Site icon IMLebanon

الشرق: جبران يصعد والحريري يهدىء

 

ها هو الاشتباك الامني الدرزي – الدرزي الذي انفجر الاحد  في الجبل يشي بمزيد من التأزم السياسي منسحباً على الحكومة التي طارت جلستها امس الى اجل غير مسمى، او الى حين تنفيس الاحتقان على حد تعبير رئيسها سعد الحريري وانعقدت في توقيت الجلسة الحكومية، اخرى مصغّرة في وزارة الخارجية جمعت وزراء «لبنان القوي»، في مؤشر سياسي اعتبره المراقبون السياسيون تصعيديا لا يبعث على الطمأنينة، خصوصا ان الرئيس الحريري ومعه 16 وزيرا انتظروا اكتمال النصاب لاكثر من ساعة. وهو ولئن حرص على عدم تحميل وزراء التكتل وزر عدم انعقاد الجلسة وقوله انه ارتأى تأجيلها ليأخذ القضاء مجراه على ان يحدد موعد الجلسة لاحقا، وجه رسالة لمن يعنيهم الامر بقوله «اذا اراد ان يلعب احدهم هذه اللعبة معي فإني سأتخذ موقفاً».

 

في الميدان، سلكت عملية احتواء تداعيات احداث قبرشمون طريقها، ودخل على خطّها مباشرة المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، بتكليف من رئيس الحكومة سعد الحريري، وقد أعلن ابراهيم ان «سيكون لي دور في تهدئة احداث الجبل وسيتم. وفي السياق، أفيد ان ابراهيم تواصل مع وزير الخارجية جبران باسيل ومع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط».

 

الى ذلك، زار ابراهيم امس السراي حيث عُقد اجتماع في مكتب الرئيس سعد الحريري في السراي ضمّه الى الوزيرين اكرم شهيّب ووائل أبو فاعور اللذين ابلغا الحريري  موافقة الاشتراكي على تسليم 3 من المتورطين على ان يسلم الديموقراطي المتورطين من جانبه، واكدوا رفضهم احالة الجريمة الى المجلس العدلي لانها حادثة فردية وليست محاولة اغتيال، وترك القضاء يوصفها ونقبل آنذاك بتوصيفه. وبعد ذلك، توجه ابراهيم الى خلدة حيث اجتمع برئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان في حضور وزير شؤون النازحين صالح الغريب. وقال اللواء ابرهيم بعد اللقاء «أولى خطوات استعادة الامن تكون بتسليم المرتكبين وبدأنا باستلام المطلوبين، وموضوع تسليم الجثامين يعود الى ارسلان واهالي والشهداء». من جهته، رأى أرسلان «ان اللواء عباس ابراهيم موقع ثقة بالنسبة إلي وعندما يضع يده في أي قضية فإنه يضعها بالحق والعدالة لاستتباب الأمن والعدالة لنا جميعا».

 

وليس بعيدا، أفيد ان الامن العام تسلم 3 مطلوبين في حادثة قبرشمون، وأن الجيش سيُسلم الموقوفين لديه إلى قوى الأمن الداخلي كون القضاء كلّف شعبة المعلومات بإجراء التحقيقات. وكان النائب العام الإستئنافي بالوكالة القاضي عماد قبلان أحال الشكوى التي تقدّم بها الوكيل القانوني لجرحى حادثة قبرشمون المحامي نشأت الحسنية، صباحا، إلى فرع المعلومات للمباشرة بالتحقيق على ضوء المعطيات التي وفّرتها الدعوى.

 

وفي موقف تبريدي، غرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أنه و»بعيدا عن هذا السيل من الهجمات والشتائم والتحريض فإن الحزب الاشتراكي ليس فوق القانون بل هو الذي طالب من اللحظة الاولى بالتحقيق». واضاف «في هذه المناسبة يتقدم بالتعزية لاهالي الضحايا ويتمنى الشفاء للجرحى ويشيد بدور الجيش والمخابرات وكافة الاجهزة الامنية في تثبيت الامن والاستقرار».

 

يذكر ان الحريري قال بعد تأجيل الجلسة: «اكتمل النصاب، لكن قررنا أن «ناخد نفس». فهناك مشكلة في البلد ونحتاج الى 48 ساعة لتنفيس الاحتقان، ولذلك قررت تأجيل الجلسة». وأكد أن الاجهزة المعنية ستوقف الفاعلين والمتسببين بحادثة قبرشمون وستحيلهم الى القضاء، «وسنتخذ كل الاجراءات لمحاسبة المرتكبين، فالأمن خط أحمر». وشدد على أن «من ارتكب الجريمة سيحال الى القضاء الذي سيأخذ مجراه وسيكون حاسما».

 

على صعيد آخر، اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله وزيرة القوات المسلحة الفرنسية فلورانس بارلي،  التزام لبنان قرار مجلس الأمن الرقم 1701، لافتاً إلى ان الوضع مستقر على الحدود اللبنانية الجنوبية في وقت تستمر الاتصالات للبدء بمفاوضات لترسيم الحدود البحرية والتي تتولى الولايات المتحدة الأميركية عبر السفير ديفيد ساترفيلد تقريب وجهات النظر بين الجانبين اللبناني والاسرائيلي لمباشرة التفاوض بالتعاون مع الأمم المتحدة.

 

من جهة أخرى، أطلق مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد في بيروت جولة جديدة من اتصالاته مع القيادات اللبنانية مستكملا وساطته لترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل. فقد استقبله امس وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وأطلعه الموفد الاميركي بشكل مفصل  على  الخطوات التي قام بها الاسابيع الماضية سواء في اميركا او في اسرائيل.  وكانت وجهات النظر متطابقة حول نقطة اساسية وهي ضرورة ايجاد الحل لموضوع ترسيم الحدود البحرية حفاظا على مصالح لبنان النفطية. وسيستكمل ساترفيلد جولته على المسؤولين  اللبنانيين.

 

عند بري: ومن الخارجية، انتقل ساترفيلد الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وجرى تقييم شامل لما حمله خلال فترة زياراته المكوكية والطروحات التي كان يحملها لمقاربة الموقف اللبناني، وقد تحققت فعليا نتائج متقدمة على صعيد البدء بعملية تثبيت الحدود البحرية اللبنانية ومعالجة التحفظات اللبنانية على الخط الازرق. إلا أن دور الامم المتحدة وتجميد تنفيذ ما يتفق عليه حتى نهاية عملية الترسيم برا وبحرا كسلة واحدة، ما زالا موضع معالجة، إذ يحرص لبنان على دور ممثل الامم المتحدة في لبنان برعاية الاجتماعات وتفويت فرصة اقتناص الحقوق اللبنانية على العدو الاسرائيلي.

 

الحريري عزى بالشيخ زين الدين وعقد خلوة مع وليد وتيمور جنبلاط

 

زار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، عصر امس، دار الطائفة الدرزية في فردان، وقدم التعازي إلى شيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن بوفاة الشيخ علي زين الدين، في حضور رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله رئيس اللقاء الديموقراطي النائب تيمور جنبلاط.

 

وبعد ذلك، اجتمع الرئيس الحريري بجنبلاط، في حضور نجله، حيث تم عرض آخر المستجدات والأوضاع العامة.

 

المستقبل  برئاسة الحريري:

 

لعدم التفريط بمصالحة الجبل

 

ترأس رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري عصر امس، في «بيت الوسط»، اجتماعا لكتلة «المستقبل» النيابية، تم خلاله عرض آخر المستجدات والاوضاع العامة في البلاد، وأصدرت في نهايته بيانا تلاه النائب محمد الحجار، تابعت فيه الكتلة «بقلق شديد التطورات السياسية والأمنية التي شهدتها منطقة عاليه أواخر الاسبوع الماضي»، ورأت فيها «مؤشرا خطيرا لاصطفافات جديدة أعادت اللبنانيين الى مناخات الصراع الأهلي والسجالات الحادة والاتهامات المتبادلة التي لا وظيفة لها سوى تعطيل مسار الدولة والخروج على قواعد العيش المشترك».

 

وأشارت الى أنه «غني عن التأكيد في هذا المجال، ان التصدي للازمات الاقتصادية والاجتماعية والعمل الجاري لوضع البيان الوزاري والبرنامج الاستثماري موضع التنفيذ، لن يكون في متناول اي حكومة مهما تحصنت بعوامل الوفاق الوطني، على وقع الاضطراب السياسي والأمني المتنقل والنفخ المتواصل في العصبيات الطائفية والمذهبية، وزرع الشقاق والتفرقة بين المكونات الوطنية وأبناء الملة الواحدة».

 

واذ أسفت الكتلة «للضحايا التي سقطت في حادث قبرشمون، وتقدمت بالتعازي من اهالي الضحايا، وتمنت الشفاء للجرحى»، نوهت بـ»الاجراءات التي أعلنها مجلس الدفاع الأعلى والنقاش المسؤول الذي تجاوز أي دعوة لاقحام الجيش والقوى الأمنية في مواجهات غير محسوبة النتائج مع المواطنين»، وعبرت أيضا عن ارتياحها «للتوجهات التي أعلنها الرئيس سعد الحريري في المؤتمر الصحافي، وتشديده على وجوب التفرغ لمواجهة الاستحقاقات والتحديات الماثلة وإبقاء العمل الحكومي وقضايا المواطنين في منأى عن تداعيات الاحتقان السياسي والأمني».

 

وأكدت ان «المصالحة الوطنية التي تحققت في الجبل بعد سنوات من المعاناة والحروب، هي أمانة لدى كافة القيادات المعنية لا يصح التفريط بها او التلاعب بمكوناتها وتوازناتها تحت اي ظرف من الظروف»، مجددة دعوتها الى «حماية هذه المصالحة وترسيخها والتوقف عن كل ما من شأنه اعادة عقارب الساعة الى الوراء، وتخريب الأسس الحقيقية للحياة المشتركة بين المكونات السياسية والروحية لأهل الجبل».