“الحوار الساخن” بين عون والسنيورة وحرب يفجر “طاولة الحوار“
سجال بين عون والسنيورة وحرب ادى الى تعليق الجلسة الى الاربعاء
السنيورة طالب بانتخاب رئيس للجمهورية وفق النظام ودافع عن «الطائف»
مجلس النواب – هالة الحسيني:
لم تخرج جلسة الحوار الاولى بأي نتيجة، بل لم تسجل اي خرق يذكر في جدار الازمة اللبنانية المتفاقمة، بل تناولت بند رئاسة الجمهورية الذي اختلف حوله الافرقاء اللبنانيون، اذ ان مشادة كلامية بل سجالا حادا جرى بين النائب العماد ميشال عون والرئيس فؤاد السنيورة حول مسألة انتخاب رئيس الجمهورية.
ففي حين طالب عون بانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب واجراء انتخابات نيابية قبل انتخاب الرئيس رفض الرئيس السنيورة هذا الامر وطالب بانتخاب رئيس وفق النظام البرلماني مدافعا عن اتفاق الطائف، معتبرا ان الرئيس القوي يكون رمزا لوحدة اللبنانيين وليس ذلك الذي ينتخب مباشرة من الشعب كما طالب عون.
تدخل حرب
وقد تدخل الوزير بطرس حرب مدافعا عن وجهة نظر الرئيس السنيورة، ما استدعى احتدام الاشكال اكثر فأكثر بين عون والسنيورة، حيث اراد عون والوزير جبران باسيل الانسحاب من الجلسة الا ان الرئيس بري حاول ثنيه عن ذلك لكن السجال عاد واحتدم ما اضطر رئيس المجلس النيابي الى رفع الجلسة الى الاربعاء المقبل في السادس عشر من الجاري.
طرح عون
وتقول مصادر نيابية بارزة ان امكان مشاركة العماد عون في هذه الجلسة ضئيلا ما دام ان الاتفاق على بند رئاسة الجمهورية لم يصل الى نتيجة وان الحوار يتطلب محادثات اكثر وفق تلك المصادر لاسيما حول هذا البند المرتبط بقانون الانتخابات وترى ان الحوار لن يخرج بأي نتيجة طالما ان ازمات لبنان السياسية باتت مرتبطة بشكل شبه كامل بأزمة المنطقة لاسيما الوضع في سوريا.
وتعتبر المصادر ان الجلسة المقبلة من الحوار ستسبقها مشاورات واتصالات كثيرة لاسيما مع العماد ميشال عون اذ لا اتفاق على اي امر حتى الساعة سوى انها حاولت التخفيف من احتقان الشارع. وكانت جلسة الحوار الوطني الاولى التي دعا اليها رئيس مجلس النواب نبيه بري انطلقت عند الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق في قاعة المحاضرات في الطابق الثالث في المبنى الرئيس للمجلس النيابي.
طاولة مستديرة
واستعلت الجلسة بالنشيد الوطني اللبناني، وجلس المتحاورون خلف طاولة مستديرة توسطتها باقة ورد والعلم اللبناني وتوزع المتحاورون كالتالي:
– الرئيس نبيه بري يعاونه الوزير علي حسن خليل.
– رئيس الحكومة تمام سلام ومعه الوزير رشيد درباس.
– العماد ميشال عون ومعه الوزير جبران باسيل.
– الرئيس فؤاد السنيورة ومعه النائب عاطف مجدلاني.
– رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ومعه النائب علي فياض.
– نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري ومعه النائب روبير فاضل.
– الرئيس نجيب ميقاتي ومعه النائب احمد كرامي
– النائب ميشال المر
– رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان ومعه الزميل حسن حماده.
– رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي اسعد حردان ومعه الوزير السابق علي قانصو.
– الوزير بطرس حرب ومعه النائب السابق جواد بولس.
– رئيس حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان ومعه الوزير ارتور نظريان.
– رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ومعه النائب ايلي ماروني.
– الوزير ميشال فرعون ومعه الياس ابو حلا.
غاب عن هذه الجلسة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع الذي شارك في حوار العام 2006.n
اجراءات امنية
وهذه الجلسة شهدت ترتيبات واجراءات امنية مشددة في محيط مجلس النواب وافتتحها الرئيس بري بالقول: ان شاء الله نسير بهذا الحوار ولا نحتاج الى حوار اخر، لكن هذه الطاولة ستبقى مجهزة لمناسبات اخرى لجلسات اللجان النيابية والمحاضرات ودعا الى تفعيل الحوار وعمل المؤسسات الدستورية لاسيما المجلس النيابي لجهة فتح ابواب التشريع.
بيان مقتضب
وفي وقت كان تردد ان بري سيلقي كلمة بعيد انتهاء الحوار، فوجئ الصحافيون ببيان مقتضب أذاعه قرابة الثالثة والنصف الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر، جاء فيه:
«بعدما افتتح الرئيس نبيه بري الجلسة بكلمة، تحدث المشاركون عارضين وجهة نظرهم من القضايا المطروحة مع التركيز على البند الأول المتمثل بانتخاب رئيس للجمهورية والخطوات المطلوبة للوصول إلى هذا الأمر، حدد موعد الجلسة المقبلة ظهر الأربعاء المقبل في 16 أيلول».
وكان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل أول المغادرين والنائب عون وكتلته آخرهم.
ماروني: وبعيد الجلسة، اعتبر رئيس كتلة نواب الكتائب النائب ايلي ماروني ان «الاهم في جلسة الحوار ان كان هناك شبه اجماع على ضرورة تسهيل عمل الحكومة للتخلص من ازمة النفايات».
بري ممازحا: وكانت الجلسة الحوارية انطلقت بعد النشيد الوطني والتقاط الصورة التذكارية، حيث وجه بري كلمة ترحيبية مازح فيها الحضور قائلا ان هذه الطاولة الموجودة في القاعة ان شاء الله لا تحتاج الى حوار ثان ولكن يمكن ان نحتاج اليها لجلسات اخرى كون هذه القاعة مجهزة وتساعد لاجتماعات اخرى.
«الحوار هو السبيل للخروج من ازماتنا»
بري: الوطن يناشدكم الاتفاق والمطلوب أن نصنع لبنان الموحد
استهل الرئيس نبيه بري جلسة الحوار بمداخلة جاء فيها: «بسم الله،اصحاب الدولة والمعالي والسعادة، الاخوة الكرام. ارحب بكم تحت قبة البرلمان اللبناني، حيث كانت بيروت ونأمل انها لا تزال موضع القوانين، وأشكر لكم بداية وانتم تمثلون القوى السياسية البرلمانية الحية، تلبيتكم هذه الدعوة لحوار الضرورة في هذه اللحظة السياسية توخيا لنتائج تضع خارطة طريق لخروجنا من أزماتنا المتنوعة على قاعدة جدول الاعمال المحصور في النقاط التي أعلنت وأشير الى ان مجرد إنعقاد هذا الحوار يعبر عن النجاح في تأكيدنا جميعا الإلتزام بأن الحوار هو السبيل للخروج من أزماتنا وإلتزامنا بوحدة بلدنا وصيغة العيش الوطني.
نعم كان لابد من هذا الإجتماع من أجل خلاص وطننا من حالة الجمود الراهن حتى لا نعثر على وطننا في مكب التاريخ، ذلك لأن السلبية المتأتية عن السياسات الخاصة والمصلحية والحزبية والشخصية كادت أن تهدد وجود لبنان».
عناوين الازمة
واضاف: «إن الأزمة السياسية التي من عناوينها الكبرى الشغور الرئاسي وتعليق التشريع والتفكك الحكومي والأزمة الإجتماعية التي من تعبيراتها زيادة عدد الأسر اللبنانية التي تقع تحت خط الفقر وغياب فرص العمل. والأزمة الإجتماعية التي من مظاهرها البارزة فضيحة النفايات تحتاج إلى إنجاز الحوار بحلول ناجحة وناجعة وسريعة لأن الإستمرار في لعبة عض الأصابع الجارية إنما تتم على حساب الوطن والمواطن.
نحن نجتمع لنحاول وضع حلول عادلة ومخارج صحيحة وهذا الأمر يحتاج الى توحيد المواقف لا الى حوار الطرشان.
إنني أناشدكم، بل إن الوطن يناشدكم الإتفاق متمنيا أن لا يكون قد فات الوقت وأن نتمكن من رسم خارطة طريق لعبور الاستحقاق الرئاسي وإطلاق عمل التشريع لوضع القوانين الرئيسية التي ترسم صورة لبنان غدا وإخراج السلطة التنفيذية من واقع التفكك وتنشيط أدوارها.
إن المطلوب ان نصنع غدا، إن المطلوب ان نصنع لبنان الموحد: الارض والشعب والمؤسسات نموذجا عربيا لإخراج الاقطار الشقيقة من واقع التفكك ومشاريع تقسيم المقسم.
بل ازعم ان هذا الاجتماع يشجع الاخرين للحوار من أجلنا ويعطي اندفاعة سياسية جديدة، ليس على مستوى لبنان فحسب بل على مستوى المنطقة.
… والعرب بحاجة للحوار
كل البلاد العربية او اكثرها حتى لا ابالغ هي بحاجة لحوار، عدا ذلك ايها السادة فإننا سننتظر أن يأخذ احد بيدنا الى احدى العواصم ليتم إبلاغنا المخرج الذي نوافق عليه وتعليق لبنان على مسمار في حائط الشرق الاوسط الى لحظة إنفجار جديد فهل نستحق لبناننا؟».
وختم بري: «إن هذا الحوار هو الامتحان الذي تجيب نتائجه على هذا السؤال وهو الذي يجب ان يمكننا معا من رسم خارطة طريق للمستقبل القريب والمتوسط والبعيد. تعالوا ايها السادة الكرام لنستحق لبناننا. واختم مع الشاعر التونسي لطفي بوشناق: «إذا ما البحر طوقني بموج، صنعت بموجه طوق النجاة». فهل نصنع طوقا لنجاة لبنان؟ عشتم وعاش لبنان».
جعجع: ما نتيجة ساعات الحوار؟
بعد انتهاء جلسة الحوار وتحديد الاربعاء المقبل موعدا لجلسة ثانية، غرد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عبر «تويتر» فكتب «هل بامكان احد ان يقول لي ما كانت نتيجة كل ساعات الحوار؟».
السنيورة ينفي اي مشادة مع عون
اشار المكتب الاعلامي لرئيس كتلة «المستقبل» النائب فؤاد السنيورة الى ان «بعض وسائل الاعلام ذكرت ان مشادة حصلت بين فؤاد السنيورة، وبين رئيس كتلة «الاصلاح والتغيير» العماد ميشال عون، خلال جلسة الحوار»، مشدداً على انه «لم تحدث اية مشادة بينهما وما ذكر عار من الصحة».