IMLebanon

السنيورة: ايران تخطف قضايا العرب والمسلمين

اكد رئيس كتلة المستقبل النيابية الرئيس فؤاد السنيورة ان ما تحقق بعد انجاز الاستقلال في الدول العربية لا يتلاءم مع التضحيات التي قدمتها الامة وشعوبها معتبرا ان ايران تمارس دورا يعكف على اختطاف قضايا العرب والمسلمين والتستر بذلك خدمة لما تعتبره مصالحها القومية.

شارك الرئيس السنيورة في افتتاح منتدى اصيلة الـ37 والقى محاضرة في حضور حشد من المسؤولين في المغرب والمثقفين والمفكرين العرب جاء فيها: الواقع أنّ اتفاقية سايكس بيكو حصلت منذ حوالى مائة عام نتيجةً لانهيار الدولة العثمانية، وتقاسم المنطقة بين الاستعمارين البريطاني والفرنسي وبمباركة روسيا القيصرية على أثر الإخلال بالوعود التي أعطيت للشريف حسين الذي قاد وقتَها الثورة العربية بدءاً بالعام 1916 والتي تبعها وعد بلفور عام 1917.

ثورات العرب

وقال: ثار العرب في المشارق والمغارب لعدة عقود وانتفضوا من أجل الاستقلال والحرية. وقد تحقق إنجاز الاستقلال، لكن ما تحقق بعده لا يتلاءم والتضحيات التي قدمتها الأمة وشعوبها. ثمّ إنه وفي غمرة هذا النضال قام الكيان الصهيوني، الذي هو استعمار استيطاني في قلب أمتنا العربية، سرق أرض فلسطين وشرّد شعبها وتوسع على حساب القانون الدولي وحقوق الشعوب العربية الضعيفة والمغلوبة على أمرها.

اضاف: ايران تعمد إلى استغلال فشل بعض الدول العربية في استيعاب التنوع الاثني والتعددية الطائفية في بلدانها في إطار الأمة الواحدة وهي تنفذ ذلك عبر شبكة من التنظيمات المسلحة التي تسهم بدورها بتأجيج هذه الصراعات والانقسامات الداخلية وزيادة حدة الاحتقان والتطرف. وهي لهذا الغرض تضع الشبان الشيعة العرب في مواجهة الآخرين، وتخُلُّ بالتوازن الاستراتيجي في المنطقة لصالح التدخل الخارجي الذي تدعي معاداته، وهي تتساومُ معه وتتبادل الصفقات.

اخفاق الانظمة

والحقيقة أن انحسار المد القومي بمفهومه التقليدي يتصل بإخفاق بعض الأنظمة العربية والسياسات التي قامت باسمها أو توسلتها مصدراً للشرعية. فلقد تحول هدف تلك الأنظمة من استعادة الأرض إلى الاحتفاظ بالسلطة والبقاء في الحكم، ومن الالتفات إلى مصالح الشعوب إلى السعي وراء المصالح الشخصية والعائلية والاغتناء على حساب استمرار فقر وبطالة وتخلف الشعوب.

كذلك أيضاً انحسر الخط العروبي لأن المؤسسات التي أُنشئت من أجل التقدم باتجاه تحقيق مقاصده، كالجامعة العربية التي ولأسباب متعددة، لم تنجزْ المهام التي أُوكلت إليها ولم تطورها لتتلاءم مع حركة العصر، ولم تطلق حركة تبادل وتفاعل وتعاون تعزز صدقية الفكرة وتطور أهدافها للبناء على نظام المصلحة العربي والقائم على التكامل العربي.

كذلك فقد انحسر الخط العروبي أيضاً بسبب الالتباس الذي شاب العلاقةَ بينه وبين الإسلام بما شكّل مسوِّغاً للحَذَر الذي مالت إليه فئةٌ من مُواطني البلاد العربية من فكرة العروبة والانكفاء والتقوقع عند حدود المنطقة أو الطائفة أو المذهب.

اخفاق القوى العروبية

وانحسر الخط العروبي أيضاً بنتيجة إخفاق القوى العروبية في التعامل مع التنوع داخل الوطن العربي بعيداً عن الاقصاء والاستثناء وهو ما عنى إخفاق في السعي وراء إغناء المشروع العروبي المتسع للجميع. ولقد أدى ذلك كلّه إلى التخلي الفعلي لعدد من هذه الأنظمة العربية عن الطروحات العربية وعن القضية الفلسطينية وان كانت قد استمرت تلك الأنظمة في استعمال شعارها للإبقاء على مسوغ يضمن بقاءها في السلطة والحكم. ذلك ما أتاح لقوىً أُخرى غير عربية حمل هذه الراية، لتشكل قضية فلسطين المتروكة بالنسبة لها حصان طروادة، يُدخِلُها إلى قلب قضايانا العربية ويمكنها من خطفها، وليس بهدف المساهمة في إيجاد حلول شاملة لها، بل بهدف إيجاد مكان لتلك القوى تمهيداً للسيطرة والهيمنة والتسلط داخل بعض المجتمعات العربية واستخدامها منصة لتصدير الاضطراب والفتن المذهبية.

من جهة أخرى فقد أدى تخلي عدد من هذه الأنظمة العربية عن مصالح شعوبها الاقتصادية والاجتماعية، وتلهّي معظم قادتها بجمع الثروات الخاصة والاستيلاء على مرافق الدولة وتحويلها إلى أملاك شخصية، إلى انهيار الطبقات الوسطى حاضنة الاعتدال والمواطنة والتقدم والحداثة في أغلب المجتمعات العربية، ودخول أجزاء غير قليلة من المجتمعات العربية وبخاصةٍ الأجيال الشابة في غياهب حالاتٍ مُرْعبةٍ من البطالة والأمية والفقر المدقع والتهميش والإحباط والغضب المكبوت، مما أسهم في خلق البيئات المؤاتية لنشأة التطرف وتوسعه بسهولة.

وختم: إلى ذلك، فقد عانت منطقتنا العربية من تلك الحرب الشعواء المعلنة على الفكر والتفكير خصوصا إذا كان تحديثياً أو حراً أو نقدياً أو شجاعاً.