Site icon IMLebanon

استخفاف بتحركات عون الشارعية

كتب عبد الامير بيضون:

مع اقتراب موعد جلسة مجلس الوزراء العادية التي دعا اليها الرئيس تمام سلام، بعد غد الخميس، تتركز الانظار على ما يمكن ان تشهده السراي الحكومي من جهة، وما يمكن ان يشهده الشارع اللبناني من جهة أخرى، مع استمرار «التيار الوطني الحر» في تهيئة نفسه للزج بالشارع في معركة سياسية ملتبسة، دعا اليها «زعيم التيار» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، كاداة ضاغطة على الحكومة لفرض بند التعيينات العسكرية والأمنية على جدول أعمال مجلس الوزراء كمدخل لتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش…

وفي وقت أكدت مصادر «التيار الحر»، جدية التحرك على الارض والعمل على توفير كامل مقومات نجاحه، فقد اعتبرت مصادر في قوى 14 آذار، ان هذا التحرك لن يأتي بنتيجة ولن يساهم في تحقيق أي هدف من أهداف الجنرال عون، خصوصاً وان حليف عون الاساسي («حزب الله») لم يعلن دعمه لهذه الخطوة، في وقت لم يتأخر الرئيس نبيه بري عن اعلان عدم رضاه على هذا النوع من التصعيد…».

شبطيني لغة التهويل لا تنفع

وقد اعتبرت وزيرة المهجرين أليس شبطيني ان «لغة التهويل والتهديد المتبعة من قبل البعض لا تنفع ولا تطعم خبزاً ولا تعود بالخير على أحد…» وتوجهت شبطيني الى «الذين يهددون بانزال الناس الى الشارع وإرهاقهم وارهاق الساحة اللبنانية بمطالب ليست ملحة…» وسألت «لماذا لا ننزل جميعاً الى المجلس النيابي وننتخب رئيساً للجمهورية، الذي هو الأمل الوحيد والحل لجميع المطالب والاستحقاقات، وبالتحديد ما يتعلق بحقوق المسيحيين وعلى رأسها التعيينات الأمنية والادارية والديبلوماسية والقضائية». لتخلص الى توجيه «نداء للجميع ان تتركوا الحكومة تعمل في هذا الظرف العصيب الذي يمر به لبنان…».

«المستقبل»: الجميع لديهم شارع

من جهته رأى عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت ان «من حق العماد عون التظاهر في الشارع، لكن ليس من حقه ان يطاول حرية الآخرين» موضحاً ان «في وقت الضرورة، الجميع لديهم شارع… وما حدا يفكر أنو وحدو بيصعّد»… لكن ليس بهذه الطريقة تعالج شؤون البلد…» مشدداً على ان «البلد لا يحكم بالكباش بل بالتفاهم…» مجدداً دعوته الى «الاتفاق على رئيس جمهورية يمثل الجميع… فمثلما اختارت الطائفة الشيعية الكريمة الرئيس نبيه بري لرئاسة مجلس النواب لأن لديه القدرة على التواصل مع الجميع بدلاً من النائب محمد رعد، ومثلما اختار «تيار المستقبل» حليفه الرئيس تمام سلام لرئاسة الحكومة لأنه صبور ويتمتع بالليونة للتواصل مع كل الاطراف… كذا يجب ان تكون عليه صفات رئيس الجمهورية في هذه الظروف…».

أما عضو الكتلة النائب محمد الحجار فرأى ان «تصعيد عون خطير جداً… وهو من خلق الازمة الحالية نتيجة اصراره على انتخابه رئيساً للجمهورية… ونبه من… اثارة بلبلة نتيجة الدعوة للنزول الى الشارع…».

وعن دعوة رئيس الكتائب النائب سامي الجميل الى البحث عن صيغة جديدة أكد الحجار ان ما «طرحه الجميل ليس مؤتمراً تأسيسياً بل تطوير للصيغة والاصلاح في النظام – وفق استكمال تطبيق الطائف… ولا خير في ذلك…».

ترو: هستيريا

من جانبه وصف عضو «اللقاء الديموقراطي» النائب علاء ترو ما يجري على الساحة ب«الهستيريا». وقال: «الهستيريا اليوم ان ليس هناك رئيس جمهورية…. 14 آذار يريدون سمير جعجع و8 آذار يريدون ميشال عون، فلا هذا الفريق ولا ذاك يستطيعان الاتيان بجعجع ولا بعون… والوقت يتأخر ومسيحيو الشرق يغادرون بمؤامرة من الغرب…» داعياً «المسيحيين ليتفقوا مع المسلمين في هذا البلد علىرئيس جمهورية توافقي يكون لكل اللبنانيين، فهكذا يكون الرئيس القوي، وليس الفئوي هو الرئيس القوي…» سائلاً: «لماذا نحرق المراحل، فحتى تنتهي مهلة التمديد لقائد الجيش العماد قهوجي في 5 أيلول، عندها نتكلم بهذا الموضوع، لكن نعطل الحكومة والمجلس النيابي ورئاسة الجمهورية معطّلة، وندعو للنزول الى الشارع والاحتجاج ان حقوق المسيحيين مسلوبة والداعشية السياسية هي التي تقف فهذا كلام فارغ… أكان من هذا الوزير او ذاك المسؤول…

الكتائب: خطأ كبير دعوة انتحارية

وفي السياق، وإذ أعلن «أن حزب الكتائب اليوم في مرحلة جديدة» فقد رأى عضو كتلة «الكتائب» النائب ايلي ماروني، ان دعوة عون أنصاره الى النزول الى الشارع… خطأ كبير ودعوة انتحارية ومغامرة مجهولة لأن في لبنان شوارع متعددة، وأي شارع في المقابل قد يسبب بما لا تحمد عقباه، خصوصاً ان الوضع الأمني اللبناني دقيق جداً، مع ما تتعرض له الحدود، وما يحصل داخلياً…».

وعن اقتراحات رئيس الحزب سامي الجميل، أكد ماروني أهمية الاقتراحات «لأننا نعيش في نظام أثبت عجزه في الحفاظ على الدولة اللبنانية وعن مواكبة ما يحدث على الساحة، فإذا ذهبنا الى اللامركزية الادارية الموسعة والى الدولة الاتحادية كنماذج نجد ان علينا كلبنانيين ان نبحث في تطوير نظامنا…».

… «حزب الله» في الصيفي

وأمس، واصلت قيادة الكتائب استقبال المهنئين وكان لافتاً حضور وفد من كتلة «الوفاء للمقاومة» يتقدمه النائب علي فياض الذي أكد على «أهمية التواصل بين كل المكونات اللبنانية…». وقال: «تمنيا للنائب الشاب ان يوفق في مهمته وهي جسيمة في ان يتبوأ سدة رئاسة حزب عريق في هذه المرحلة الصعبة…».

جعجع: رفض الدورة الاستثنائية

على صعيد آخر، وفي وقت تتركز الأنظار أيضاً على مسألة دعوة مجلس النواب الى جلسة استثنائية لتشريع الضرورة، أطلق رئيس «القوات اللبنانية« سمير جعجع جملة مواقف ركزت على رفض مرسوم فتح الدورة الاستثنائية بالصيغة المطروحة، وكما ورد في مشروع القانون المطروح في مجلس الوزراء توقيعه، أي «الموازنة ومواضيع أخرى» لأن الموازنة لم تجهز بعد ولم تناقش ولم تقر في مجلس الوزراء ولم تنجز بعد، حتى ان قطع الحساب لم ينتهِ والمواضيع الأخرى مبهمة وقد تذهب في اتجاهات عدة، في حين ان فتح الدورة لا يجب ان يخصص إلا ل«تشريع الضرورة» وهو في مفهومنا قانون الانتخاب وقانون استعادة الجنسية للمتحدرين من أصل لبناني…» ليخلص لافتاً الى ان «مرسوم فتح الدورة الاستثنائية بالصيغة المطروحة غير جدي والقوات اللبنانية ضد إقراره كما هو وارد…».

لقاءات الحريري… وجلسة الحوار الـ15

على صعيد آخر، وفي اطار اللقاءات الدورية التي يعقدها اقطاب «تيار المستقبل» مع الرئيس سعد الحريري في المملكة العربية السعودية، فقد نقلت «المركزية» عن «مصادر نيابية في التيار…»، ان اللقاء الذي عقد أول من أمس في جدة «تقليدي»، يعقد في شهر رمضان من كل عام، واستكمل بافطار في دارة الحريري ناقش خلاله المجتمعون كل ملفات الساعة، خصوصاً لجهة تعزيز التواصل… إضافة الى الملفات السياسية المطروحة على الساحة». وأكدت أنه «تمّ وضع خطة عمل لمواجهة الاستحقاقات المقبلة…».

وفي السياق عينه فإن الافطار المركزي السنوي، سيقام يوم الاحد المقبل في 12 الجاري في مجمع البيال و7 مناطق لبنانية أخرى، على ان يلقي خلاله، كما العادة، الرئيس سعد الحريري كلمة عبر الشاشة يتناول فيها مختلف الملفات المطروحة على بساط البحث السياسي…

وليس بعيداً يواصل «تيار المستقبل» و«حزب الله» جلسات الحوار تثبيتاً للاستقرار على الساحة الداخلية… وأشارت المعلومات الى ان «الجولة الخامسة عشرة للحوار ستعقد في 3 الجاري لاستكمال البحث في المواضيع المدرجة على جدول الأعمال…».

توقيف عسكريي رومية

إلى ذلك، وبالعودة الى ما جرى في سجن رومية قبل اسبوعين على تسريب أشرطة تعذيب سجناء رومية واقتضى اجراءات وتحقيقات، فقد أصدر أمس، قاضي التحقيق العسكري الأول رياض ابو غيدا، قراره الاتهامي في قضية تعذيب المساجين الذين ظهروا في الفيديو، وظن بالعسكريين الموقوفين، سنداً الى مواد تصل عقوبتها حتى ثلاث سنوات…» وأصدر مذكرة القاء قبض في حقهم واحالهم أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة…».