Site icon IMLebanon

بري يهيء الساحة الحوارية لاستقبال التسويات الاقليمية

كتب عبد الامير بيضون:

يدخل لبنان اليوم الجمعة، الرابع من أيلول، يومه السابع والستين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية..

وفي ظل حالة من الهدوء النسبي تتجه الأنظار الى التاسع من أيلول الجاري، حيث يبدأ «حوار الانقاذ» الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري، أولى جلساته في مجلس النواب، في ساحة النجمة، محاطاً بسياج أمني غير مسبوق، فاصلاً بين المتظاهرين الذين سيستأنفون تحركهم بعد «راحة» و«التقاط أنفاس»، وبالشعارات إياها «طلعت ريحتكم» و«بدنا نحاسب»، فقد واصل الرئيس بري أمس ابلاغ الدعوات لرؤساء «الكتل النيابية»، لحضور الحوار، حيث برز موقف لافت لـ«القوات اللبنانية»، التي لم تحسم موقفها بعد، متسائلة عبر النائب انطوان زهرا، عن «الجدوى من هذا الحوار»؟!

«التيار» في الشارع.. وأزمة النفايات تحتاج قرارات

وقبل خمسة أيام من موعد انعقاد الحوار، فقد استبق «التيار الحر» بزعامة رئيسه الجديد، الوزير جبران باسيل، الأوضاع، وقرروا النزول الى الشارع عصر اليوم، تحت الشعارات السابقة إياها، في توقيت لافت وخارج كل الحسابات بعد الحراك الشعبي.. في محاولة «لاثبات الوجود».. هذا في وقت لم يطرأ جديد يذكر على ملف النفايات، الذي أوكل الى وزير الزراعة أكرم شهيب الذي أمل، في مؤتمر صحافي أمس، «الوصول قريباً الى حلول لأزمة النفايات» مشيراً الى أنه سيعلن كل التفاصيل في وقت لاحق..

وكشف شهيب الى ان اللقاء مع الجمعيات البيئية «أوصلنا الى نقطة مشتركة بأن الملف يجب ان يخرج من مركزيته الى لا مركزيته..» مؤكداً ان «الديون المترتبة على البلديات يجب ان تلغى وان تدفع مستحقاتهم قبل ان نحملهم وحدهم عبء أزمة النفايات..» مؤكداً ان «الحل يحتاج الى قرارات جريئة..».

بري يواصل دعواته الحوارية

إلى ذلك، فقد واصل الرئيس نبيه بري عملية ابلاغ الدعوات الى الحوار، حيث قام وزير المال علي حسن خليل بزيارة رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط في دارته في كليمنصو، وسلمه الدعوة، كما قام النائب ياسين جابر بزيارة النائب الجنرال عون والنائب ميشال المر، وسلمهما الدعوة لحضور المؤتمر..

ونقل النائب جابر ان «الجو (مع العماد عون) كان جيداً جداً..» آملاً لهذا المؤتمر «التوفيق والنجاح».

من جهته قال النائب ميشال المر، أنه «عندما تكون الدعوة موجهة من الرئيس بري لا بد ان نلبيها من دون أي ابطاء..» أضاف: «ان من يعترض على الحوار اليوم يكون يخرب على لبنان ومسيرته مهما كانت الأسباب».

ورأى المر ان مبادرة بري «خطوة أولى وجدية للسير قدماً في طريق الحل وتذليل العقبات..».

وكان المر كشف أنه تمنى على النائب جابر ان يؤكد مع «الجنرال (عون) على ضرورة حضوره شخصياً نظراً لدقة المرحلة..».

«القوات»: لا نريد الحوار ملهاة جديدة

وفي ما يتعلق بـ«القوات اللبنانية»، وإذ أكد عضو كتلة «القوات» النائب فادي كرم، ان «الموقف النهائي من الحوار الذي دعا اليه الرئيس بري لم يتخذ بعد، وسيتخذ خلال الأيام المقبلة..» مشيراً الى «ان محاذير الحوار التي كانت موجودة من قبل أصبحت حقيقة، ومنها عدم التزام «حزب الله» باعلان بعبدا..» آملاً ان «ينطلق الحوار من بند انتخاب رئيس للجمهورية لكي يكون حواراً فعالاً وإما سيكون مجرد تنفيسة..».

أما عضو كتلة «القوات» النائب انطوان زهرا، فذهب أبعد من زميله كرم، وقال: «مع احترامنا للمنطلقات الوطنية للرئيس بري لكننا وانطلاقاً من التجارب السابقة نسأل ما الجدوى من الحوار، وهل يمكننا ان نضعه مكان المؤسسات، فالحوار لا يمكن ان يكون بديلاً عن المؤسسات الدستورية..».

واعتبر زهرا ان «كل الجهات السياسية التي ستشار في الحوار ممثلة بشكل جدي في المجلس النيابي، وكل ما أعلن عنه على جدول أعمال طاولة الحوار له حلول دستورية، أولا انتخاب رئيس للجمهورية.. لذلك لا يمكن ان نتحاور حول مادة دستورية محقة ويمكننا ان ننهيها عبر مجلس النواب». لافتاً الى ان «قانون الانتخابات وقانون استعادة الجنسية دستورياً يمكننا حله في مجلس النواب وليس على طاولة الحوار..». ليخلص الى القول: «نحن نطرح التساؤلات المشروعة بسبب التجارب السابقة، ولا نريد الحوار ان يكون ملهاة جديدة..».

من سيمثل «المستقبل»؟

إلى ذلك، تتجه الأنظار نحو «المستقبل»، ومن سيمثل «التكتل» في الحوار المرتقب، أهو الرئيس سعد الحريري، الذي كان الرئيس بري تمنى عليه الحضور شخصياً، أم الرئيس فؤاد السنيورة، باعتبار رئيس «الكتلة» النيابية؟.

وفي هذا، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب جمال جراح، ان «هذا الأمر لم يبحث بعد..» مشيراً الى ان «مشاركة الرئيس سعد الحريري شخصياً مرتبطة بالظروف التي يراها مناسبة..».

وفي السياق أكد الجراح، ان دعوة الرئيس بري للحوار «صادقة وان «تيار المستقبل» لم يكن يوماً إلا متجاوباً مع كل دعوة حوارية..» لافتاً الى «ان الظروف الاقليمية لم تنضج بعد كي تتخلى ايران عن ورقة رئاسة الجمهورية..» داعياً «الحراك المدني» الى عدم الانزلاق الى «أجندات سياسية لاستغلاله واجهاضه، خصوصاً بعدما أقدم على احتلال وزارة البيئة..».

«حزب الله»: الرئيس معلوم ومعروف؟!

من جانبه، اعتبر نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، في محاضرة حول «دور القدوة في بناء القيم»، ان «واحدة من مشاكل لبنان، هذا النظام الطائفي الذي يشكل حماية للفساد والمفسدين على قاعدة التوازن بين الطوائف..» وقال ان «المطلوب من الحكومة ان تسارع الى الحلول العاجلة والآجلة بأسرع وقت ممكن لمعالجة الفساد بكل أشكاله وأنواعه..».

وفي ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، فقد أكد قاسم «مجدداً اننا مع انتخاب رئيس بأسرع وقت، ولكن ليكن واضحاً ان هذا الرئيس معلوم ومعروف ان أرادوا حل هذه المشكلة ومعالجة مشاكل أخرى وبأسرع وقت ممكن، وينهوا هذه المهزلة ويختاروا الرئيس القوي الذي يستطيع ان يلتزم بكلامه ومواقفه ويأخذ البلد الى الخلاص..».

الراعي: لن يبقى لبنان مستمراً مع الارتهانات

وخلال ترؤسه القداس السنوي لحديقة البطاركة وتدشين مجموعة من البرامج المنجزة ضمن مشروع المسح الثقافي الشامل لتراث وادي المقدس، الذي تحققه «رابطة قنوبين للرسالة والتراث..» أكد البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، اننا «نصلي من أجل لبنان الذي يعاني أزمة حقيقية.. عندنا أزمة حرية، عندنا أزمة محبة.. ولا خلاص للبنان من دون الحقيقة، حقيقة لبنان، تاريخه وتراثه وثوابته ومبادئه، حقيقته ودستوره وميثاقه وصيغته.. لا يمكن ان يبقى لبنان مستمراً والارتهانات في الداخل والخارج..».

من جهته اعتبر رئيس «المجلس العام الماروني» (الوزير السابق) وديع الخازن «ان استمرار استهداف المسيحيين في سوريا والعراق وغيرها، يحتم استعجال الانتخابات الرئاسية، لأن الرئيس المسيحي يظلل ميثاقية العيش المشترك..».

دريان: متمسكون بالعيش الواحد

وفي المقابل أكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان «رؤساء المرجعيات الاسلامية والمسيحية في لبنان لن يسمحوا لأحد بأن يفرّق بينهم ويسعى لفتنة طائفية او مذهبية..».

وشدد في كلمة القاها خلال افتتاح «اللقاء الحواري الاسلامي – المسيحي في أثينا على «المواطنة بين المسلمين والمسيحيين» مؤكداً التمسك بالعيش الواحد والحرص على الوحدة الوطنية في ظل الدولة الوطنية القوية الجامعة..».

«اللقاء الوطني»: أزمة النظام

بدوره أكد «اللقاء الوطني» بعد اجتماع في دارة (الوزير السابق) عبد الرحيم مراد «ان التحركات الشعبية عكست أزمة النظام الطائفي الذي أثبت عجزه عن بناء الدولة والمواطنية الحقة واقامة العدالة والانماء المتوازن..

احزاب البقاع: ثغرة في جدار الأزمة

ولم تكن المناطق بعيدة عن المستجدات، فقد رحبت «الاحزاب والقوى الوطنية» في البقاع «بمبادرة الرئيس بري، كونها محاولة جادة لاحداث ثغرة في جدار الأزمة اللبنانية..».

وأيدت الاحزاب «أي حراك مدني مطلبي يلامس قضايا الناس ويصوب على ملفات الفساد والمحاصصة.. شرط عدم خروجه عن قواعد النظام العام او استغلاله من قبل جهات خارجية والابتعاد عن أي مسلك عنفي سواء من السلطة او من المتظاهرين..».