IMLebanon

جنبلاط لارجاء جلسة الحكومة تلافيا للانفجار

كتب عبد الامير بيضون:

دخل لبنان يومه الثلاثين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية… ودخلت أزمة النفايات أسبوعها الثاني على التوالي، تتجاذبها «أطروحات» من هنا و«تنظيرات» من هناك… أما على أرض الواقع، فالكارثة قائمة، ولا يملك المعنيون سوى توجيه النصائح بعدم حرق النفايات والتحذير من العودة الى خيار ردم البحر، مع تحقيق خطوة ايجابية تمثلت بحل مشكلة اقفال اوتوستراد الجية الذي يربط بيروت والجنوب، بعدما نجحت الاتصالات التي قام بها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق مع المعنيين، على هذا الصعيد…

دعوة لارجاء جلسة الحكومة

أما على المستوى الحكومي، فالأنظار تتجه الى جلسة مجلس الوزراء اليوم الثلاثاء حيث لم يطرأ أي جديد يذكر يختلف عن الجلسة السابقة، سوى دعوة وزير الصحة وائل ابو فاعور بمبادرة من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط الى ارجاء الجلسة الى وقت لاحق، بانتظار جديد ما يخرج الحكومة من الدوران في حلقة مفرغة ويجنبها خطر التعطيل والانفجار من الداخل حول أيهما أولاً مصالح الناس وقضاياهم الداهمة، أم «الآلية» التي يتمسك بها وزراء «التغيير والاصلاح» مدعومين من «حزب الله» والتي يراها وزراء «المستقبل» وحلفاؤهم أنها «تمس بالصلاحيات الدستورية وموقع رئاسة الحكومة…».

وفي هذا، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، «ان تأجيل الجلسة مرهون بقرار رئيس الحكومة إلا أننا لم نبلغ به حتى الساعة…».

إشادة بريطانية بسلام

وفي السياق فقد توالت الاتصالات الدولية مع الرئيس تمام سلام وتمثلت أمس، بلقاء مطول في السراي الحكومي بين رئيس الحكومة ووزير الدولة للتنمية الدولية البريطاني ديسموند سوين، في حضور السفير البريطاني طوم فليتشر الذي قال ان «اللقاء كان مناسبة لمناقشة التطورات في المنطقة وتداعياتها على لبنان… مشدداً كالعادة على التضامن مع الرئيس سلام في ادارته لهذه الظروف الصعبة، وهو قائد يعرف كيف يدير الأمور بشكل جيد وشجاع ووطنية». لافتاً الى أنه «من المهم جداً، في الوقت الراهن، ان تتعاون كل القوى مع بعضها لتعزيز المصلحة الوطنية، كما يحاول الرئيس سلام ان يفعل…».

«المستقبل»: من يعطل عليه ان يستقيل

من جهته، كشف عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري عن «زيارة طويلة – أول من أمس – الى رئيس الحكومة في حضور فاعليات وشخصيات من بيروت وحشد من الداعمين لمواقفه والتي تتمثل بالتمسك بالصلاحيات الدستورية وموقع رئاسة الحكومة» مشيراً الى ان الرئيس سلام «لا يتهرب من مسؤولياته وهو في الوقت نفسه يريد ان ينطلق عمل مجس الوزراء بعيداً عن هذا التعطيل الذي كما يلاحظ أنه يجابهه».

وإذ رأى الحوري، ان «الاستقالة حق طبيعي ودستوري لرئيس الحكومة» قال: «أنا شخصياً تمنيت عليه عدم الاستقالة، لكن ما من أحد يستطيع ان يلزم رئيس الحكومة بموقف معين… وهو يقوم بما يراه مناسباً». لافتاً الى ان «من عليه ان يستقيل هو من يعطل وليس من يحاول تسيير أمور البلد…» ليخلص الى القول: «ان الرئيس سلام يملك القرار وهو سيتخذ القرار الصحيح». 

دعوات وزارية لتعزيز الحوار

بدوره لفت وزير الثقافة روني عريجي – بعدما اعتبر «ان اداء الحكومة لم يكن بالمستوى المطلوب…» – «الى ان المبادرات لم تثمر كثيراً حتى الساعة». آملاً ان يجري (اليوم) تحريك الأمور ايجاباً وايجاد صيغة تسمح للحكومة بالعمل مجدداً…».

أما وزيرة المهجرين اليس شبطيني فاعتبرت في بيان أنه «في ظل احتدام الأمور، وبعدما وصلت الى ما وصلت اليه، لا كلام يعلو فوق ما يجب ان يتقرر من اسراع فوري لحل مشكلة النفايات، التي أدخلت البلاد في وضع مخجل…» واقترحت «وضع كافة القضايا والخلافات السياسية وغير السياسية جانباً ولننكب جميعاً على معالجة هذا الملف الذي لا يضاهيه أهمية أي ملف آخر…» كما »وشددت على ضرورة تعزيز الحوار بين جميع الأطراف والمكونات السياسية وعدم الرضوخ لمنطق المناكفات والابتزاز السياسي، والتي تزيد الضرر أضراراً مضاعفة في ظل الشغور الرئاسي…» آملة «ان يكون المرتجى محطة ومدخلاً للوصول الى الهدف المنشود ومساعدة الحكومة ورئيسها تخطي هذه المرحلة بأمان وعدم التعطيل…». 

أمل: الاداء السياسي لأمس الخطر

وفي الاطار عينه، فقد كانت لحركة «أمل» مواقف لافتة، وإذ أكد عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي، أنه «على الدولة ان لا تترك المواطن رهينة لنفايات تسيطر على شوارع بيروت…» فقد لفت الى ان «كثيرين يسعون لتعطيل عمل الحكومة وعمل المجلس النيابي الذي لا يشرع لأنه ممنوع من التشريع اذا لم ننتخب رئيسا…» متسائلاً: «ما هذه السياسة، وما هذا العمل السياسي الذي يؤدي الى خلل كبير على مستوى تركيبة الدولة…» محذراً من «ان نصل الى مكان لا نستطيع حماية الحكومة لكي تقوم بعملها فهذه مشكلة كبيرة…» ليخلص الى القول: «اذا كانت أبسط المشكلات، هي مشكلة النفايات لا تستطيعون حلها بسبب الفساد المستشري لمصلحة جيوب البعض… فإن الاداء السياسي في لبنان لامس الخطر…». 

«القوات» محكومون باستمرار الحكومة

بدوره أكد عضو كتلة «القوات» النائب انطوان زهرا، ان «الازمات المتفاقمة في البلد نتيجة للفراغ الرئاسي» لافتاً الى «ان الحل الموقت يكمن في انعقاد اجتماعات وزارية منتجة…» وأشار الى ان «اهمال ملف النفايات دفع به الى الانفجار…» مستغرباً لجوء البعض الى الشارع وقطع الطرقات في هذا الفصل الذي نعول عليه اقتصادياً». لافتاً الى ان «الجميع محكوم باستمرار الحكومة ولو بالحد الأدنى من تصريف الأعمال وبالتالي على مكوناتها التفاهم لادارة شؤون الناس». 

«المقاومة»: نظام اقليمي جديد

في سياق مختلف، وجرياً على ما درجت عليه كتلة «الوفاء للمقاومة» في الأيام الماضية، فقد اعتبر عضو الكتلة النائب علي فياض خلال احتفال تأبيني في بلدة كفركلا الجنوبية، «ان الاتفاق النووي بين ايران ومجموعة الدول الغربية وضع المنطقة على عتبة مرحلة جديدة تجعل ميزان القوى على المستويين الميداني والسياسي يميل لمصلحة معسكر الممانعة والمقاومة»، ورأى «ان المنطقة على عتبة تشكيل نظام اقليمي جديد». 

النازحون السوريون… واستقرار لبنان

إلى ذلك، فقد حضرت قضية «النازحين السوريين» في لبنان، الى الواجهة من جديد حيث عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مؤتمراً صحافيا لفت فيه الى «ان مفوضية اللاجئين مازالت تسجل النازحين السوريين، وهذا أمر مرفوض، وعلينا احترام القوانين والمبادئ السيادية».

من جهته، عقد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، مؤتمراً صحافيا في مكتبه في الوزارة بمشاركة الوزارات والادارات المعنية بمتابعة أزمة اللاجئين السوريين في حضور المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية في لبنان روس ماونتن، ولفت درباس الى «ان عدد النازحين أصبح يناهز مليون و200 الف نازح سوري، أي أننا أمام أزمة من الضروري حلها».

وشدد درباس على ان «الدولة اللبنانية ترفض التعامل بعنصرية مع اللاجئين» معلنا جهوزيتها «لتسهيل عودة السوريين او سفرهم الى بلاد أخرى…».

بدوره قال ماونتن: «ان استقرار لبنان على المحك»، وان لبنان يستضيف عدداً من اللاجئين يفوق عدد سكانه… وهذا عبء لا تقدر الدولة على تحمله بمفردها…».

فتح الطرقات… وتحذير من الطمر قرب المطار

وبالعودة الى أزمة النفايات، وإذ حلّت مشكلة اقفال اوتوستراد الجية، بعدما رفع أهالي اقليم الخروب اعتصامهم إثر تدخل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، إلا ان المشكلة الأساسية ماتزال قائمة، على رغم المشاورات المكثفة التي جرت أمس، بين المسؤولين، وكان محورها رئيس مجلس الوزراء تمام سلام.

وفي وقت أشار وزير الصحة وائل ابو فاعور، الى ان النفايات ستيمم وجهها شطر البحر، حذر رئيس الحزب «الديموقراطي اللبناني» النائب طلال ارسلان من «ان ردم البحر في خلدة – الشويفات خط أحمر…».

وبرز أمس أيضاً تحذير وزير الاشغال العامة والنقل غازي زعيتر من رمي نفايات الضاحية الجنوبية في محيط «مطار رفيق الحريري الدولي» موضحاً ان ذلك «يخلق أجواء خطيرة صحياً ويؤثر على سلامة الناس، خصوصاً سلامة الطيران». وطلب من وزير الداخلية «التعاون لحل هذه المشكلة»؟

من جانبه وزير الداخلية نهاد المشنوق أكد في بيان أنه «لن تجري أي عملية نقل للنفابات الى اقليم الخروب او انشاء مطمر في أي موقع في المنطقة عينها ما لم يتم التوافق على أي خطوة من هذا النوع مع رؤساء البلديات وممثلي المجتمع المدني».

وكان شبان غاضبون من جبال النفايات المتراكمة في مناطقهم في العاصمة بيروت، أقدموا على اقفال عدد من الشوارع، لاسيما قصقص – البربير وكورنيش المزرعة – برج أبي حيدر.