بدأ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق زيارته الرسمية التي تستمر يومين الى العاصمة الفرنسية باريس يرافقه وفد أمني واداري رفيع المستوى، وقد حفل اليوم الاول من الزيارة بلقاءات امنية وسياسية استهلها بلقاء مع نظيره الفرنسي برنار كازنوف في حضور المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي العميد عماد عثمان وامين سر مجلس الامن المركزي العميد الياس الخوري والمقدم خالد حمود.
وحضر عن الجانب الفرنسي مدير عام الشرطة الفرنسية جان مارك فالكون بالاضافة الى مدير عام جهاز الامن الداخلي باتريك كالفار ومدير التعاون الدولي اميل بيريز في وزارة الداخلية الفرنسية.
تخلل اللقاء جولة أفق عن اوضاع لبنان والمنطقة، والتحديات الأمنية والسياسية التي يواجهها لبنان والمنطقة. واستمع وزير الداخلية الفرنسي الى عرض مفصل وشامل عن الأزمة السورية والتحديات التي يواجهها العراق ودول المنطقة.
واتفق الطرفان على إنهاء المأساة السورية على ان تؤخذ بالحسبان تطلعات وتمنيات الشعب السوري بالعيش بكرامة وحرية. أما في الموضوع الداخلي اللبناني، أكد الوزير المشنوق على «ان انتظام المؤسسات الدستورية في لبنان لا يكتمل إلا من خلال إنتخاب رئيس جديد للجمهورية. فالأولوية اليوم في لبنان هي في الإسراع بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية».
وكان هذا اللقاء فرصة في الأمور المشتركة وخصوصاً خطر المجموعات الإرهابية وطرق مواجهتها. وأكد المشنوق «ان الاٍرهاب وحد العالم اليوم كما وحده الانترنت سابقاً».
ثم عرض الوزير المشنوق للجانب الفرنسي استراتيجيته لمكافحة الاٍرهاب التي ترتكز على أولويات ثلاث:
اولا: تأمين الاستقرار السياسي من خلال حماية وتعزيز الحكومة الحالية وتشجيع الحوارات بين القوى السياسية مثل الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل.
واشار المشنوق في هذا الإطار الى ان حزب الله هو خصم سياسي وشريك في الوطن».
ثانياً: تعزيز قدرات وتقنيات الأجهزة الأمنية التابعة لوزارة الداخلية،
ثالثا: تظهير خطاب ديني وشجاعة فقهية لرجال الدين لمواجهة الخطاب التكفيري. وقد اتفق الطرفان على أهمية تعزيز التعاون الدولي لمواجهة الاٍرهاب ومواجهة اخطار المجموعات التكفيرية.
بدوره حيا الوزير الفرنسي إنجازات وجهود الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية التي استطاعت القيام بعمليات نوعية واستباقية، اثبتت عن حرفية ومناقبية عالية في التعامل مع الاخطار المحدقة بلبنان. وفي نهاية الاجتماع وعد الجانب الفرنسي العمل على زيادة المساعدات التقنية والفنية للامن العام ولقوى الامن الداخلي.
وبعد انتهاء الاجتماع، انتقل المشنوق والوفد المرافق الى السفارة اللبنانية في باريس حيث أقام القائم بالاعمال اللبناني غادي خوري مأدبة غداء على شرف الوزير المشنوق في حضور عدد من النواب الفرنسيين من أصل لبناني وعربي بالاضافة الى بعض السفراء العرب المعتمدين في فرنسا ومجموعة من رجال الاعمال اللبنانيين المقيمين في باريس.
ورحب خوري بالوزير المشنوق وذكر بإنجازاته وانجازات الأجهزة الأمنية اللبنانية التابعة لوزارة الداخلية. وأعتبر أن التاريخ في لبنان سيأتي على ذكر ثلاثة شخصيات سياسية تبوأت وزارة الداخلية: الشهيد كمال جنبلاط والعميد ريمون إده والوزير المشنوق».
بدوره شكر المشنوق القائم بالاعمال اللبناني على حسن الضيافة وعرض سريعاً أهداف الزيارة وأكد على أهمية تعزيز التعاون بين فرنسا ولبنان.
وبعد الغداء التقى المشنوق سفير فرنسا الجديد ايمانيول بون في مكتب القائم بالاعمال وتناولا المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وقد شكر المشنوق السفير الفرنسي على الجهود التي تبذلها الديبلوماسية الفرنسية للاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية». وأكد «أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية نظرا لاهمية هذا الموقع ورمزيته في لبنان والمنطقة العربية.
وأنهى المشنوق اليوم الاول من زيارته الى فرنسا بلقاء في مقر إقامته مع مدير جهاز الامن الخارجي برنار باجولي بحضور اللواء عباس إبراهيم والعميد عماد عثمان حيت عرض المجتمعين المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وتخلل هذا اللقاء خلوة بين الوزير المشنوق والسيد باجولي.