كتب عبد الامير بيضون:
يدخل لبنان اليوم يومه الرابع والاربعين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية.. والأنظار تتجه الى الجلسة الـ27 التي دعا اليها الرئيس نبيه بري يوم غد الاربعاء لانتخاب رئيس، من غير أية ضمانات بأن هذه الجلسة سيكتمل نصابها، وتكون خلاف سابقاتها وتفرج عن انتخاب رئيس للجمهورية «صنع في لبنان»، بالتقاطع مع وصول وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الى بيروت بعد ظهر اليوم في اطار جولة له في المنطقة، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين والقيادات السياسية والحزبية، ويكون محورها الاساس وضع الافرقاء اللبنانيين في صورة الاتفاق النووي الذي أبرمته ايران مع الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن زائد المانيا، أقره الاتحاد الاوروبي..
ظريف يعرض تسليح الجيش
وفي هذا، قالت مصادر سياسية لـ«الشرق» ان المسؤول الايراني سيشرح لمن سيلتقي بهم تفاصيل الاتفاق، وحيثياته، وما تتوقعه بلاده من تطورات على مستوى أزمات المنطقة، من اليمن الى العراق الى سوريا فلبنان، الذي سيكون في صلب المحادثات..
ورجحت المصادر اياها، ان يبدي الوزير ظريف «استعداد بلاده للقيام بما يمكن لبنان من الخروج من أزماته، من غير أي تدخل في «لعبة الأسماء» المرشحة لرئاسة الجمهورية..» فالمسألة هنا، على ما نقلت المصادر عن جهات ايرانية لافتة، تعني الافرقاء اللبنانيين أنفسهم» من دون ان تقفل الأبواب في وجه أي تنسيق داخلي او خارجي لانجاز هذا الاستحقاق البالغ الأهمية..».
وكشفت المصادر ان ظريف سيعيد العرض الايراني لتسليح الجيش اللبناني وسائر القوى الأمنية..».
سلام لتفعيل العمل الحكومي
وباستثناء ما ورد على لسان رئيس الكتائب النائب سامي الجميل ودعوته لانتخاب رئيس لا ينتمي الى أي محور فقد غاب الاستحقاق الرئاسي عن التداول السياسي والاعلامي، عموماً، فإن الأنظار تبقى مشدودة الى جلسة مجلس الوزراء الخميس، في ضوء التطورات الأخيرة التي اثارها تكتل «التغيير والاصلاح» وحملة الجنرال ميشال عون على قيادة الجيش على خلفية قرار التمديد سنة للقيادات العسكرية الثلاث، وتهديده بالنزول الى الشارع، واصرار رئيس الحكومة تمام سلام، الذي يزور الاردن يوم غد الاربعاء – على تفعيل العمل الحكومي والانتقال من مرحلة التعطيل والبلبلة الى الانتاج المثمر والايجابي..».
بري: لتجفيف مصادر تمويل الارهاب
وخلال استقباله رئيس مجلس النواب الباراغواني هوغو البرتو فيلاكس في عين التينة أمس، كانت للرئيس نبيه بري كلمة في حفل غداء أقيم على شرف الضيف، لفت فيها الى «ان الشرق الاوسط والدول العربية بصفة عامة تعيش حالة اضطراب وقلق وعنف ناتج عن وقائع داخلية عامة بصفة خاصة عن تدخلات خارجية عابرة لحدودها السيادية بالسلاح والمرتزقة..
وقال: ان الحل الأممي المطلوب هو صدور قرار ملزم بتجفيف مصادر تمويل الارهاب ووقف التزويد بالسلاح وضبط مختلف الحدود».
وقال بري: «اننا انطلاقاً من لبنان نطالب بدعم صياغة حلول سياسية لليمن وسوريا وليبيا ارتكازاً الى الحوار، ودعم الحكومة المركزية في العراق خصوصاً بعد الموقف العظيم الذي حصل البارحة..».
وقد صدر عن المجتمعين «بروتوكول تعاون» بين مجلسي النواب الباراغواي واللبناني.
.. وعند سلام
وكان رئيس البرلمان الباراغواي التقى في السراي الحكومي الرئيس تمام سلام، متمنياً: «ان يتمكن لبنان من حل مشكلة الفراغ في رئاسة الجمهورية من خلال حكمة اللبنانيين وخبرتهم..» مقدراً «الجهود المبذولة من الحكومة اللبنانية في مجال مكافحة الارهاب».
باسيل: نتحرك باسم كل المسيحيين؟!
الى ذلك، وبانتظار اجتماع تكتل «التغيير والاصلاح» عصر اليوم وما يمكن ان يصدر عنه من مواقف فقد غابت عن ألسنة قيادات التيار العوني يوم أمس تطورات الأيام الماضية، ولم يظهر في المعطيات أي جديد يتعلق بالتحركات الشارعية التي كان هدّد بها رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون على خلفية عدم تسريح القيادات العسكرية.. فقد وسع قادة «التكتل» من دائرة خطاباتهم، وراحوا يتحدثون باسم «جميع المسيحيين في العالم».
وفي هذا، قال وزير الخارجية جبران باسيل في كلمته عقب مشاركته في قداس لمناسبة عيد ما افرام في منطقة صربا، «اننا مدعوون اليوم الى القيام بفعل ارادة ومقاومة من أجل بقائنا ووجودنا الحر.. ونحن نقوم باسم جميع المسيحيين في العالم وباسم كل اللبنانيين.. ولا يعتقد أي أحد اننا ضعفاء، او مستضعفون بل نحن أقوياء بحقنا وبارادتنا..».
ولفت باسيل الى «اننا في بلد نجد الجميع يهدم فيه، وطريقنا صعب، خصوصاً في هذا الوقت الذي نتعرض فيه لما نتعرض له من خطر، فاليوم هناك «داعش» يهدم كنائسنا في الشرق، وهناك «داعش» الذي يهدم مشاركتنا ويخطف دورنا في لبنان ويأخذ أغلى ما لدينا في هذا البلد وهي كرامتنا ووجودنا الحر..».
شبطيني: لا اصلاح ولا تغيير
ومن جهتها رأت وزيرة المهجرين القاضية أليس شبطيني، ان «قرار وزير الدفاع سمير مقبل، جاء حكيماً وصائباً في ظل الفراغ الرئاسي من خلال اصداره القرارات الثلاثة التي قضت بعدم تسريح قائد الجيش الحالي ورئيس أركانه والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع.. تلافيا لأحداث فراغ في المؤسسة العسكرية..
وفي سؤال غير مباشر لوزراء «تكتل التغيير والاصلاح»، تساءلت الوزيرة شبطيني «أين هي الوعود بتحقيق انجاز ملف الكهرباء وحل مشكلاته عام 2015 والتي لم تزل سيئة، بل متراجعة عما كانت عليه». وأين هي الأموال التي رصدت لهذه الغاية في اطار الاصلاح الجذري ليتبين بأن لا إصلاح ولا تغيير، بل الأمور تتدحرج نحو الأسوأ..» لتخلص الى القول: «عفواً لم ننتبه ان البعض أعمتهم بصيرتهم، ووضعوا ملف الكهرباء جانبا ولاحقوا ملف التعيينات الأمنية بحجة استرجاع حقوق المسيحيين، وفي كلتا الحالتين ضياع وأضرار..».
فتفت: حل تبذيري
وبدوره قال عضو كتلة «المستقبل» النائب احمد فتفت ان «تيار المستقبل» لا يرى رفع سن تقاعد العسكريين الحل الأفضل، لأنه حل تبذيري على صعيد الموازنة.. وان النائب ميشال عون رفض الطرح بداية ثم عاد وفتح الباب معه بعدما خسر معارك أخرى وتخلى الحلفاء عنه». وقال: اذا كان العماد عون يريد حلاً فعليه ان ينزل الى المجلس النيابي وينتخب رئيساً فتؤلف حكومة ويصاغ قانون انتخابي لاجراء الانتخابات النيابية، لأنه تبين ان مشكلة عون مع حلفائه ومع خياراته السياسية».
«أمل»: لا نرضى التعرض للجيش
وفي السياق، فقد كانت لافتة الحملة التي أطلقها عضو «التنمية والتحرير» النائب هاني قبيسي على الذين يتعرضون للجيش الوطني. وقال في احتفال تأبيني اقامته حركة أمل في بلدة الدوير: «نحن الى جانب جيشنا الوطني لا نرضى ان يتعرض له أحد، لا من الداخل ولا من الخارج ليكون صمام أمان وحارساً للوطن والمقاومة التي قدمت الشهداء، وحارساً لشباب يدافعون عن لبنان أمام ارهاب تكفيري أعمى، هو ارهاب صهيوني في الضفة، وارهاب صهيوني بوجه آخر على ساحات الأمة العربية».
رعد: الوضع مأزوم والحل بالتوافق
أما رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، فقال في احتفال تأبيني في بلدة عبا – النبطية، «ان الوضع في الداخل اللبناني مأزوم ومحاط بالازمات». والحكومة الراهنة لا تستطيع ان تعالج او ان تجترح الحلول للأزمة التي يمر بها البلد، وكل ما كنا نفعله هو ان نحيط هذه الحكومة بشيء من التوافق بالحد الأدنى حتى يشارك الجميع في عبور البلد من محطة الازمة الى نافذة تسويات الحلول بأقل الخسائر والتكاليف، لكن للأسف لا يمكن ان نحقق هذا العبور إلا بالتوافق الذي يصر البعض على القفز فوقه وتحقيق بعض المكتسبات الآنية والفئوية».
وكشف رعد اننا «نبذل جهوداً من أجل ان نعيد الأمور الى قاعدة يستوي فيها التوافق وتؤجل فيها بعض الأمور التي لا تعقد عيش الناس في البلاد..».
الجميل: لصفحة جديدة
أما رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، فأعلن في مؤتمر صحافي بعد اجتماع للمكتب السياسي بعد ظهر أمس، أنه «يحمل النواب الاربعين الذين يقاطعون جلسات انتخاب رئيس الجمهورية مسؤولية الشغور..».
وقال: «نداؤنا فتح صفحة جديدة والاتيان برئيس للجمهورية لا ينتمي الى أي محور..». لافتاً الى «ان هم الناس هو موضوع رفع النفايات، وان انتخاب الرئيس يمهد لكل الحلول..».
من جانبه رأى الأمين العام ل«حركة النضال» النائب السابق فيصل الداود، «ان ما نشهده من خلاف حول التعيينات الأمنية والعسكرية، هو نتيجة للسياسة المدمرة التي ارتكزت عليها الطبقة السياسية الحاكمة والفاسدة..».