Site icon IMLebanon

بري وجنبلاط يستنفران لاحياء الحكومة و 3 اولويات لفرنسا في لبنان

كتب عبد الامير بيضون:

دخل لبنان يومه الثاني والخمسين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية.. وتتهيأ الحكومة للدخول في الاسبوع الثاني، ولا ضمانات ان الاسبوع المقبل سيشهد جلسة لمجلس الوزراء، حيث بقي الغموض سيد المواقف، على الرغم من المساعي والاتصالات الجارية لفكفكة العقد، هذا في وقت خرجت الى العلن، مساعي «حزب الله» مع حليفه رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» (الجنرال السابق) النائب ميشال عون، من أجل عقد جلسات تشريعية لمجلس النواب، لا تقف عند البندين المتفق عليهما بين عون ورئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وهما: «قانون الانتخابات، وقانون اعادة الجنسية للمغتربين».

وفي هذا علمت «الشرق» من مصادر مطلعة، ان أكثر من اتصال جرى بين قيادات من «حزب الله» والجنرال عون، لاطلاعه على هدف دعوة السيد نصر الله مجلس النواب لعقد جلسات تشريعية من غير ان يعني ذلك شطب الاتفاق العوني – القواتي وان عون وعد بدراسة هذا الموضوع من دون ان يثبت بجواب نعم أم لا..

لا ضمانات بجلسة حكومية

على الصعيد الحكومي، وعلى الرغم من الحركة الخلفية التي يقوم بها رئيس الحكومة تمام سلام وبهدوء كامل من أجل تفعيل العمل الحكومي، فلا ضمانات حتى اللحظة، بأن الاسبوع المقبل سيشهد جلسة لمجلس الوزراء، حيث غموض المواقف والمعطيات لايزال يحكم قبضته، مع اصرار سلام على ابلاغ الافرقاء المعنيين كافة وجوب ادراك حقيقة ما آل اليه الوضع وتفهم الأولويات ووضع حد لسياسة العرقلة ووضع العصي في دواليب الحراك الحكومي المطلوب، التي تنذر بكوارث حقيقية وعلى جميع الأصعدة.

واقتصر نشاط الرئيس سلام في السراي الحكومي يوم أمس على استقبال رئيسي وزراء كل من استونيا تافي رويفاس وفنلندا ايوها سيبيلا، حيث «تمّ عرض للأوضاع والعلاقات الثنائية» واستبقاهما الى مائدة الغداء..

وكان سلام التقى صباحاً النائب بهية الحريري، التي وجهت اليه دعوة للمشاركة في حفل احياء الذكرى الـ95 لاعلان دولة لبنان الكبير، الذي سيقام في السراي في الاول من أيلول المقبل.. وهي دعوة وجهتها الحريري الى الرئيس بري الذي زارته في عين التينة..

 السفير الفرنسي: ثلاث أولويات

وقد شهدت عين التينة أمس حركة لافتة، حيث استقبل الرئيس بري رئيسي وزراء استونيا وفنلندا وتناول الحديث «التطورات ودور اليونيفيل في الجنوب».

وكان بري استقبل السفير الفرنسي الجديد ايمانويل بون، في زيارة وصفت بـ«البروتوكولية»، وكانت «مناسبة لعرض الأوضاع في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية».

وكشف السفير بون، أنه أبلغ الرئيس بري أنه «مستعد كلياً للتحاور والتعاون معه.. وأقول الكلام نفسه أمام كل من أحاوره بشكل عام وأيضاً في لقاءاتي الخاصة..».

وقال السفير الفرنسي أن «لفرنسا اليوم ثلاث أولويات: أولاً: تقديم الدعم للمؤسسات اللبنانية ولانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن.

– ثانياً: دعم أمن كل اللبنانيين.. وترغب تطبيق تجهيز الجيش اللبناني بشكل كامل.

– ثالثاً: دعم معالجة مسألة اللاجئين السوريين في لبنان.

ابو فاعور: بري – جنبلاط متفقان على اعادة الروح

وفي وقت لاحق استقبل بري وزير الصحة وائل ابو فاعور الذي كشف بعد اللقاء «ان هناك اتفاقا بالرأي وبالموقف بين الرئيس بري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، وان الاتجاه يجب ان يكون لاعادة الروح الى المؤسسات الدستورية بدءاً برئاسة الجمهورية.. واعادة الروح الى المجلس  النيابي عبر فتح أبوابه للتشريع للكثير من القضايا الأساسية.. كما  واعادة الروح الى مجلس الوزراء.. لأن الاستمرار في التعطيل بدا ينعكس بشكل سلبي وكبير جداً على حياة المواطنين، وهذه الانعكاسات مرشحة ان تستمر وان تتزايد في الأيام والأسابيع المقبلة..».

قهوجي في عرسال وبريتال

إلى ذلك، فقد بقيت المسألة الأمنية تتصدر المواقف والمتابعات، خصوصاً مع انجاز الأمن العام توقيف الشيخ احمد الاسير وعدد من أنصاره..

وقد كانت لافتة أمس الزيارة التي قام بها قائد الجيش العماد جان قهوجي الى عرسال وبريتال، حيث تفقد الوحدات العسكرية المرابطة هناك.. وقد رافق الزيارة ترتيبات أمنية كثيفة وحركة غير مسبوقة للطوافات العسكرية.

الأمن العام ينبه

وازاء السيولة الفائضة في «الأخبار والتسريبات والسيناريوات» التي تتعلق بعملية توقيف الشيخ احمد الاسير واعترافاته خلال التحقيق معه، بالاضافة الى ظروف ومكان توقيفه، منسوبة «مصادر أمنية» او «مصادر مطلعة»، فقد نبهت المديرية العامة للأمن العام، في بيان، «ان كافة هذه المعلومات والأخبار المتداولة هي غير صحيحة وغير صادرة عن أي مصدر في المديرية..» آملة من جميع وسائل الاعلام «تقديم المصلحة الوطنية العليا على ما عداها في نشرها للمعلومات، تسهيلاً لتنفيذ المهام لاحقاً».

واشادات بدور القوى الأمنية

وفي السياق، وإذ نوه بـ«العمل الجبار الذي تقوم به قوى الأمن الداخلي بمختلف قطعاتها.. وجميع الأجهزة الأمنية». فقد دعا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن – خلال استقباله قائد الدرك العميد جوزيف الحلو، في دار الطائفة في بيروت – «القوى السياسية الى الكف عن ادخال القوى والأجهزة الأمنية ولعبة المصالح.. حيث الدولة تعاني من شلل في مختلف مؤسساتها السياسية..».

من جانبه نوه «الحزب الديموقراطي اللبناني» بعد اجتماعه الاسبوعي أمس، «بالأمن العام الذي استطاع بكفاءة واحترافية القبض على الاسير» مطالباً «بمحاكمة الاسير على أنه مجرم، وان لا يستغل اعتقاله في أي حسابات سياسية او طائفية خاسرة..».

وأكد ان «المشاكل المتفاقمة والعصية على الحل، والمتزامنة مع الشلل الحكومي والدستوري مؤشر واضح وصريح على فشل الحكومة والنظام.. ما يتطلب ضرورة الاسراع في اعادة تفعيل الحوار الوطني لتفادي الانهيار..».

إلى ذلك، وجه المكتب السياسي لـ«التيار المستقل» بعد اجتماعه الاسبوعي برئاسة اللواء عصام ابو جمرا، كتاباً مفتوحاً الى الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أكد فيه «ان الدولة ليست مؤسسة دينية، فالدستور طريقها والمرور به ملزم». وأكد ان «تعيين قائد للجيش لم ولن يكن يوماً بالنزول الى الشارع..».

دريان زار السيسي

ومع اختتام زيارته الى القاهرة، بلقاء وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة ورئيس جامعة الازهر الدكتور عبد الحي عزب، فقد زار مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقدم اليه التعازي بوفاة والدته.. وفي دردشة مع الصحافيين أكد دريان ان «المطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية ستبقى الى حين تحقيق هذا الأمر، مهما كان من صعاب وعراقيل فلا بد من الاتفاق على الانتخاب».

وشدد دريان على «ضرورة استمرار الحكومة في عقد اجتماعاتها كالمعتاد، لأن البلد في حاجة الى قراراتها.. فمصلحة المواطن فوق كل اعتبار والخلاف السياسي يجب ألاّ ينعكس سلباً على حياة اللبنانيين».

الراعي: لتسجيل الوقوعات

وفي اطار مختلف، فقد دعا البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، خلال استقباله في الديمان طلاب الاكاديمية المارونية لـ«المؤسسة المارونية للانتشار»، «دعا الطلاب للافتخار بجذورهم اللبنانية، وشجعهم على تسجيل الوقوعات الشخصية واستعادة الجنسية اللبنانية، لاسيما ان التسجيل مجاني ويعطيهم امتيازات وحقوق سياسية واجتماعية مثل حق الاقتراع والتملك والارث وغيرها ويسهم في استمرار المناصفة بين المسيحيين والمسلمين ما يبقي صيغة العيش المشترك ويساعد لبنان على الاستمرار..».