كتب عبد الامير بيضون:
بقي الوضع الحكومي مشدوداً الى تطورات الأيام التالية، خصوصاً مع مضي رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) ميشال عون، في رفع سقف التهديدات بالنزول الى الشارع، قبل عقد جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل، رفضاً لادراج أي بند على جدول الأعمال قبل بند التعيينات الأمنية والعسكرية، حيث أكد أمام وفود شعبية أحضرت الى الرابية ان «وجودنا بات على المحك ولا يجوز ان يستبد بنا بعض المتملقين، فيتصرفون كمافيا او كتنظيم مافيوي معنا…».
وأكد عون «اننا بدأنا التحضير لاضرابات كبيرة وتحركات شعبية اعتراضية وتظاهرات في أقضية جبل لبنان وبعبدا والكورة للتصدي للاستبداد ومواجهة الاقصاء الذي نتعرض له». مشدداً على «ضرورة الاتيان برئيس قوي له تمثيل شعبي وكتلة نيابية كبيرة لتعويض تقليص صلاحيات الرئاسة التي انتزعت في الطائف…».
بوصعب: سنحضر الجلسة
وفي السياق قال وزير التربية الياس بوصعب «ان دعوة الحكومة الى جلسة من دون تفاهم لا تنتج…» وكشف ان وزراء التغيير والاصلاح الذين سيحضرون الجلسة يوم الخميس… سيثيرون بداية قرار المنتجات الزراعية الذي أقر من دون أن يناقش في الجلسة السابقة مع خروج رئيس الحكومة من الجلسة». ليخلص الى القول ان «ليس بهذه الطريقة يمكن اتخاذ قرارات او ايجاد حل للمشكلة…» وكرر القول ان وزراء «التغيير» سوف يتمسكون في الجلسة المقبلة بتعيين قائد للجيش «قبل مناقشة أي بند آخر…».
باسيل: نحن رئيس الجمهورية
وشدد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال لقاء انمائي في البترون، تحت عنوان «البترون ثلاث سنوات من العمل 2010 – 2013» على اننا مؤتمنون على صلاحيات رئيس الجمهورية وسندافع عنها بكل قوانا داخل مجلس الوزراء، ولن نسمح لأي كان ان يمد يده عليها، ولن نتلقى أوامر من أحد، نحن مجلس الوزراء ونحن لن نقبل بأن يمسه أحد، ونحن رئيس الجمهورية ولن نقبل بأن يمس أحد بموقعه…». معتبراً ان «المشكلة الأكبر هي «داعش» السياسية، الذي يحاول اليوم احتلال عقولنا وفكرنا وقلوبنا ومقاعدنا ومواقعنا، وهذا هو العمل نفسه والنهج والتفكير»، محذراً من ان «لا يحاولن أحد وضع الأمر في أقل من ذلك».
الجميل: للاعتراف بفشل الصيغة الدستورية
وبمناسبة انتخاب القيادة الحزبية الجديدة، أقام حزب «الكتائب» أمام بيت الكتائب المركزي في الصيفي احتفالاً حضره حشد من الوفود المهنئة من الحزبيين والمناصرين… وكانت كلمة لرئيس الحزب النائب سامي الجميل، توجه فيها الى السياسيين قائلاً: «أنتم تضيعون وقتنا بمشاكل وهمية، فكل يوم تخترعون بدعة جديدة ونسمع مشاكل لا نفهمها…» لافتاً الى ان الحكومة معطلة لأن لا رئيس للجمهورية والبرلمان مقفل لأن لا لوجود لرئيس للجمهورية، لافتاً الى أنه «لا يمكننا اقرار سلسلة الرتب والرواتب لأن لا رئيس للجمهورية».
وقال: «ليس مقبولاً ان نترك البلد وان نعطل الرئاسة بسبب انانيات شخصية… ولأن المصلحة الشخصية والحزبية قبل مصلحة لبنان واللبنانيين، كفى اختراع حجج ومبادرات وهمية، ان لم نستطع الاتفاق على اسم رئيس فليكن لدينا الحياء لنعود الى البرلمان وننتخب رئيساً…».
واعتبر الجميل ان الوقت حان للاعتراف بفشل الصيغة الدستورية الحالية سائلاً: «ماذا ننتظر للتفكير بشيء آخر؟! ووصف الدولة المركزية التي نعيش في ظلها بالفاشلة…».
مواقف تشدد على التماسك الحكومي
إلى ذلك، وبعيداً عن مواقف الجنرال عون، فقد اجمعت المواقف السياسية اللبنانية على أهمية تماسك الحكومة في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها المنطقة، ولم يعد لبنان بعيداً عن تداعياتها…
وفي هذا، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس رغبة الرئيس سلام في عدم خروج أي مكون من القوى السياسية من الحكومة، لافتاً الى «ان الحكومة تعمل على تسيير دفة البلد في ظل ايقاف عملها…».
وعن تهديدات عون باحتمال تفجير الوضع الحكومي، قال درباس، «كل انفجار سياسي له وسائل مواجهة، ومصير الجمهورية مطروح على بساط البحث ولم يعلن أحد من حلفاء التيار «الحر» أنه سيجاريه في قراره التصعيدي…».
وعن التهديد بالنزول الى الشارع قال: «غير مقبول… وكل القوى لديها شارعها…» لافتاً الى «ان العودة الى الشارع غير مجدية…».
من جانبه رأي وزير الاعلام رمزي جريج «ان مسارعة الرئيس سلام الى دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد الخميس المقبل طبيعية…» معتبراً ان «لا شغور في قيادة الجيش بل في منصب رئاسة الجمهورية لأن التعيين سابق لاوانه». مشيراً الى أنه «مع تعيين قائد جديد في موعد حصول هذا الاستحقاق…».
بدوره وصف عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري جلسة مجلس الوزراء الأخيرة بأنها «كسر لمسمار التعطيل الذي حاول بعضهم اعتماده في ظل هذا الظرف الدقيق، وقال ان تلويح عون بالنزول الى الشارع «سابقة خطيرة ابتدعها عام 1988 ويكررها اليوم، تتمثل بمنطق «أنا او لا أحد» وهي لن تؤدي الى أي مكان حتى في ظل هذا التهديد تارة بالفيدرالية وتارة بمؤتمر تأسيسي، فهذا لم يعد مفيداً وهو كلام تجاوزه الزمن…».
وتوقف رئيس «المجلس الوطني لمستقلي 14 آذار» سمير فرنجية عند الكلام الذي قاله الجنرال عون بأن علينا ان نتحد لمواجهة التحولات فنختار منها ما نريده قبل ان يفرض علينا ما يريده الآخرون، وقال «إنه كلام مهم فليرجع الى هذا الكلام وعندها من المؤكد اننا يجب ان نتحاور معه فنتفق بيننا على مواجهة التحولات…».
«حزب الله» ليس منزعجاً من تصعيد عون
على صعيد آخر، فقد نقلت مصادر سياسية عن مصادر قيادية في «حزب الله» ان «لا نية لدى الحزب لبذل جهد مع الجنرال عون كي يبدل من أولوياته او تحركه في الشارع، وان ممثلي الحزب في الحوار مع تيار «المستقبل» أبلغوا ممثلي الأخير في جلسة الحوار الأخيرة «ان عليهم السعي لايجاد مخرج لمطلب عون في شأن قيادة الجيش، مرددين تضامن الحزب معه مع الحرص على استقرار الحكومة في الوقت عينه…».
وتقول المصادر «ان «حزب الله» ليس منزعجاً من تصعيد عون اذا كان منضبطاً تحت سقف بقاء الحكومة، وأنه غير متضرر منه لأسباب عدة، بينها أنه ضمنيا مع بقاء قائد الجيش العماد جان قهوجي في منصبه، وان تحرك عون لن يؤدي الى تغييره…».
وفي المقابل فقد سجلت المصادر انزعاج الرئيس نبيه بري من بلوغ تصعيد عون مرحلة الحديث عن «فيدرالية» في سياق اعتراضه على «هدر حقوق المسيحيين…
أمن المخيمات
في سياق مختلف فقد حضر أمن المخيمات الفلسطينية في لقاء مجدليون بين النائب بهية الحريري، وسفير فلسطين في لبنان اشرف دبور وأمين سر قيادة لبنان في حركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير فتحي ابو العردات…». وكان بحث في الأوضاع الفلسطينية، تركز على وضع مخيمات لبنان، لاسيما عين الحلوة والرشيدية في أعقاب الأحداث الأمنية الأخيرة…
واثر اللقاء قال ابو العردات «ان الأمن والاستقرار في مخيم عين الحلوة يعنيانا جميعاً… ونأمل ألا تتكرر الأحداث المؤسفة التي جرت أخيراً…».
توقيف 4 ضباط سوريين من «الجيش الحر»
أمنيا، وإذ بقيت التطورات الأمنية والعسكرية على المقلب السوري من الحدود اللبنانية الشرقية، موضع متابعة وملاحقة، بعد المعلومات التي نقلتها قناة «المنار» عن ان قوات الجيش السوري و«حزب الله» تقدمت داخل مدينة الزبداني وسيطرت على عدة كتل بحي السلطاني جنوب المدينة، ووصلت الى مثلث حي جامع الهدى، فقد استهدفت وحدات الجيش اللبناني محاولات تسلل وتحركات مشبوهة للمسلحين في وادي رافق – جرود القاع وصولاً الى جرود راس بعلبك وعرسال بالمدفعية الثقيلة، بعد رصد محاولات تسلل في اتجاه مواقعها، مستخدمة القنابل المضيئة لكشف التحركات في الجرود…
وأوقفت دورية تابعة لمديرية المخابرات في الجيش على طريق عام اللبوة – عرسال 4 سوريين، للاشتباه في علاقتهم بتنظيمات مسلحة… وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» ان «ثلاثة من الموقوفين ضباط برتبة عقيد والرابع برتبة رائد وينتمون الى الجيش السوري الحر…».