الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله بين العيدين، بشرى زفها رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اللبنانيين في زمن انسداد افق الحلول للازمات السياسية والامنية المتراكمة ، لتشكل فسحة امل علّه يمكن النفاذ منها الى مقاربات ايجابية تخرق الجمود القاتل في الملفات المترنحة. اما البشرى الرئاسية فلا تجد من يحملها باستثناء بعض الامال المعقودة على حراك دولي من هنا وتواصل داخلي من هناك لم يتخط بعد الشق النظري ولم ينتج حتى الساعة أي تبدّل في مواقف الكتل الوازنة في الاستحقاق.
الاهالي في الرابية
وحدهم أهالي العسكريين يحاولون ابقاء قضية أبنائهم حيّة، ويسعون الى تعبيد الطريق أمام مقايضة تنقذهم وتبعد السكاكين عن رقابهم. ولهذه الغاية، زاروا امس رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون في الرابية، سائلين عن موقفه النهائي من المقايضة. فأشار الى ان «المسلحين ما كان يجب ان يسمح لهم بالخروج من عرسال قبل اطلاق سراح العسكريين. أما اليوم، فأي تفاوض له ثمن، أو فدية، والمقايضة تعتبر أحد هذه الاثمان. ونحن لم نرفض يوما المقايضة لكن ضمن القوانين المرعية»، داعيا الى «انتداب ضابطين من قوى الامن الداخلي والجيش لمواكبة الأهالي ووضعهم في أجواء المفاوضات بشكل مستمر، وانتداب ممثل عن الاهالي يشارك في اجتماعات خلية الأزمة». أما الاهالي فشددوا من جهتهم على ان «ما سمعناه من «الجنرال»، أراحنا وطمأننا».
لا مفاوضات
وفيما أشارت مصادر مواكبة لملف العسكريين الى ان المفاوضات حاليا متوقفة، وبعض الأهالي يتصل بـ»هيئة العلماء» طالباً تدخلها، نفت «النصرة» أن تكون كلفت الشيخ المصري لعب دور الوسيط بينها وبين الدولة اللبنانية، ولفت الاخير الى انه يتجه نحو سحب يده من القضية بفعل عدم استجابة الحكومة اللبنانية لطلب تكليفه رسميا، وعدم شعوره بجدية من قبلها.
الخط الرئاسي
في غضون ذلك، وفي غياب اي معطيات اضافية تتصل بحصيلة الجهود الفرنسية او الروسية او الاممية المبذولة على الخط الرئاسي، تشخص الانظار الى المملكة العربية السعودية التي يُنتظر ان تشهد حركة محورها الاستحقاق الرئاسي، في ضوء استدعاء رئيس تيار «المستقبل» الرئيس سعد الحريري عددا من قيادات «المستقبل» على ان ينضم اليها الرئيس فؤاد السنيورة، وفق ما ابلغت اوساط التيار «المركزية»، للتشاور في ملفات الساعات لا سيما المساعي المبذولة لحل عقدة الاستحقاق الرئاسي والحوار المزمع عقده مع حزب الله عشية تحديد ساعة الصفر لانطلاقه الاسبوع المقبل.
وكانت الرياض شهدت لقاء بين الرئيس الحريري ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع كان الاستحقاق في صلبه وتخلله تشاور في مجمل الملفات المطروحة على بساط البحث السياسي.
ديبلوماسي بريطاني
وفي سياق الحركة الدبلوماسية اللافتة التي تشهدها بيروت التي استقبلت على التوالي المبعوث الخاص للرئيس الروسي نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الفرنسية جان فرنسوا جيرو، و نائب الأمين العام للأمم المتّحدة يان إلياسون، حاملين هم الشغور الرئاسي، ومحاولين ايجاد تركيبة «الطبخة ? التسوية» الكفيلة باخراج الاستحقاق من عنق الزجاجة، حطّ في لبنان بعد ظهر امس، الوزير البريطاني المفوض شؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية البريطاني توبلاس مارتن الوود، آتيا من عمان في إطار زيارة يلتقي خلالها عددا من المسؤولين ويبحث معهم الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين.
تشاور اميركي روسي
وفي سياق غير بعيد، تشاور وزيرا خارجية الولايات المتحدة الاميركية جون كيري وروسيا سيرغي لافروف اليوم هاتفيا في التسوية الشرق الاوسطية بعد لقائهما اخيرا في روما، في حين وصف وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف المحادثات النووية التي جرت في جنيف بين دبلوماسيين اميركيين وايرانيين بالجيدة وقال انها جرت في مناخ طيب واتخذت خطوات جيدة وستتخذ اخرى، معربا عن اعتقاده ان العالم بحاجة الى هذه التسوية لانها في مصلحة الجميع.
لجنة التواصل
على صعيد آخر، تتجه لجنة التواصل النيابية المكلفة وضع قانون جديد للانتخابات نحو تخطي مطبّ تعليق «القوات اللبنانية» مشاركتها في اجتماعاتها، اذ أكد رئيس اللجنة روبير غانم بعد اجتماعه بالرئيس نبيه بري في عين التينة، ان «اللجنة مستمرة في مساعيها للوصول إلى توافق بشأن قانون الإنتخابات»، مشيرا الى ان «القوات» التزمت بالنظام المختلط من خلال الاقتراح المقدم من جانبهم مع «المستقبل» و»الاشتراكي» ومستقلين وبالتالي تستطيع اللجنة ان تتابع عملها»، لافتا الى ان «الرئيس بري مستمر في استشاراته في هذا الاطار».واعلن عن ارجاء اجتماع اللجنة الذي كان مقررا غدا الى موعد يحدد بعد عطلة الاعياد « لان الحوار بين الفرقاء سيتم بين العيدين بما قد يؤدي الى فتح الطريق امام اولويات رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب».
تسليح الجيش
على صعيد آخر، نوّهت السفارة الفرنسية بـ»التوقيع على الاتفاق الفرنسي – اللبناني في شأن تنفيذ المبادرة الخاصة بمساندة الجيش اللبناني، في15 كانون الأول في بيروت». ولفتت في بيان الى أن «الاتفاق، الذي تم تمويله بفضل هبة سعودية، سيسمح بتعزيز الجيش اللبناني في مهمتيه المتمثلتين في الدفاع عن الأراضي اللبنانية ومحاربة الإرهاب. وفي حين يواجه لبنان وضعا أمنيا متدهورا، يجب أن يبقى الجيش، الذي يتكبد خسائر جمة بفعل التصدي للخطر الإرهابي، الضامن لوحدة لبنان واستقراره».