لم تفض جلسة مجلس الوزراء امس الى بوادر حلول فعلية وقرارات حاسمة، حيث فشل مرة جديدة في الإتفاق على ملف التعيينات العسكرية الذي تم ترحيله، الى جلسة الخميس المقبل في حين توصل الى حلول مرحلية لأزمة النفايات بانتظار التحضير للحلول الجذرية بين التصدير وإنشاء المحارق وذلك بحسب ما أعلنه رئيس الحكومة تمام سلام الذي أكد ان التجاذبات السياسية في هذا الملف تحول دون معالجته.
وكان المجلس انعقد في العاشرة والنصف من قبل ظهر امس برئاسة الرئيس سلام وحضور الوزراء الذين غاب منهم الوزير آلان حكيم بداعي السفر. وبعد الجلسة التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، تلا وزير الاعلام رمزي جريج المقررات الرسمية الآتية:
الدعوة لانتخاب رئيس
«إستهل رئيس الحكومة الجلسة بتجديد الدعوة الى انتخاب رئيس للجمهورية موضحاً ان الآثار السلبية للشغور الرئاسي تُلحق أضراراً بالغة على كل المستويات وفي العديد من الملفات.
وتطرق الى ملف النفايات فقال» لقد تمكنا من اتخاذ بعض الإجراءات التي خففت مؤقتاً من حدة المشكلة في بيروت والضاحية. كما ان بعض البلديات في المناطق الأخرى لجأ الى حلول لمواجهة الوضع. لكن هذه الحلول كلها ليست نهائية، وجبال النفايات تتراكم في مختلف المناطق في انتظار المعالجات». وأشار الى جهود حثيثة تُبذل على قدم وساق لمعالجة هذه المشكلة الملحة. موضحاً ان « أحد الخيارات التي تجري دراستها بعناية هو خيار تصدير النفايات الى الخارج، آملا التوصل الى قرار فيه خلال أيام قليلة».
غضب اللبنانيين
وأعرب رئيس الحكومة عن تفهمه لغضب اللبنانيين جراء مشكلة النفايات، وقال» نحن في السلطة الإجرائية نتحمل المسؤولية الأولى في هذا الموضوع، الذي يعود مع غيره من المواضيع، الى المناخ السلبي السائد في البلاد جراء الشغور في رئاسة الجمهورية والأزمة السياسية المستفحلة، ما يمنع إيجاد حلول لكثير من القضايا».
وانتقل الرئيس سلام الى الحديث عن الوضع المالي الضاغط مذكراً بما عرضه في الجلسة السابقة لجهة الطابع الملح الذي يرتديه موضوع إصدار سندات خزينة موضوع الرواتب، ووجوب عدم خسارة هبات وقروض بقيمة 743 مليون دولار أميركي باتت مهددة بسبب عدم اتخاذ المراسيم والقرارات الخاصة بها.
كتاب مقبل
وبعدما أشار الى تلقيه كتاباً في الأمس من وزير الدفاع سمير مقبل يطلب فيه اتخاذ الإجراء اللازم في شأن شغور منصب رئيس أركان الجيش، تحدث رئيس الحكومة عن موضوع مقاربة العمل داخل مجلس الوزراء آملاً في التوصل الى « مخرج عملي يُبعد المجلس عن التعطيل وينقله الى الإنتاج، بحيث يستطيع معالجة الملفات الضاغطة واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها».
بعد ذلك انتقل المجلس الى مناقشة المواضيع، التي عرضها رئيس الحكومة، فأبدى الوزراء آراءهم بصددها، خصوصا ما يتعلق بملفي النفايات المداهم والتعيينات العسكرية وسائر المواضيع الملحة.
وفي ختام هذه المناقشة أعلن رئيس الحكومة أنه في غضون يومين أو ثلاثة ستتبلور حلول مرحلية لملف النفايات وإن هذه الحلول ستُعرض على اللجنة الوزارية بحيث تنتهي معها المشكلات الآنية المتأتية من هذا الملف. ثم رفعت الجلسة.
*متى حددت الجلسة المقبلة؟
– الخميس المقبل.
* هل طرح وزير الدفاع اسماء معينة للمراكز الأمنية؟
– وزير الدفاع قال ان موضوع التعيينات في المراكز الأمنية الشاغرة او التي ستشغر يخلق بلبلة في الجيش وانه يرغب في عرض كل موضوع التعيينات في سلة واحدة . أما موضوع رئيس الأركان الذي سيشغر في السابع من هذا الشهر فقد عرض عددا من الأسماء بحسب أهلية كل منهم لهذا المركز.
* هل صحيح أن وزراء تكتل التغيير والإصلاح وحزب الله طلبوا مهلة من الوقت في مسعى لإيجاد حل سياسي شامل؟
– صحيح، ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وأحد وزيري حزب الله قالا ان هناك مساعي لبلورة حل في موضوع التعيينات العسكرية ومن الممكن ان يؤدي الى توافق حول اعتماد الحل المناسب
لائحة التعيينات
بعد الجلسة قال وزير الدفاع: طرحنا عددا من الأسماء لمراكز قيادة الجيش ورئيس الأركان والهيئة العليا للاغاثة من دون أن يتم الاتفاق على الأسماء التي طرحت.
من جهته، قال وزير الأشغال العامة والنقل غازي زعيتر: أجواء الجلسة الحكومية ممتازة.
كذلك أكد وزير العدل اللواء أشرف ريفي ان التيار الوطني الحر وحزب الله قالوا إن هناك تسوية لملف التعيينات. واعتبر وزير التربية الياس بو صعب ان ما حصل مسرحية باخراج عاطل.
واشار وزير العمل سجعان قزي الى ان عدة أسماء طرحت لكل المراكز ولم يحصل تصويت ولا اتفاق على الاسماء المطروحة وتم ارجاء الموضوع الى جلسة أخرى.
هل تصدق مؤسسة الكهرباء بتحسين التغذية إعتبارا من غد؟!
ما تزال أزمة التقنين بالتيار الكهربائي متفاقمة في المناطق اللبنانية كافة لاسيما بيروت الإدارية، ووعدت مؤسسة كهرباء لبنان بتحسين التغذية إعتباراً من يوم غد الجمعة ريثما يتم إصلاح المجموعة الأولى في معمل الزهراني.
وقد فجر الإنقطاع المستمر للتيار الكهربائي إحتجاجات ميدانية من جانب المواطنين الذين أقفلوا الطرقات لاسيما في صيدا وطريق مطار بيروت القديمة قرب مقر المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.
وتعقد لجنة الاشغال العامة والنقل والطاقة والمياه جلسة برئاسة النائب محمد قباني، عند العاشرة والنصف من قبل ظهر الثلاثاء المقبل، للبحث في ازمة الكهرباء المتفاقمة.
وتقول مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان إن المؤسسة تعمل ضمن إمكاناتها المتاحة على إصلاح الأعطال الطارئة وتفيد أن «تحسّن الوضع ينتظر إصلاح المجموعة الأولى في معمل الزهراني لوضعها على الشبكة بعد إجراء الصيانة الطارئة عليها والتي من المقرر أن تنتهي مساء اليوم، على أن تتحسّن التغذية بالتيار اعتباراً من غد الجمعة».
وأكدت المصادر أن «هناك طاقة إضافية يتم تأمينها من معمل الكهرباء في بعلبك، ومن الإنتاج المائي الذي يُستخدم بطاقته القصوى، إلى جانب استمداد طاقة إضافية من الباخرتين التركيتين المنتجتين للكهرباء، ولكن في كل الحالات هناك محدودية في الإنتاج برغم توفر أكثر من 1500 ميغاواط على الشبكة فيما الطلب يفوق الـ3000 ميغاواط».
ولفتت إلى أن «الأزمة تتجلى بحدة في العاصمة بيروت التي تتغذى من خط 220 ك.ف.، والتي لم تتمكن من الإفادة من الطاقة المعوّضة، في حين يزداد معدل الطلب بفعل ارتفاع حرارة الطقس، ما يشكّل ضغطاً على خط حرج عرمون 220 ك.ف. من دون القدرة على تغذية العاصمة من مصدر آخر بسبب عدم اكتمال وصلة المنصورية التي لو أنجزت لعالجت جزءاً كبيراً من الأزمة الراهنة، خصوصاً في بيروت الإدارية التي تتغذى من خط الـ220 ك.ف. ولكن المؤسسة مضطرة اليوم إلى رفع معدل التقنين إلى أكثر من ثلاث ساعات في بيروت الإدارية نظراً إلى الوضع القائم.
من جهة أخرى أفاد مسؤولون تقنيون في شركة كهرباء جبيل أن المنطقة ليست أفضل حال من المناطق اللبنانية الأخرى، إذ أن الطاقة المؤمّنة من كهرباء لبنان لبلاد جبيل لا تتعدى الـ 50 في المئة من حاجتها ما يسبّب انقطاعاً في التيار كل 15 دقيقة، وأوضحوا أن «منسوب استهلاك الطاقة ارتفع بنسبة 30 في المئة في غضون شهر بسبب زيادة معدل استخدام المكيّفات الهوائية، وبالتالي لم تعد الطاقة المؤمّنة من كهرباء لبنان تلبي حاجة بلاد جبيل من الإستهلاك».
وإذ كشفوا أن «المولدات في بلاد جبيل تعمل 16 ساعة في اليوم، وهذا أمر لم يعد يُحتمل»، أشاروا إلى «النمو الإقتصادي السنوي في تلك المنطقة البالغ 10 في المئة والذي يزيد من معدل الطلب على الطاقة، إضافة إلى 50 في المئة من النقص في الطاقة حيث ترفض كهرباء لبنان زيادة قدرات الطاقة لبلاد جبيل، ما يضيّق الخناق على المنطقة».
الى ذلك عمد مجهولون الى إشعال الاطارات المطاطية عند مدخل مؤسسة كهرباء لبنان في صيدا، احتجاجا منهم على إنقطاع التيار الكهربائي في المدينة وضواحيها.
وحضر الدفاع المدني على الفور للعمل على اخماد الحريق.
ويذكر أن صيدا تعاني منذ اسابيع تقنيناً قاسياً في التيار الكهربائي ارتفعت وتيرته في الايام الماضية، وقد أدى التقنين في الكهرباء الى انقطاع المياه عن المدينة وضواحيها بسبب عدم تشغيل المضخات.
وفي الجنوب اشعل أهالي بلدة ديرنطار قضاء بنت جبيل، الإطارات على طريق عام بئر السلاسل السلطانية إحتجاجا على الإنقطاع المتواصل للكهرباء، وكذلك على التقنين المجحف إلى حد الإنقطاع التام للمياه.
كما احتجوا على عدم تشغيل المولدات الكهربائية وتأمين إشتراكات لأهالي البلدة وخصوصا خلال موجة الحر التي تجتاح البلاد.
وطالب الأهالي،المسؤولين المعنيين «بالإلتفات إلى مطالب الناس وتأمين متطلباتهم المعيشية بدل التناحر السياسي والمناكفات الفارغة والمماحكات السياسية.