IMLebanon

متى يبدأ الحوار ؟

كتب عوني الكعكي:

في رمضان الماضي وجّه الرئيس سعد الحريري دعوة الى الحوار الداخلي، وبالذات الى التحاور بين «تيار المستقبل» و»حزب الله».

والحريري يهمّه موضوعان للحوار وهما يهمّان اللبنانيين جميعاً بلا أدنى شك:

الاول- الفتنة السنية – الشيعية، لأنّ التباعد من شأنه أن يزيد في طين الفتنة بلّة، وأن يسعر نيرانها، بينما من شأن الحوار أن يهدئ النفوس. علماً أنّ لا مصلحة للطرفين في هذه الفتنة، وهذه حقيقة لا خلاف عليها، فهما الأكثر تضرراً منها.

والثاني- رئاسة الجمهورية… إذ يجب التوصّل الى حل يأتي برئيس فلا يبقى الفراغ الرئاسي قائماً مع كل ما يترتب عليه من كرسحة لعمل السلطات كلها تقريباً.

كيف يمكن أن تكون ترجمة هذا الكلام على أرض الواقع؟

ليتم ذلك لا بدّ من آلية وخريطة طريق… وهو ما يلزمه بالضرورة عوامل عدّة أبرزها الآتي:

1- من يمثل «حزب الله»؟

ومن يمثل الحريري و»تيار المستقبل»؟

مبدئياً إنّ نادر الحريري هو الذي يمثل «المستقبل»، ويمثل «حزب الله» حسين خليل المساعد السياسي لأمين عام الحزب السيّد حسن نصرالله.

ولكن لا شيء نهائياً حتى الآن… فربما يكون الرجلان منفردين، وربما ينضم إليهما مساعدون من هذا الجانب أو ذاك… بل ربما لا يكونان هما من يحاور… كله غير محسوم حتى الساعة.

2- المكان.. فأين تُعقد جلسات الحوار؟ أتكون في الضاحية الجنوبية؟ أم تكون في بيت الوسط؟ أم تكون في مجلس النواب؟ أم تكون مرة في الضاحية ومرة في بيت الوسط؟.. هذا أيضاً ليس محسوماً بعد.

3- من هو الطرف الثالث الذي يرعى هذا الحوار الثنائي؟

هل هو الرئيس نبيه بري؟ وبأي صفة: بصفته رئيس المجلس النيابي بالطبع، وهل يحضر شخصياً أو أنّه يتمثل بأحد نوابه أو أحد معاونيه؟ وهل يكون الممثل حزبياً فيحصل اختلال… كون «أمل» حليفة لـ»حزب الله»؟

تكراراً حتى الآن لا شيء محسوماً بشكل نهائي وقطعي… فهناك اتفاق على المبدأ، أمّا التفاصيل فلم تكتمل بعد… ويؤمل ألا يكون الشيطان في التفاصيل فيعرقل هذا الحوار الذي لا شك في أنّه يحظى، سلفاً، بتأييد شبه شامل شعبياً وسياسياً.

فهناك أمور عديدة تستوجب الحوار، ويتوقف عليها الكثير من المصائر على الصعيد الوطني العام، إلاّ أنّ ما هو مُلحّ ولا يقبل مزيداً من التردد والتأخير، هما الموضوعان المشار إليهما آنفاً، إنّهما الأهم: البندان المستعجلان: ضرورة وأد الفتنة السنية – الشيعية، وضرورة حصول الانتخاب الرئاسي… حتى إذا نجح الحوار في التوصّل الى هذين البندين أمكن حلحلة الكثير من العقد الأخرى… وأقله أمكن إطلاق صفارة قطار الدولة المجمّد… كما أمكن وضع حد أو التقليل من هذا التوتر وشحن العواطف والغرائز في الشارع الاسلامي بشقيه السني والشيعي.

إنّ النيات الطيبة متوافرة وهي جدّية…

وعليه: فمتى يبدأ الحوار؟

إنّ المواطنين جميعاً يطرحون هذا السؤال!