IMLebanon

السفير الفرنسي:لبنان اولوية في اللعبة الاقليمية المعقدة

كتب عبد الامير بيضون:

يدخل لبنان اليوم الجمعة، يومه الثالث والخمسين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية..

الأزمات تتوالد، والتحذيرات تتوالى، والاتصالات العاملة على خطوط فصل  أزمة الشغور الرئاسي عن سائر الملفات تتواصل، ولم تصل الى نتائج عملية واضحة بعد..

وإذ يواصل الرئيس نبيه بري مساعيه لفتح أبواب مجلس النواب أمام «تشريع الضرورة» ولا اشارات دالة على امكانية السير بالتشريع في مجلس النواب، فلا بصيص أمل حتى الآن، على عودة مجلس الوزراء للانعقاد، وسط مخاوف جدية، من ان يكون المجلس ذاهب الى الجمود.. ومن ان تكون الحكومة «أمام مأزق حقيقي، على رغم ما قام به الرئيس تمام سلام – الذي يرفض الاستسلام للواقع – من محاولات لامتصاص الأزمة ومنع التعطيل الحاصل» على ما قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس.

الجميل عند بري: نضع أنفسنا بتصرفه

إلى ذلك، وإذ تدور أزمة النفايات «التي أصبحت وطنية بامتياز في حلقة مفرغة، حيث معظم المناطق ترفض استقبال النفايات بانتظار فض العروض الثلاثاء المقبل، فإن ذلك لم يمنع من استمرار الدعوات لاعلان «حالة طوارئ» كاملة في البلد في ظل الواقع الذي نعيشه اليوم والأزمة الاقتصادية الكبيرة..» على ما قال رئيس «الكتائب» النائب سامي الجميل، بعد لقائه الرئيس نبيه بري في عين التينة أمس.. لافتاً الى ان «دولة الرئيس هو المرجعية الثانية في البلد، بل هو اليوم المرجعية الأولى في غياب رئيس الجمهورية.. وجئنا نضع أنفسنا بتصرفه.. ونقوم بآخر المبادرات قبل ان ينهار الهيكل على الجميع..».

كرامي: لدورة استثنائية

وكان الرئيس بري استقبل أمس، الوزير السابق فيصل كرامي، الذي دعا «القوى السياسية والوطنية في لبنان الى الاستماع الى نصائح وطروحات الرئيس بري لما فيه خير مصلحة الوطن، وذلك لفتح دورة استثنائية لمجلس النواب وتفعيل العمل التشريعي، وأيضاً اعادة تفعيل السلطة التنفيذية واعادة جلسات مجلس الوزراء..

زهرا في السراي: للخروج من المراوحة

حكومياً، فقد اقتصر نشاط السراي الحكومي أمس، على لقاء رئيس الحكومة تمام سلام، وزير المال علي حسن خليل، حيث عرضا «الأوضاع والتطورات» من دون الادلاء بأية تصاريح.. كما استقبل سلام، عضو كتلة «القوات» النائب انطوان زهرا، الذي أعلن أنه «ناقش مع دولة الرئيس ضرورة خروج الحكومة من حال المراوحة والتعطيل الى الانتاجية الضرورية.. تسهيلا للمواضيع والضرورات الملحة لشؤون  المواطنين..» معتبراً «ان موضوع معالجة أزمة النفايات يأتي في الطليعة الى جانب أزمة رواتب القطاع العام وغيرها من المشاكل التي تحل على الصعيد الحكومي، إضافة الى موقفنا الثابت من موضوع تشريع الضرورة والحاجة الى ادراج موضوعي قانون الانتخابات واستعادة الجنسية في بداية أي جدول أعمال لأي جلسة..

عريجي: جمود

ومع هذا، فلم تغب الأزمة الحكومية عن مواقف عدد من الوزراء والنواب، وفي هذا، رأى وزير الثقافة روني عريجي، ان «مجلس الوزراء ذاهب الى الجمود لحين بلورة بعض المبادرات المتعلقة بملف التعيينات العسكرية» آملاً «وصولها الى حلول متكاملة تعيد عمل مجلس الوزراء، ولو بالحد الأدنى، وفتح أبواب مجلس النواب، وان بطريقة محدودة كتشريع الضرورة..».

درباس: مأزق حقيقي

من جانبه، اعتبر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، ان «الحكومة أمام مأزق حقيقي اليوم»، لافتاً الى ان «الرئيس سلام قام بكل ما يمكن لامتصاص الأزمة ومنع التعطيل الحاصل».

ورأى درباس، ان «عدم الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء مقصود لأن سلام ينتظر اشارات ايجابية من المعطلين، وهو يعبر بشكل صامت عن احتجاجه على اداء بعض الافرقاء داخل الحكومة».

وإذ شدد درباس على ان الرئيس سلام «لا يريد مواجهات مع أحد» لفت الى ان «أي فريق لا يمكنه ان يتجاوز الفريق الآخر داخل الحكومة..».

وحول إمكان التمديد لبعض الضباط كمسعى لحل الازمة الحكومية الراهنة، أكد درباس ان «هذا الاقتراح غير عملي ولن يمر..».

موسى

بدوره عضو كتلة «التنمية والتحرير»، النائب ميشال موسى، أكد «ان لا مبادرات جدية للخروج من الأزمة الراهنة على رغم الاتصالات الجارية». لافتاً الى «تلازم عودة العمل الى الحكومة ومجلس النواب.. حيث لا اشارات على إمكانية السير بالتشريع في مجلس النواب».

الجسر

أما عضو كتلة «المستقبل» النائب سمير الجسر، فقد شدد على «ان جلسات مجلس الوزراء يجب ان تكون دائمة، بعدما باتت أزمة النفايات تشكل خطراً على الصحة والبيئة».

ورأى «ان ما يجري هو نوع من تعطيل عمل مجلس الوزراء ومحاولة لتفسير واستنتاج أمور ووضع آليات ليس لها من سند قانوني او دستوري».

السفير الفرنسي يكرر أولويات بلاده

وفي سياق مكمل، فقد جدد السفير الفرنسي في لبنان ايمانويل بون، بعد لقائه وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، أولويات بلاده الثلاث تجاه لبنان والمتمثلة «أولاً مساعدة الأطراف اللبنانية للتوافق على حل المسائل الدستورية، ثانياً المساهمة في الحفاظ على الأمن في لبنان، وسنتبنى في مجلس الأمن غداً (اليوم) قرار التجديد للقوة الدولية المعززة العاملة في الجنوب، كما لدينا برنامج مهم لتجهيز الجيش اللبناني ما يسمح له بانجاز كل مهماته في كل المجالات وثالثاً تخطي تداعيات الأزمة السورية..

كاغ: سبل المعالجة

وكان باسيل استقبل المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، التي وصفت الاجتماع بأنه كان «مثمراً». وركزنا خلاله على ثلاث نقاط شملت في البداية الأزمة السياسية وسبل المعالجة عبر رؤى بديلة وكيفية اسهام المجتمع الدولي في المساعدة.. وأزمة النازحين..

كذلك استقبل باسيل السفير الاميركي ديفيد هيل الذي وجه اليه دعوة لحضور مؤتمر في نيويورك عن محاربة الارهاب و«داعش» ترأسه الولايات المتحدة..ة

المشنوق والوضع الأمني في البقاع الشمال

ومع كل هذه التطورات والمواقف، فقد حضر الوضع الأمني في البقاع، خصوصاً في منطقة بعلبك – الهرمل بقوة في لقاء جمع وزير الداخلية نهاد المشنوق ومطران بعلبك – الهرمل للطائفة المارونية حنا رحمة يرافقه المحافظ بشير خضر.

وبعد اللقاء، قال رحمة: «نريد للبقاع الشمالي ان يعود الى حضن الوطن وان يحزم المسؤولون والدولة أمرهم وتواجه العابثين بالأمن..». وجئنا نقول لمعالي الوزير أنت الأب وأنت وزير الداخلية، تفضل معنا، ومع كل إنسان مخلص لفرض القانون وهيبة الدولة». وكل من يخرج عن القانون ويتبع سلوكيات باطلة ولا يخاف الله يجب لجمه ووضعه في السجن لأنه يحتاج الى اعادة تأهيل..

بدوره قال محافظ بعلبك – الهرمل بشير خضر «ان الوضع الأمني في المنطقة تحسن كثيراً بعد الخطة الأمنية لكن لم نصل الى المرتبة التي نطمح اليها.. ولقد وعد معالي الوزير بأنه سيعيدها الى الزخم التي انطلقت عليه ولا بل أكثر..».