IMLebanon

المشنوق: شهادة حق بسعد الحريري الذي يتخذ اصعب القرارات وان كانت غير شعبية

اوضح رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة ان «رئيس الجمهورية رمز وحدة البلاد، هو الرئيس القوي بفكره وعقله وحكمته وبقيادته وبقدرته على ان يجمع اللبنانيين جميعا في مواقع مشتركة»، مؤكداً « لن نضيّع البلد طالما نحن ثابتون على مبادئنا».

من جهته، اعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان «الحراك الشعبي الذي يحصل هذه الايام ومهما بلغت احقيته واسبابه، فهو يتقاطع مع معركة اقليمية ودولية كبيرة تدور في لبنان حول رئاسة الجمهورية، ما يعني ان الحراك سيوظف، بعلم او بغير علم اصحابه، في هذه المعركة. وليس صحيحا انه من ضرورات التظاهر والحراك ان تحتل مرافق عامة وان يُضرب رجال الدرك وان نشتم القوى الامنية».

اقام احمد ناجي فارس عشاء تحية لروح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في دارته في بلدة الشبانية-المتن الأعلى، حضره مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ممثلا بمدير عام الأوقاف الإسلامية الشيخ محمد انيس الأروادي، الرئيس السنيورة، المشنوق، النواب: عمّار حوري، محمد قباني وعاطف مجدلاني، الوزير السابق خالد قباني، رئيس اتحاد بلديات المتن الأعلى رئيس بلدية الشبانية كريم سركيس وشخصيات.

كلمة المشنوق

 والقى المشنوق كلمة قال فيها «لا ابالغ إذا قلت انه بعد سنوات من اغتيال الرئيس الحريري، هناك من لا يزال يحاول التنكيل به وبإرثه، تارة بالشائعات، وطوراً بتشويه سيرته، واحيانا بالهجوم على ابنائه ومحاولة ضرب بيته السياسي، البيت المصر على ان يظل مفتوحا امام الجميع. اليوم نشهد حراكا في بيروت، عماده الناس الذين احبوا هذه المدينة واحبتهم، واستقبلتهم، واكرمتهم، بعضهم وهم قلة يريد المشاكل. سمعنا كثيراً دعوات إلى تكسير وسط بيروت، وبعض المشاغبين شوّهوا جدران ضريح الرئيس الحريري، وآخرون كتبوا على جدران بيروت شعارات مسيئة لهم وللحراك المدني. لكنني اقول باسمكم لكل هؤلاء مهما فعلتم لن يتحول ضريح الشهيد إلى ضريح لسياسته. ما زال وهو في ضريحه له الكلمة الفصل بين الحق والباطل. وسيبقى الميزان شاء من شاء وابى من ابى».

أحزاب مأزومة

اضاف «كل الاحزاب اللبنانية مأزومة، واقول لكم، نعيش هذه الايام ظروفا صعبة واياما عصيبة، فلبنان اليوم معطل، ما فعله الحراك انه اطلق صافرة انذار سمعها الجميع، وعلى الجميع ان يتحمّل مسؤولية التعامل معها من داخل المؤسسات ومن قلب النظام. اسمحوا لي ببعض الاستطراد، لعلها من المفارقات التي لم يتنبه لها كثيرون. ان المطالبين بإسقاط النظام ما كانوا ليصلوا الى هذا المستوى من الغضب والانفعال لولا ان النظام الان معطل بأشكال مختلفة بفعل قوة ايا يكن مستوى حضورها في البرلمان والحكومة، وهي قوة وهج السلاح الخارج على الشرعية التي جعلت من الدولة هيكلا فقد الكثير من اعمدته وسط صراع سياسي نعرف اوله ولا ارى آخره اليوم. فهذه القوة من الخارج على قرار النظام ايا كانت مبرراتها، وهي بالتالي خارج القدرة على المحاسبة، اي خارج قدرة الشعب اللبناني ومؤسسات النظام على محاسبتها والتعامل معها بالقانون».

وتابع «البلد معطل بكل تفاصيله ومفاصله، ومعروف من يعطله، من يمنع انتخاب رئيس للجمهورية، من يمنع اجتماع الحكومة، من يعطل مجلس النواب. مؤسسات البلد لا تعمل هذه المشكلة الآن، جيشنا عرضة لكل انواع التنكيل السياسي وقوانا الامنية باتت تحترف الصبر كمهنة ثانية. رجال الأمن يتحملون الحجارة والشتيمة وقنابل المولوتوف، ويصبرون لئلا يقال ان الأمن يُفرط في استعمال القوة. وانا، تعلمت الكثير الكثير من رفيق الحريري، ولا يتسع الوقت لتعداد ما تعلمته منه. لكن اكثر ما تعلمته الصبر في زمن العصبيات والتسرع، والحكمة في زمن الجنون، والتروي في زمن التسرع كي لا نقول شيئا آخر «وانو ما في حدا اكبر من بلدو» ومش مهم مين يروح ومين يبقى المهم يبقى البلد».

مواجهة المشاكل

واسترسل المشنوق «انطلاقا من كل هذا ومنذ تحملت مسؤوليتي كوزير للداخلية بقرار من الرئيس سعد الحريري، وكتلة المستقبل، واجه البلد الكثير من المشاكل وواجهت وزارة الداخلية الكثير الكثير من التحديات. وهنا لا بد ان اصارحكم واقول بكل جرأة ان كل ما اصبت فيه بفضل ما تعلمته من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، واذا اخطأت فأنا اتحمل كامل المسؤولية. ولا بد من شهادة حق لسعد رفيق الحريري، شهادة حق لمن عايشه في احلك الظروف، فهو لم يرث بيتا سياسيا فقط، بل تميز بشجاعة مسؤولة جعلته يتخذ اصعب القرارات والخيارات، وان كانت غير شعبية، لحماية اهله وبلده، ولحماية لبنان وامنه واستقراره. وانطلاقا من هذا ارث الأب، والمسؤولية التي وضعها الابن فينا، فإننا ننطلق لحماية لبنان من زاوية نرى منها المصلحة الوطنية، ولا شيء غير المصلحة الوطنية».

واشار الى انه «ينظر إلى التحرك الذي تعيشه بيروت الحبيبة في هذه الايام من زاويتين: الاولى كمواطن يضم صوته الى عناوين المطالبين وهي مطالب محقة، فأنا اعاني من النفايات والكهرباء والماء واهتراء الادارة. اما الزاوية الثانية من موقعي كوزير للداخلية والبلديات، وهنا يتطلب مني واجبي حماية المتظاهرين كما يتطلب مني حماية الاملاك العامة والخاصة. وهذا يجعلك تقف في وجه الناس او من يعتقد انه يمثل كل الناس وهو لا يمثل الكل والدليل ما شاهدتموه على التلفزيون، فالبعض شبك يديه لتحمي قوى الامن، وآخرون بدأوا بالسباب والشتيمة وكالوها الى قوى الامن»، واعتبر ان «الحراك ومهما بلغت احقيته واسبابه، فهو يتقاطع مع معركة اقليمية ودولية كبيرة تدور في لبنان حول رئاسة الجمهورية، ما يعني ان الحراك سيوظف، بعلم او بغير علم اصحابه، في هذه المعركة. وليس صحيحا انه من ضرورات التظاهر والحراك ان تحتل مرافق عامة وان تضرب رجال الدرك وان نشتم القوى الامنية».

وقال «لنفترض ان تحرك الشباب مفهوم في شكل او بآخر فإن دعوة قوى سياسية الى التظاهر غير مفهومة وغير مبررة وغير منطقية فهي ستتظاهر ضد من؟ ضد من يقاطع جلسات مجلس النواب لانتخاب رئيس؟ ضد نفسها؟ وهل ستتظاهرون رفضا للعتمة وتقنين الكهرباء؟ وهل ستتظاهرون ضد الحكومة وهم شركاء مقررون في السلطة منذ 8 سنوات؟»

اضاف «بيروت التي نحب جميعا، لا مخرج لأي لبناني من هذه الازمة التي وصلنا اليها، الا بالعودة الى الكتاب، وبالبدء في تنفيذ خريطة طريق انقاذية، تكون اولى الخطوات فيها انتخاب رئيس للجمهورية، ثم تشكيل حكومة تشرف على اقرار قانون انتخابات عصري، يفسح في المجال امام الاعتراضات والقوى الشبابية الجديدة للدخول إلى مؤسسات الدولة، ثم الشروع في إجراء إنتخابات برلمانية تعيد انتاج النخبة السياسية. غير ذلك كله لا يهدف الا الى الخراب بأوادمهم وزعرانهم».

ولفت الى ان «التحالف بين السلاح غير الشرعي والكلام غير الشرعي الذي اسمعه في هذين اليومين وسنسمعه كثيراً، لن يؤدي الا الى مزيد من الخراب والمشاكل لان هناك من يريد ان يجرّ البلد الى الدم»، واكد ان «قيادة الجيش وعلى رأسها العماد جان قهوجي وقوى الامن الداخلي والمؤسسات الامنية ستفعل كل ما تستطيع ولن تسمح بجرّ البلد الى الدم ان شاء الله».

وختم المشنوق «انهي كلامي بما سمعته على لسان الرئيس الشهيد بالفيلم الوثائقي ان هناك كثيراً من الخوف والقلق والاحباط بل بالتأكيد لن ينتصر غير الحق ومهما حصل، بيروت صبرت واحتملت، لكن لا حل في الشارع، لا حل في الشارع، لا حل في الشارع، لا حل في الشارع».

كلمة السنيورة

 من جهته، قال الرئيس السنيورة «في هذا البيت الكبير، بيت الصديق احمد ناجي فارس، وتحت عنوان تكريم الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي على الرغم من حقد الحاقدين وفي ممارساتهم السيئة، فإن حضوره بيننا يزداد في غيابه، والحقيقة انه في هذه الآونة نرى ونتذكر ما كان عليه لبنان عندما تسلم الرئيس الشهيد المسؤولية، وكيف واجهوه بكل العقبات والعراقيل، ورغم ذلك فإنه نجح في تحقيق الكثير من الإنجازات التي ينعم بها لبنان، والتي وللأمانة انه بعد ذلك التاريخ نجح المعرقلون في وقف هذا التقدم الذي كان يحلم به لبنان واللبنانيون وما زالوا ويسعون الى تحقيق ذلك».

اضاف «اليوم كما ذكر الوزير المشنوق، بلدنا يمرّ بفترة صعبة كما المنطقة، ولا شك ان هذا المخاض الصعب الذي نمرّ به لا بد وانه في المحصلة سيكون إيذانا بانبلاج الفجر الذي نحلم به، من دون ادنى شك ان في الظروف الصعبة تصبح الرؤية ايضا صعبة، ويصعب على الكثيرين ان يروا الأمور كما ينبغي، لكنه وفي هذه الحال وفي وقت الشدائد تظهر معادن الرجال حقيقة، وتظهر اهمية ان نرى الأمور بوضوح وان نصحح البوصلة حتى لا يحرقنا الضباب القائم عن تلمس الطريق الصحيح المؤدي الى تحقيق ما نصبو اليه، في هذه الآونة يجب ان تكون ايضا مبادئنا واضحة واتجاه بوصلتنا ايضا ثابت لأننا حقيقة نريد ونتمسك بالشرعية ونريد ان نتمسك ايضا بالدولة التي لا ينافسها احد في سلطتها الكاملة على كل الأراضي اللبنانية، والا يكون هناك اي سلاح غير سلاح الدولة اللبنانية، لا يمكن ان يكون هناك ربّانان في مركب واحد، وهذا الذي يجري ونراه هو اعتداء على الدولة واعتداء على سلطته».

استعادة رأس الدولة

وتابع «نحن نريد ان نرى فعليا الأمور كما ينبغي، وكما قال الأخ نهاد الأولوية لاستعادة رأس الدولة الذي هو رأس الجمهورية، نسمع كلاما كثيراً حول موضوع ماذا بقي من صلاحيات رئيس الجمهورية، ومن وهو رئيس الجمهورية؟ لا احد يعرف قيمة الشيء إلا عندما يذهب، لا نعرف قيمة رئيس الجمهورية إلا عندما فعليا افتقدناه وحصل شغور رئاسي منذ 16 شهرا، رئيس الجمهورية ليس بالطريقة التي يصار فيها الى تخريب عقول اللبنانيين، بأنهم يريدون الرئيس القوي ومفهومهم القوي «بزنده»، الحقيقة ان الدستور واضح شديد الوضوح، ان رئيس الجمهورية رمز وحدة البلاد، هو الرئيس القوي بفكره وعقله وحكمته وبقيادته وبقدرته على ان يجمع اللبنانيين جميعا في مواقع مشتركة، هذا هو الرئيس القوي، وهذا هو الذي يكون عنوان وحدة اللبنانيين لا عنوانا لفرقتهم. نحن الآن في هذه الآونة علينا ان نرى الأمور الصحيحة، وان نسعى ونثبت على اولوية انتخاب رئيس الجمهورية ولا يأخذنا احد الى متاهات هنا وهناك، بما يؤدي الى تضييع البلد، لن نضيع البلد طالما نحن ثابتون على مبادئنا، وطالما نحن قادرون على ان نعبّر عن رأينا بالرغم من اي محاولات لتشويه الذي نراه وكما نراه اليوم، اللبنانيون يعانون كثيراً من مشاكل عديدة، ونعرف كم يتألم كل لبناني ونعلم مدى تأثير هذه الازمة التي تتعلق بالنفايات لكونها تضغط على كرامة الإنسان في لبنان، لكن طبيعي ألا يوجد حل لمشكلة النفايات الا حلا وطنيا تشاركيا يتحمل جميع اللبنانيين هذه المشكلة وطريقة حلها».

مرحلة شديدة الصعوبة

وشدد على اننا «في مرحلة شديدة الصعوبة يمرّ بها لبنان وتمرّ بها امتنا جميعا»، معتبراً ان «مشكلتنا ما زالت وباستمرار الإحتلال الإسرائيلي، وما زاد عليها من يحاول ان يفرض الهيمنة على المنطقة العربية»، ومؤكداً اننا «لا نريد ان نعادي احداً لا في لبنان ولا في العالم العربي، إلا الذي يعتدي على حقوقنا او الذي يحاول ان يفرض هيمنته علينا». واعلن السنيورة اننا «متمسكون بالعيش المشترك، هذه الميزة التي يتمتع بها لبنان والتي هي ايضا نموذج يحتذى ليس فقط بلبنان، لكن في العالم العربي كافة، وفي كل المجتمعات التي فيها تنوع».

وختم «ارى ان هناك املا يجب ان نسعى اليه، ومهما كانت الصعاب التي ستواجهنا، سنشعر بوحدتنا، بثباتنا على مواقفنا، بإيماننا بالله وإيماننا بوطننا وببيروت درة العواصم. اتمنى ان نلتقي العام المقبل هنا ونحتفل ببقاء لبنان دائما بين جميع اقرانه في الدول العربية وان تكون انتهت محنة سوريا».