IMLebanon

الراعي في عاليه:كفى فراغا بنال من كرامتنا الوطنية

من عاليه، وفي مستهل زيارته الراعوية للمنطقة التي تستمر ثلاثة أيام، أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، رسائل سياسية في أكثر من اتجاه، وفي كل محطة كان له الموقف المناسب، حيث أقيمت له الاستقبالات الشعبية، وشدد هو بدوره على المصالحة والعيش الواحد، وقال: «نعيش اليوم أزمة شركة ومحبة وثقة وتضامن واحترام متبادل. لبنان يمر بحال مرض ولكنه لن يموت، وهو سيشفى بالارادة الوطنية الطيبة، بالذين يخلصون للبنان ويضعونه اولا وآخرا، الذين يحملون الجمهورية، اولا السقف الاساس هو الدولة الجمهورية الشعب والمؤسسات».

استهل الراعي زيارته الى عاليه، بزيارة مركز جمعية الرسالة الاجتماعية يرافقه راعي أبرشية بيروت وتوابعها للموارنة المطران بولس مطر، النائب البطريركي العام المطران بولس صياح، المونسنيور جوزف بويري وأمين سر البطريرك الأب إيلي خوري. وكان في استقبالهم وزير الزراعة أكرم شهيب، النواب فادي الهبر هنري الحلو وفؤاد السعد، الوزير السابق مروان خير الدين ورؤساء بلديات واتحاد بلديات منطقة عاليه وممثلون عن التيارات والأحزاب وعدد من المشايخ  والآباء.

ورحب شهيب بالبطريرك، متوجها اليه بالقول: بهذه الزيارة تضيفون مدماكا جديدا على بناء المصالحة والثقة والمحبة المتبادلة التي أرستها في العام 2001 الزيارةالتاريخية الى المختارة والجبل والتي وضعت أسس المصالحة زيارة البطريرك مار نصرالله بطرس صفير الطيب الذكر، والتي اعادت الجبل الى الجبل».

وقال:»إننا مؤمنون معكم ان مفتاح حل أزمتنا هو انتخاب رئيس للبلاد، وبتعزيز المؤسسات وتأمين مصالح الناس اجتماعيا، معيشيا واقتصاديا، ونطمئنكم اننا في هذا الجبل سنبقى الصورة السليمة للوحدة الوطنية، ونسعى لكي تكون كما الجبل صورة الوطن (…)».

العيش الواحد

كذلك زار البطريرك كنيسة مار انطونيوس ، وأكد في كلمة له أننا «نعيش معا، ونشكل مجموعة، وهذا المثال في عاليه حيث العيش معا واضح ويشكل حجر اساس في هذا البناء».

واذ شكر للوزير شهيب خارطة الطريق التي وضعت كحل لمشروع النفايات، أمل في «ان تكون مدخلا الى اللامركزية، وبالنسبة للبلديات، ونتطلع الى ان يتحمل المجتمع الاهلي المسؤولية». وحيا الشباب الذين يتظاهرون كبارا وصغارا و»نحيي المضربين عن الطعام، ونشكرهم لانهم يطالبون بوضع حد للفساد وان تستعيد الدولة مسؤولياتها ويعيشون بصحة تامة، فهم يقولون اننا لا نقبل ان يعود لبنان الى الوراء»، واما انا فاقول لهم ان يصوبوا المطالب نحو مطلب اساسي وهو الباب الاساسي لكل الامور ولتلبية المطالب كافة، وهذا المدخل هو انتخاب رئيس للجمهورية باسرع ما يمكن».

نعيش فراغاً

وأسف  الراعي «اننا نعيش فراغا في السقف كيف يتمكن ان يصمد بيت من غير سقف، فهذا غير مقبول، اقول هذا في عاليه لاننا في مدينة تؤمن بان لبنان هو الاول واحيي اخوتنا الموحدين الدروز لان لهم فضل في تاريخ لبنان مع الموارنة. كلنا مسؤول ولمسؤولياتنا جذور تاريخية لذلك علينا ان نعمل معا».

وختم:»مشكلة النفايات اولية لانها تتعلق بصحة شعب، وهناك باب واحد للحل، لحل كل مشاكل لبنان هي انتخاب رئيس فمن هنا ينتظم كل شيء ويعود المجلس الى عمله وتجري الانتخابات النيابية، هذا الكلام هو اجدى ما يمكن ان يقال. هنا في عاليه وبصوت عال، نقول اليد باليد لنواصل معا طريق بناء لبنان وطنا يليق بالرسالة والتاريخ والدور المنوط به».

وفي الختام قدمت الهدايا التذكارية الى الراعي وهي عبارة عن مجسم لكنيسة مار انطونيوس.

 في كيفون

ومن الكنيسة ، توجه الراعي الى حسينية بلدة كيفون، حيث كان في استقباله امام البلدة الشيخ حسين الحركة ومحمود قماطي ممثلا «حزب الله» ومحمد داغر ممثلا «حركة امل»، بالاضافة الى رئيس البلدية محمد الحكيم واعضاء المجلس ومخاتير وفاعليات.

بعد كلمة ترحيب من حكيم قال الشيخ الحركة:»ايا بيت الحسين هاك صوت المسيح في الفضاء ودمه النقي الندي على صليب كربلاء ينادي دماك. قد جاءنا من محراب مريم البتول يحمل رزقها غرس محبة في كل الحقول وتسبح المئذنة هللويا هللويا فرحا بلقاك يا غبطة الانسان، كلنا في المحبة من رعاياك».

ورد الراعي بالقول :» اللقاء مع الاخوة الشيعة في هذا المكان جعلنا نجدد ايماننا المشترك بان الهوية اللبنانية تكونت من المسلمين والمسيحيين من حيث لا ندري، وعلى الرغم من كل الازمات في لبنان وكل الاصطفافات، لم نسمع كلمة واحدة تعاكس الهوية اللبنانية، لم نسمع الا هذا «اللبنان يجب ان نعيش فيه معا مسلمين ومسيحيين»(…).اننا حقا ابناء هوية مشتركة، لا بد ان نعمل معا من اجل بناء هذه الهوية، فلا يجوز ان تنال الاختيارات السياسية منها، لبنان يبقى قبلة الانظار وهذا العيش معا وهذا التعاون والمساواة هم اكبر دليل على ان العالم بحاجة الى هذه الشهادة اللبنانية. لذلك لا يجوز ان تطغى على هويتنا اية مشكلة. ما اجمل ان نرى فضيلة الشيخ يؤدي التحية المسيحية وهي السلام لجميعكم الى جانب التحية الاسلامية، هذا هو لبنان المتنوع الجميل».

وفي الختام قدمت درع تذكارية للبطريرك الراعي.

الخلاص بالشراكة الوطنية

ومن البلدات التي شملتها زيارة البطريرك: سوق الغرب ومجدليا والدفون وبيصور والبنيه وكفرمتى، وفي كل هذه المحطات جدد التأكيد على الشراكة الوطنية لان فيها الخلاص، ولفت إلى أن «العالم يعيش التنوع بدءا من العالم العربي، الذي يعيش حربا ضروسا، كذلك الامر مع الغرب الذي اجتاحته التيارات المادية واصبح كل واحد يعيش بمفرده، لا يود مشاركة الاخر. ولكن لبنان، مع كل مشاكله، لا يزال يحمل رسالته، الرسالة التي قالها البابا يوحنا في الشرق والغرب، لبنان هو نموذج للتعددية. لبنان اليوم يدفع ثمن الحرب التي يعيشها اينما كان، نسمع صراع الاديان والحضارات والثقافات ولكن لبنان يظهر العكس. وعلى الرغم من كل مشاكلنا يبقى اللبناني حريصا على الحفاظ على التنوع ولا احد يريد ان يرفض هذا التنوع، ونلعب دورا ورسالة، وكلنا يجب ان يعمل ليحافظ على اطار هذه الرسالة الا وهي الدولة اللبنانية».  

في بيصور

وفي بيصور حيا البطريرك الراعي «القيادات السياسية ولاسيما النائبين وليد حنبلاط وطلال ارسلان وجميع ابناء المنطقة على الوحدة والتعاون الذي تعيشونه، انه نموذج على مستوى اتحاد البلديات، انتم تبنون مدماكا فوق مدماك للمصالحة الوطنية التي بدأت في الـ2001. ونحن اذا عدنا الى التاريخ نفهم انه بوحدة الجبل اللبناني وحدة كل لبنان».

وقال:»لقد سمعنا صرخة من الحاضرين تقول كفى فراغا في الرئاسة، كفى للنزاعات، هذه صرخة الشعب ونحن نطلقها من هنا، ونقول كفى فراغا لانه ينال من كرامتنا الوطنية ومن موقع لبنان بين الدول».

عند شيخ العقل

وفي البنيه، زار الراعي شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن في دارته، حيث كان في استقباله قضاة المذهب الدرزي، رئيس محكمة الاستئناف القاضي فيصل نصر الدين ومشايخ الطائفة وحشد من الاهالي.

والقى رئيس البلدية فارس جابر كلمة قال فيها: «ها هي البنيه تفتح قلبها وذراعيها لتستقبل رجلا كبيرا من رجال هذا الوطن. زيارتكم يا صاحب الغبطة هي جسر عبور للمحبة والشراكة والتلاقي بين ابناء الجبل الواحد(…)».

حسن: بدوره، قال شيخ العقل: «شرفتم داركم صاحب الغبطة، في هذه الارض خبزنا ومن هذا الجبل ماؤنا، من خيراته تغذت أرواحنا، لم يؤذ الجبل الا مصالح الدول الطامعة وسياساتها.

ورد الراعي قائلا : «أشكركم سماحة شيخ العقل للصداقة العميقة بيننا منذ ان تعارفنا، يسرنا هذا الاستقبال في دارتكم الكريمة».  كفرمتى

وفي كفرمتى كان في استقبال الراعي الشيخ نصر الدين الغريب ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان الذي قال: «آن لنا ان نبعد عن «أدبياتنا» كلمة «التعايش»، اذ مرادفه للسلام الموقت والوطنية لا تكون الا السلام الدائم. الوطنية لا تكون الا بالسلام المطلق والدائم بين أبناء الوطن الواحد، ووطننا لبنان أمانة في أعناقنا».

بدوره الشيخ الغريب، دعا الى انتخاب رئيس للجمهورية يكون مقاوما لاسرائيل وللارهاب الدولي، رئيسا يعيد للجمهورية هيبتها وللمؤسسات دورها»، آملا ان يتحقق هذا الهدف وتنجلي الغيمة السوداء من سماء العرب ويعم السلام، وان تعود الجامعة العربية جامعة الاصدقاء المتعاونين لا جامعة الاعداء»، مشيرا الى «اننا خسرنا الكثير في سبيل هذا البلد الصغير في مساحته والكبير في وجوده يستحق منا التضحيات وان غلت والجراح وان كانت عميقة.

كما زار الراعي بيت اليتيم الدرزي ومقام التنوخي في عبيه.