IMLebanon

الخارجية الفرنسية لـ”الشرق”:قلقون من التعطيل في لبنان  

باريس – تيريز القسيس صعب

كشف الناطق باسم الخارجية الفرنسية رومان نادال ان مجلس الامن الدولي قد يجتمع غدا الثلاثاء للموافقة على الاتفاق الذي وقع بين ايران والدول الكبرى.

واعتبر ان هذا الاتفاق يشكل اهمية ليس فقط على لبنان بل على المنطقة باسرها، مؤكدا اهمية منع التكاثر النووي في المنطقة، مجددا موقف فرنسا الداعي الى ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن.

واذ ابدى نادال في حديث خص به «الشرق»في العاصمة االفرنسية قلقه من عدم انتظام عمل المؤسسات، اكد في المقابل ان الهبة السعودية للجيش اللبناني ستستمر، متوقعا استمرارها خلال هذا الصيف.

واكد نادال التزام وتمسك لبنان في المحافظة على التعددية والتنوع في الشرق الاوسط، وقال نحن قلقون من مصير المدنيين الذين يشار اليهم باسم العرق او الدين او المعتقد مثل المسيحيين في الشرق.

واعتبر ان القضية الرئاسية لها رمزية واثر يتخطيان لبنان، ومن المهم جدا ان ينتهي هذا الفراغ.

* كيف تقيم فرنسا الاتفاق الدولي الذي وقع بين ايران والدول الكبرى؟

– لقد عبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بوضوح عن هذا الامر، وقال: «هذا الاتفاق مهم جدا بالنسبة الينا لانه وقع في 14 تموز. بالتاكيد العالم يتقدم، كانت هناك مفاوضات لـ12سنة، وتوصلنا اخيرا الى نتائج. وكانت فرنسا حازمة جدا في هذه المفاوضات، وأدى وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس مهمة بدقة متناهية وحزم. اضاف ما كان يقلقني، تجنب الانتشار النووي. ماذا يعني ذلك الانتشار النووي؟هذا يعني ان ايران يمكن ان تحصل على أسلحة نووية. فاذا انضمت إيران على أسلحة نووية، فان المملكة العربية السعودية وإسرائيل ودول أخرى من شأنه أيضا الوصول إلى الأسلحة النووية. هذا الامرسيكون خطرا على الكوكب بأسره. لذلك كان ضروريا منع ايران الحصول على أسلحة نووية. وقد وافقت ايران الحد من اجهزة الطرد المركزي.

الفائدة كان من الضروري بالنسبة الينا التحقق من النوايا، وهذا امر بسيط جدا، لكن يقولون لنا « لا يمكنكم الذهاب للتحقق على أرض بلدي «. سيكون هناك تاكيدات في هذا الشان.

اما الهدف الثالث فكان لقائي مع وزير الخارجية لوران فابيوس، يتمحور حول كيفية رفع العقبات عن ايران، وكيفية اعادتها في حال اخلت بالاتفاق. .

وقال نادال، كما اعلن وزير الخارجية سنحكم على ايران بحسب تصرفاتها من خلال الصراعات التي تلتزم بها، ونحن ننتظر تصرفات ايجابية منها ومن السلطات الايرانية اذا كانت فعلاً  تريد الانضمام الى المجموعة الدولية.

* بعد التوقيع على هذا الاتفاق هل تعتقدون ان المجتمع الدولي سيوافق عليه تحت ضغط الرفض الاسرائيلي له؟

– نحن نعمل بتشاور واسع النطاق مع كافة شركائنا لضمان الموافقة السريعة من قبل مجلس الامن على هذا الاتفاق والمرجح ان ينعقد غدا التلثاء، ويضع الاتفاق حيز التنفيذ.

* ما هي اهمية هذا الاتفاق بالنسبة الى لبنان، وهل يمكننا ان ننتظر انفراجا على الساحة الرئاسية اللبنانية؟

– هذا الاتفاق له اهمية كبرى ليس فقط على لبنان بل على المنطقة باسرها. من الضروري جدا منع اي تكاثر نووي في الشرق الاوسط.

اما بالنسبة الى سوريا والوضع هناك فان الحل الوحيد لوضع حد للأزمة يكون عبر الحل السياسي. علينا العمل على انتقال منظم للسلطة عبر ابعاد الاسد وجماعته، وانخراط اعضاء من النظام والمعارضة ضمن المحافظة على المؤسسات في الدولة السورية.

 نحن نستمر في تشاورنا الوثيق مع اقرب شركائنا، ولكن علينا ايضا ان نواصل اشراك مؤيدي النظام واقناعهم بان استمرار الصراع يفيد الرديكالية فقط.

اما بالنسبة الى لبنان فقد جدد نادال تاكيده ان فرنسا ملتزمة باستقلال، وسيادة ووحدة البلاد من خلال تعزيز المؤسسات الدستورية. في حين ان البلاد تواجه تحديات متعددة على المستوى الداخلي، وبما ان الوضع هو اكثر الحاحا، فعلى اعضاء البرلمان اللبناني ان ينتخبوا رئيسا جديدا في اقرب وقت ممكن، بعد شغور اكثر من سنة على راس الدولة وان تعمل المؤسسات لخدمة الشعب.

* لم تتوان فرنسا في تقديم الدعم اللازم للبنان على المستويات كافة. وقد ترددت شائعات في بيروت عن توقف فرنسا عن ارسال المساعدات العسكرية للجيش اللبناني ضمن الهبة السعودية؟

* هل يمكننا ان نعرف حقيقة الامر؟

– ان الهبة التي تتحدثون عنها تنطوي على ثلاثة شركاء، لبنان فرنسا والمملكة العربية السعودية، وهي تهدف الى تعزيز القدرات العسكرية للبنان. وكما اكد سفيرنا في لبنان في مناسبة العيد الوطني الفرنسي استمرار العمل والتخطيط لهذه المساعدات، وان التسليم المقبل للمعدات العسكرية ينبغي ان يتم خلال هذا الصيف.

* هل ننتظر تحركا جديدا او مبادرات فرنسية خلال الايام والاسابيع المقبلة لتحريك الموضوع الرئاسي بالتوافق مع الفاتيكان؟

ان فرنسا قلقة جدا من عدم انتظام عمل المؤسسات التي تؤثر على لبنان، بدءا من الفراغ الرئاسي الذي ثبت منذ نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان. ندعو اللاعبين السياسيين اللبنانيين الى تحمل مسؤلياتهم وانتخاب رئيس للجمهورية. وتجدد فرنسا التزامها بوحدة وسيادة لبنان، وهي لا تتدخل في السياسة الداخلية للبنان، وفي المقابل مستعدة لتسهيل الاتفاق بين اللبنانيين، خصوصا وان لديها اتصالات مع جميع اللاعبين السياسيين.

وتذكر فرنسا بما صدر عن اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين في 22 ايار الماضي، كما التصريح الصادر من رئاسة مجلس الامن في 19 آذار الماضي، والذي يدعوالى الحاجة الملحة للخروج من المازق المؤسساتي الحالي في لبنان.

* هل فرنسا متخوفة او خائفة من مصير المسيحيين في الشرق الاوسط وخصوصا في لبنان؟

– نحن ملتزمون ومتمسكون في الحفاظ على التعددية والتنوع العائد لآلاف السنين في الشرق الا وسط. نحن اليوم نشعر بقلق خاص من مصير المدنيين ضحايا داعش خصوصا الا شخاص الذين يشار اليهم باسم العرق، او الدين او المعتقد مثل المسيحيين في الشرق.

ونظرا لخطورة والحاح الوضع، قامت فرنسا في تحديد اجراءات لمواجهة العنف والسماح بعودة المسيحيين والمجتمعات المضطهدة الاخرى الذين فروا من الاضطهاد.

وقد تراس وزبر الخارجية الفرنسية نهاية آذار الماضي مناقشة مفتوحة في مجلس الامن لـ»ضحايا العنف العرقي والديني في الشرق الاوسط». وكانت هذه اولى الخطوات وسيتبع ذلك في مؤتمر يعقد في ايلول المقبل، والذي سيتم عرض ميثاق العمل وسيشمل اربعة عناصر:

1-الجانب الانساني للتعامل مع حالات الطوارئ، ولتعزيز الظروف الملائمة لعودة مستدامة للسكان النازحين.

2-الجانب العسكري والذي يندرج ضمن استراتيجية التحالف الدولية والقوات المحلية في الانخراط في هذا البعد.

3-ثمة عنصر سياسي ايضا، لانه سيكون هناك اعادة التجذير المستدامة للشعوب بدون دولة شاملة مستدامة، وهذا يعني ضمان حقوق جميع المواطنيين.

4-الجانب القانوني بحيث ستشكل لجنة قضائية لمحاكمة مرتكبي الجرائم، وبعضها تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية.

اما بالنسبة الى لبنان، فان الشعوب المسيحية من مختلف الاديان تحتل مكانة خاصة في هذا البلد المتعدد والمتميز في غياب الاغلبية. فهو البلد الوحيد في منطقة الشرق الاوسط حيث رئيس الدولة مسيحي هو رئيس لجميع اللبنانيين. فالقضية الرئاسية لها رمزية واثر يتخطى لبنان، ومن المهم جدا ان ينتهي هذا الفراغ.