IMLebanon

أهالي العسكريين: الحريري أملنا الأخير  

            كتب عبد الامير بيضون:

طغت قضية العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«النصرة» على ما عداها من قضايا وملفات… وكشفت كم ان هذه المسألة بالغة التعقيد والصعوبات، وتحتاج الى «استنفار» رسمي ووطني شامل، يعيد الحياة الى «أقنية التواصل» واخراج هذا الملف من «نقطة الصفر» التي عاد اليها… ابتداءً من «خلية الأزمة» الرسمية وحسم مسألة من يفاوض… وعلى ماذا سيفاوض، وكيف سيفاوض وضمن أية شروط؟!.

واذا كانت الأنظار تتجه الى «خلية الأزمة»، فإن بعض المعطيات تشير الى تعذر انعقادها، والخروج بنتائج عملية وواضحة بسبب غياب الوزراء أعضاء اللجنة جبران باسيل، الموجود في الارجنتين، اشرف ريفي الذي بدأ زيارة الى موسكو وعلي حسن خليل..

الحريري… «أملنا الوحيد»

وازاء التطورات التي دخلت على هذه القضية وشعور أهالي العسكريين بأن «الاتصالات والوساطات الرسمية وغير الرسمية لم تؤتِ ثمارها حتى اللحظة» وازاء انسداد افق الوساطات، فقد قرر هؤلاء التحرك في اتجاه المملكة العربية السعودية للقاء الرئيس سعد الحريري لأنه «الورقة الأهم حالياً وله الوزن الأكبر وقريب من رئيس الحكومة وله مونة عليه… وهو أملنا الأخير» على ما قال الناطق باسم الأهالي حسين يوسف… وذلك بالتوازي مع تحرك داخلي للقاء ميشال عون والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي… هذا في وقت أكد الرئيس أمين الجميل بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة أمس، «وجوب السير بأي امكانية تفاوض تتوافر ونحن متضامنون في مجلس الوزراء لحل القضية».

من جهتها أكدت مصادر «حزب الله» ان الحزب «لا يضع أية عراقيل بالنسبة لاطلاق سراح أي سجين من الاسلاميين في رومية… وهو مستعد للتدخل في حل القضية اذا طلب منه ذلك…».

مجلس الوزراء… عادي وأمور غير عادية

وإذ تتجه الأنظار الى جلسة مجلس الوزراء، يوم غد الخميس، وعلى جدول أعمالها 72 بنداً و47 مرسوماً عادياً، إلا ان البارز تأتي من اللجنة الوزارية لمعالجة موضوع النفايات الصلبة التي أقرت الخطة لعرضها على المجلس يوم غد…

وفي المعلومات فإن الرئيس سلام، الذي سيؤكد على وجوب انتخاب رئيس للجمهورية سريعاً، فهو سيضع مجلس الوزراء في أجواء زيارته الأخيرة الى فرنسا ولقاءاته لاسيما مع الرئيس فرنسوا هولاند وما نتج عنها، خصوصاً ما يتعلق موضوع تسليح الجيش ومسار الهبة السعودية، والتي شهدت أول من أمس فصلاً جديداً عبر توقيع ملحق اتفاقية الأسلحة والأعتدة العسكرية الفرنسية من قائد الجيش العماد جان قهوجي وممثل شركة «اوداس» الاميرال ادوار غيو عن الجانب الفرنسي، في انتظار استكمال ذلك بالتوقيع النهائي السعودي – الفرنسي في الرياض في الأيام المقبلة…

وستكون قضية العسكريين المخطوفين و«خلية الأزمة» حاضرة بقوة في ضوء ما صدر عن اجتماع الخلية مساء أمس…

ومن خارج جدول الأعمال، فإن وزير العمل سجعان قزي سيثير «ملف النفط» على خلفية ما كان صرح به الرئيس نبيه بري حول هذا الملف والتلويح بدعوة المجلس النيابي الى جلسة نفطية عامة لطرح موضوع التأخير في اصدار المراسيم والبدء بعملية التنقيب..

هيل: تأخير انتخاب رئيس يهدد الاستقرار

            أما على خط الاستحقاق الرئاسي، وإذ ينتظر اللبنانيون الحوار الموعود بين «المستقبل» و«حزب الله» لاحداث خرق في جدار العقد الرئاسية، وغداة حديث السفير البابوي المونسنيور غابريال كاتشيا عن مناخات مناسبة لانتخاب رئيس للجمهورية، فقد أكد السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل، بعد لقائه الرئيس سلام في السراي الحكومي أمس، «دعم المجتمع الدولي الواسع للبنان لتأمين استقراره وأمنه، وأن يكون للبنانيين وحدهم قرار انتخاب الرئيس بعيداً من الأجندات او التدخلات الخارجية…» لافتاً الى ان المجتمع الدولي سيدعم هذا القرار ولا يوجد سبب لتأخير عملية الانتخاب التي من شأنها ان تؤثر سلباً على الاستقرار…

الحوار… عراقيل… لا عراقيل

            من ناحيته، أكد نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ان «الجلسة الافتتاحية للحوار المرتقب ستكون في عين التينة برئاسة وحضور الرئيس نبيه بري». ولفت الى ان «جدول الأعمال فارض نفسه… وهناك أمور أكبر من ان تحل… وتبقى الأمور الداخلية كمسألة تنفيس الاحتقان السني – الشيعي، وقانون الانتخاب ورئاسة الجمهورية».

بدوره قال عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب ميشال موسى ان «موضوع الحوار رهن التشاور بين الافرقاء» ومستبعداً «ان يكون عقبة». متوقعاً ان لا يشكل جدول الأعمال عقبة أمام الحوار…» ومؤكداً «ان أحداً لا يمكنه ان يتكهن بموعد انطلاق الحوار… إلا ان الموضوع لم يعد بعيداً».

جعجع التقى الحريري: لتغيير الطاقم السياسي الحاكم

            من جهته واصل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع زيارته الى المملكة العربية السعودية فالتقى في الرياض رئيس الاستخبارات العامة السعودية الفريق أول خالد بن بندر بن عبد العزيز، «وكانت مناسبة عرض خلالها الطرفان الأوضاع السياسية العامة في لبنان والمنطقة» حسب بيان المكتب الاعلامي لجعجع. كما التقى ظهر أمس الرئيس سعد الحريري في دارته بالرياض وتمّ التشديد على «أهمية تهدئة الأجواء السياسية والحفاظ على الأمن والاستقرار… والاسراع في انتخاب رئيس للجمهورية…».

وكان جعجع، أكد خلال حفل استقبال اقامته الجالية اللبنانية في السعودية في السفارة اللبنانية في الرياض، «ان لا خلاص لنا جميعاً الا بالدولة اللبنانية… ولا دولة من دون مؤسسات دستورية وفي طليعتها رئاسة الجمهورية». غامزاً من الجنرال ميشال عون ومن «حزب الله» لافتاً الى ان «لا أحد يستطيع الادعاء أنه مسيحي ويعمل لمصلحة المسيحيين، وفي الوقت عينه يعطل موقع الرئاسة… كما لا يستطيع أحد الادعاء أنه مقاومة وفي الوقت نفسه يعطل الانتخابات الرئاسية…» داعياً الى «التفاهم مسيحيين ولبنانيين على اسم توافقي ننتخبه رئيساً».

وإذ اعتبر «ان الانتخابات النيابية ستحصل بعد إجراء الانتخابات الرئاسية»، دعا جعجع اللبنانيين الى  «الاسراع في تغيير الطاقم السياسي الحاكم لنتخلص من الفساد الذي نعيشه…»؟!

«القوات» تعلق مشاركتها في «لجنة التواصل»

وفي هذا السياق فقد فاجأ نائب رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات» النائب جورج عدوان أعضاء «لجنة التواصل النيابية» التي اجتمعت أمس برئاسة النائب روبير غانم لاعداد قانون الانتخاب باعلان تعليق مشاركة «القوات» في عمل اللجنة، الى حين تحديد موعد لجلسة الهيئة العامة للتصويت على قانون انتخابي سواء توصلت اللجنة الى تفاهم أم لا…» ورأى عدوان ان ثمة من يريد ان تكون «لجنة التواصل» مجرد أداة لتمرير الوقت في مسألة الرئاسة…

وكشف النائب روبير غانم أنه سيلتقي الرئيس بري ليعرف رأيه في الدعوة الى جلسة الهيئة العامة… ليبنى على الشيء مقتضاه.