IMLebanon

الحراك السعودي باتجاه روسيا والغرب بداية حل اقليمي ولبناني

اذا كان الحراك اللبناني الداخلي على الجبهتين الرئاسية والتشريعية شبه معدوم والحكومية ضعيفة في ظل تمترس التيار الوطني الحر خلف مطلب التعيينات، والا فلا جدول اعمال في مجلس الوزراء ولا اعمال في البلاد برمتها، وفي ظل تفاقم عوامل التصعيد الداخلي والعجز حتى الآن عن التوفيق بين المطالب العونية والصلاحيات الرئاسية والوزارية، كسبب مباشر للتعثر في استئناف جلسات مجلس الوزراء، فان الغموض الذي يكتنف بعض الجوانب الخارجية المؤثرة في ازمات الداخل، والذي بدأت بعض ملامحه تكشف النقاب عن اهدافه، قد يشكل الاشارات الاولى في اتجاه فرص الحل. ولعل التقرير المسرب « عمدا» عن محضر اجتماع سفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بما تضمن، يعكس هذا الاتجاه بوضوح، خصوصا اذا ما اضيفت اليه حركة اللقاءات الدولية على الخط السعودي – الروسي والسعودي -الفرنسي والاميركي- الروسي.

بن سلمان في فرنسا

فاستنادا الى معلومات حصلت عليها «المركزية» من اوساط ديبلوماسية غربية، يزور ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد سلمان بن عبد العزيز الذي زارموسكو واجرى محادثات مع كبار المسؤولين، في خطوة يمكن وصفها بالبالغة الاهمية في مسار المشهد الاقليمي الدولي المستجد ، العاصمة الفرنسية الاربعاء المقبل على رأس وفد يضم بين اعضائه وزير الخارجية عادل الجبير لعقد اجتماعات مع الرئيس فرنسوا هولاند ووزير الخارجية لوران فابيوس ومسؤولين اخرين تتناول العلاقات الثنائية واوضاع منطقة الشرق الاوسط في ضوء التطورات المتسارعة سياسيا وميدانيا لاسيما في سوريا حيث تنقلب موازين القوى بسرعة قياسية، ما يحمل بعض الدول على اعادة النظر في حساباتها السياسية خصوصا روسيا التي تبدو انتهجت مسارا جديدا في ما يتصل بهذه الازمة تحديدا. اما الملف اللبناني فيحضر في اللقاءات السعودية -الفرنسية بحكم الاهتمام الذي توليه الدولتان للبنان ورغبتهما في وضع حد لازماته المتناسلة بدءا بالشغور الرئاسي. وكشفت المعلومات في هذا السياق عن زيارة سيقوم بها مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو الى طهران مجددا في النصف الاول من شهر تموز،حاملا الملف الرئاسي اللبناني على امل ان يعود بايجابيات خلافا لزياراته الخمس السابقة.والى السياسة اشارت المعلومات ان بن سلمان واعضاء الوفد سيوقعون مع مسؤولين فرنسيين عددا من الاتفاقات الثنائية المتصلة بشؤون صحية وعسكرية وغيرها.

فابيوس- لافروف

وفي سياق الحراك الخارجي ايضا، يعقد وزيرا خارجية فرنسا لوران فابيوس وروسيا سيرغي لافروف جولة محادثات في باريس الثلثاء المقبل للتشاور في شؤون منطقة الشرق الاوسط بما فيها لبنان قبل ان يزور فابيوس في وقت لاحق المنطقة للبحث في اعادة احياء المفاوضات الفلسطينية- الاسرائيلية.

لودريان الى المملكة:

في غضون ذلك، وبعد ما اثير اعلاميا في شأن وقف تسليح الجيش عبر هبات خارجية او تسليمه اعتدة فرنسية غير صالحة ،وهو ما نفته قيادة الجيش ونائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل،علمت «المركزية» ان وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان سيتوجه الاثنين المقبل الى المملكة العربية السعودية للتشاور مع المسؤولين في شؤون ثنائية ، وتأتي الزيارة لتدحض كل ما اشيع عن تعثر في الاتفاق الثلاثي بشان الهبة السعودية للبنان بحسب ما اكدت مصادر المعلومات لـ»المركزية». وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال احال ردا على سؤال في شأن هذه المعلومات سائليه الى وزارة الدفاع، المعلوم انها لا تعلق على ما ينشر في الصحف.

المقلب الداخلي

في المقلب الداخلي، انشغلت مختلف الاوساط السياسية والشعبية في سبرغور التقرير المسرب عن محضر لقاء السفير بو نصار وبوغدانوف وقراءة اسبابه وابعادها المعلنة والمستترة وكيفية تسريبه من وزارة الخارجية التي يتولاها الوزير جبران باسيل، في وقت لا يصب المضمون في مصلحة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون خصوصا ان المعلومات نشرت في صحيفتين محليتين معروف اتجاههما السياسي لمصلحة قوى 8 اذار لا سيما حزب الله.

وقرأت جهات سياسية في قوى 14 اذار في الموضوع، رسالة الى «الجنرال» من حلفائه المحليين والأقليميين والدوليين، يبلغونه فيها ان حقبة دعمهم لترشيحه انتهت وآن الاوان للبحث عن رئيس توافقي، في حين لم يصدر عن روسيا او سفارتها في لبنان اي نفي او توضيح لما نشر. وقالت مصادر في 14 اذار لـ «المركزية»، ان على رغم حرص حزب الله على اظهار عمق تحالفه مع عون، ودعمه رئاسيا حيث أعلن الشيخ نعيم قاسم «اما انتخاب عون او الفراغ»، وحكوميا حيث يقف الى جانبه في اولوية طرح ملف التعيينات الامنية، الا ان نشر التقرير الديبلوماسي جاء ليكمل سلسلة مؤشرات تدل الى ان الوقت حان لاعادة انعاش المؤسسات الدستورية المشلولة، وأولها رئاسة الجمهورية. وفي هذا الاتجاه، يذهب موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الداعي الى ابقاء مجلس الوزراء «شغالا»، وهو معبّر، حسب المصادر، عن موقف الثنائي الشيعي الفعلي أولا، وعن موقف القوى الاقليمية التي تدير «محور الممانعة» وعلى رأسها ايران وروسيا ثانيا، التي باتت ترى ملحا وضع حد للتعطيل المتمادي في الداخل.

أضافت «كل المؤشرات من التطورات المتسارعة في سوريا، الى مفاوضات جنيف لحل الازمة اليمنية، الى الاتجاه نحو توقيع الاتفاق النووي، تدل الى ان المنطقة ذاهبة نحو تسوية شاملة، قد يتم بعدها توحيد الجبهة لمواجهة الارهاب والتنظيمات التكفيرية لا سيما داعش، والتقارب الروسي ? السعودي يصب في هذه الخانة، ويؤسس لتحالف دولي – أقليمي لمنطقة الشرق الاوسط، من المتوقع ان تلعب روسيا خلاله دورا ضاغطا لتسهيل انتخاب رئيس في لبنان هو المسيحي الوحيد في المنطقة، لما تحمله هذه الخطوة من دعم وتعزيز للحضور المسيحي في الشرق.

اقتصادياً

 في خطوة بارزة سُجلت اليوم في قطاع الإتصالات بعد سلسلة اجتماعات عقدتها اللجنة الوزارية المولجة درس دفتر شروط مناقصة إدارة شبكتي الخليوي برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام في السراي، والتي شابتها عراقيل سياسية أخّرت إطلاق المناقصة، أعلنت اليوم إدارة المناقصات في لبنان «إجراء مناقصة عامة دولية لحساب الجمهورية اللبنانية ? وزارة الإتصالات، لإدارة شبكتين للهاتف الخليوي لمدة ثلاث سنوات، وذلك في العاشرة قبل ظهر الثلثاء 8 أيلول 2015 في مركز الإدارة.