداخلها خمسة أشخاص بينهم الشيخ حسام الغالي في طريقهم الى جرود المنطقة، وقد ضبط بحوزة أحدهم حزام ناسف، بالاضافة الى قنبلتين يدويتين وثلاث بنادق حربية وأربعة مسدسات وكمية من الذخائر وجهاز اتصال… عملت قوى الجيش على تفجير الحزام الناسف، فيما تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى المرجع المختص لاجراء اللازم وفي وقت لاحق أفرج عن الشيخ الغالي على ما قال بيان مديرية التوجيه في قيادة الجيش.

أهالي العسكريين يحيون اسبوع البزال

ومع عودة رئيس الحكومة تمام سلام من زيارته الى فرنسا، فمن المتوقع ان تشهد قضية العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«النصرة»، و«خلية الازمة» المعنية بهذا الملف، حراكاً لافتاً ابتداءً من هذا الاسبوع.

وفي وقت واصل أهالي العسكريين اعتصامهم، في ساحة رياض الصلح، وسط بيروت، فقد أحيا هؤلاء، أمس، ذكرى اسبوع قتل العسكري علي البزال في احتفال شارك فيه حشد من المواطنين والمدعوين… والقيت كلمات شددت على ضرورة الاسراع في تحرير العسكريين… وفي هذا الاطار أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق «ان الحكومة لن تخوض في أي نقاشات متصلة بملف التفاوض لتحرير العسكريين المخطوفين، طالما ان الخاطفين لم يقدموا تعهداً بوقف القتل»، مجدداً التشديد على «ان استئناف المفاوضات بات مشروطاً بصدور هذا التعهد بشكل «واضح وعلني» من الجهتين الخاطفتين»، وفي هذا، فقد أفادت قناة «الجديد» مساء أمس ان «جبهة النصرة» فوضت الشيخ وسام المصري كوسيط جديد للمفاوضات في قضية العسكريين الرهائن…

… ويمحضون جنبلاط الثقة

وكان وفد من أهالي العسكريين، زار أول من أمس، رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في المختارة، الذي أكد متابعة العمل وبذل الجهود من أجل انهاء قضية اختطاف أبنائهم…»  وفي المقابل أعرب وفد الأهالي لجنبلاط عن «الثقة المطلقة» بمساعيه ومحضه «التفويض الكامل لحل العقد وتذليل العقبات» في هذه القضية، بالتعاون مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة تمام سلام…

وبحسب المعلومات المتوافرة فإنه بالاضافة الى انتظار كبار المسؤولين تعهد الخاطفين بوقف القتل، لاستئناف المفاوضات على اخلاء العسكريين والمقايضة بالممكن من مطالبهم، فإن اتخاذ قرار بتكليف «هيئة العلماء المسلمين» يواجه تحفظات، لم تظهر الى العلن، في انتظار الحصول على التعهد من الخاطفين بامتناعهم عن تصفية أي من العسكريين».

الجميل في الجنوب في ضيافة الوزير خليل

وفي الجانب السياسي، فقد توقف مراقبون أمام الزيارة الواسعة التي قام بها رئيس «حزب الكتائب» الرئيس أمين الجميل، الى قرى جنوبية أول من أمس، وشملت البياضة وحاصبيا، وكوكبا، والخيام حيث منزل وزير المال علي حسن خليل، الذي أولم على شرفه والوفد المرافق، بحضور عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض، الذي رحب بالجميل، متمنياً «لو ان اللبنانيين ينفتحون على بعضهم البعض، ويعتمدون الحوار، إطاراً لمعالجة الخلافات السياسية في ما بينهم».

بدوره رحب الوزير الخليل بالرئيس الجميل، مؤكداً «الحرص والاصرار على الحوار ودعم كل قنوات التواصل بين القوى السياسية اللبنانية»، مشيراً ان «الاختلاف السياسي أمر مشروع… لكن الخطر ان ننقسم على القضايا الوطنية الكبيرة، مؤكداً الحرص على «انجاح قنوات الحوار القائمة… للوصول الى تفاهمات كبرى تفتح الآفاق لانتخاب سريع لرئيس الجمهورية…».

مواصفات الرئيس المطلوب

ورد الجميل محيياً الرئيس نبيه بري على «الجهود التي يبذلها…» معبراً عن تأثره منذ دخوله الجنوب بما شاهده… ورأى ان «المآسي الناجمة عن الحركات الأصولية يجب ان تشجعنا على التماسك ووضع خلافاتنا جانباً حتى يستعيد لبنان دوره…» مشدداً على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية…».

واختتم الجميل جولته الجنوبية في بلدة مرجعيون وسط حشد من الكتائبيين والأهالي حضروا للمشاركة في افتتاح مركز اقليم الكتائب فيها… والقى كلمة أكد فيها «اننا اليوم أمام عدة استحقاقات مترابطة…» ومشدداً على «اننا لا نريد مرشحاً وفاقياً ينتهي التوافق عليه بعيد انتخابه، بل رئيساً وفاقياً يتبع سياسة الوفاق طوال عهده…».

الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله»

أما على مستوى الحوار الموعود بين «المستقبل» و«حزب الله»، فلم يحصل جديد يذكر وظل الكلام في العموميات، حيث أكدت مصادر نيابية لـ«الشرق»، ان الفريقين لم يتوصلا بعد الى اتفاق حول جدول الأعمال وأولويات الحوار… والأمر موقوف على مزيد من الاتصالات…

وإذ شدد الأمين العام لـ«تيار المستقبل» احمد الحريري، في اجتماع المكتب التنفيذي لليبرالية الدولية الذي انعقد في لندن على «ان «تيار المستقبل» يسعى حالياً للحفاظ على السلام والاستقرار والوحدة الوطنية». أوضح ان التيار في صدد الذهاب الى حوار سياسي مع «حزب الله»، من أجل تخفيف الاحتقان المذهبي وحماية الوحدة الوطنية ومحاولة الدفع مع باقي الاطراف السياسية الى التوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية…».

وفي هذا، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار «ان موعد الحوار لم يحدد بعد… وهو يحدد بعد استكمال الاتفاق على الخطوات التنفيذية كبنود جدول الأعمال…» كاشفاً ان هناك تفاوتاً في وجهات النظر داخل «المستقبل» حول الهدف من هذا الحوار…».

من جهته قال رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ان «حزب الله» جاهز للحوار مع كل الناس ولا يسعى خلف السلطة… أما عضو «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي فلفت الى ان الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» الذي يعمل له الرئيس نبيه بري، يسهم في تعزيز مناخات الثقة والاستقرار في لبنان ويقطع الطريق أمام الساعين الى تأجيج مناخات الفتنة التي تضرب المنطقة…».