اختتم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، جولته الراعوية الى منطقة عاليه، واطلق خلال زياراته الى القرى والبلدات والمزارات المزيد من المواقف، معلنا ان القصة ليست قصة صلاحيات رئيس وانما عدم وجود رئيس للجمهورية»، مشيرا الى «ان ما يقلقنا، هو عدم الاكتراث لموضوع الرئاسة»، داعيا الى «بناء جسر بين قوى 8 و 14 آذار»، وقال: «نحن شعب لا نريد الموت لا وطنيا ولا سياسيا».
استهل الراعي يومه الاخير في عاليه، بزيارة مباركة الى مزار القديسة تريزا الطفل يسوع في وادي شحرور، الذي سيحتفل باليوبيل الـ75 على تأسيسه وتأسيس اخوية القديسة تريزا الأسبوع المقبل.
كذلك زار بلدات حارة الست، بسوس، حارة الفغالية، وادي شحرور العليا، حارة التين، وادي شحرور السفلى. بدادون، صومال، بليبل حيث تفقد الكنائس والاديرة، وأقيمت له الاستقبالات الشعبية، مرحبة بقدومه الى المنطقة «حيث حلت البركة علينا وعلى أبناء المنطقة ككل».
وفي تلك البلدات، ألقى البطريرك كلمات عدة، ردا على الكلمات الترحيبية من مستقبليه، (…) «نقول دائما إن خلاص لبنان في المجتمع يكمن في المجتمع اي انطلاقا من القاعدة المتماسكة المحافظة على وحدتها. واليوم نرى جميعا ان القاعدة قد تحركت، فالشباب لا يزالون مضربين عن الطعام، وكانت التظاهرات قد حملت مطالب متنوعة. نحن نقدر كل التضحيات وندعمها، ولكننا نريد ان يوجه تحرك المجتمع بهدف إتمام أمر أساسي لانتظام كل الامور وهو انتخاب رئيس للجمهورية، فالقصة ليست قصة صلاحيات رئيس وإنما قصة عدم وجود رئيس للجمهورية».
وفي بسوس، نوه الراعي بـ»دور أبناء البلدة وثباتهم بايمانهم»، وقال: «تحية الى نوابنا الذين رافقونا طيلة مدة الزيارة من دون تعب، زرنا بسوس وأحببنا شعبها واكرامهم لأمنا مريم، هذه بلدة الايمان والالتزام خصوصا انكم تحافظون على الكنيسة السريانية الانطاكية. زيارتنا اليوم لتأكيد روابط الشركة والمحبة بيننا، نعم عشتم مرحلة صعبة في الحرب ولكن نعمة الرب ظاهرة وهي اكبر من شرور الحرب، ونتأمل من السياسيين وهم معنا اليوم ان تشمل خطة الانماء هذه البلدات».
أضاف: «الهوة عميقة بين الشعب والمسؤولين، والمطلوب ردمها، فعلى السلطة المدنية والجماعة السياسية ان تواكب الشعب في مرحلة البناء، وما يقلقنا اليوم هو عدم الاكتراث بموضوع رئاسة الجمهورية، البعض منزعج ويعتبر كلامنا هرطقة، البطريرك يتكلم كل يوم عن موضوع الرئاسة، يزعجهم الامر ولكنني اقول كيف يمكن ان يكون هناك جمهورية من دون رأس ومجلس نواب مشلول وحكومة شبه مشلولة والنفايات في كل مكان، ولكي يبقى الرجاء والامل ومحبتنا لله الاقوى ومحبتنا لبعضنا، ستحمي لبنان» (…).
وتابع: «اوجه ندائي الى شبابنا الطالع المهدد باللامسؤولية، دوركم كبير جدا، وكما لمسنا في هذه الزيارة وفهمنا كم هو دوركم كبير في حياتنا ومجتمعنا. اقول لهم الا يستهتروا اليوم لان المستقبل لا يحتمل الاستهتار ، نحن بحاجة الى جماعة يسكن في قلبها الحب لتعيش الرحمة، ندائي الى السلطة السياسية، ان ترحم الشعب بجوعه وعطشه وتطلعاته، فلتحبه، عندها سترحمه. شعبنا يحب سلطته وهذا ما رايناه، فعند وصول اي مسؤول يحترم الشعب حضوره ويرحب به ويخصص له مكانا، كذلك على السلطة بدورها ان تحب وتحترم الشعب وتبادله العاطفة ولا تستغل طيبته وعاطفته، وعندما اقول سلطة، اي مدينة واجتماعية، فيا رب املأ قلوبنا محبة لبعضنا لكي نعيش الرحمة».
اليوم الثاني للزيارة
لليوم الثاني، تابع البطريرك الراعي زيارته الراعوية لمنطقة عاليه، استهلها بزيارة الاميرة حياة ارسلان في دارتها، حيث كان في استقباله رئيس البلدية وجدي مراد ووفد من مشايخ طائفة الموحدين الدروز، وفاعليات وشخصيات من ابناء المنطقة.
بداية، رحّبت ارسلان بالبطريرك والوفد المرافق، وقالت: (.. .) كبيرة هي العلاقة بين بكركي وهذا البيت، ونقول انه مهما مرّ من غيوم ستبقى القلوب موحدة وستزول الشوائب بوجودكم يا صاحب الغبطة (…) .
بدوره، شكر الراعي الاميرة ووفد المشايخ على حفاوة الاستقبال، وقال :» نحن سعداء في ان نكون في هذا البيت الكريم مع الوفد المرافق. هذه الزيارة مقصودة لان لها معانيها وابعادها من علاقات تاريخية بين البطريركية والامير توفيق ارسلان وما يتعلق باعلان دولة لبنان الكبير، نحن هنا لنجدد سويا المسيرة التي تحدثنا عنها وهي الاستعداد للاحتفال بالمئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير. لقد اطلقنا في البطريركية المذكرة الوطنية التي كان من المفترض ان تكون بين يدي رئيس الجمهورية الجديد. اردناه ان يفتتح عهده بهذه المئوية، لكن حتى الساعة ما من رئيس، نعلن انطلاقتنا المشتركة من هذا البيت معكم، للاستعداد للاحتفال بالمئوية (…).
واشار الى اننا «قسمنا ودمّرنا وعطلنا كفاية، تعالوا نبني الجسر لنكون قيمة مضافة في هذا البلد التعددي»، وقال «كفى 8 و14 علينا ان نبني جسراً بينكما، الجسر يجمع ويكفي».
وشدد على ان «لا يمكننا التلاعب ابداً بكيان وشعب ومؤسسات وهوية ورسالة ومئوية لبنان الاولى»، وتوجّه الى السياسيين قائلاً «لا يمكنكم ان تتحضروا هكذا للمئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير، ولا يحق لكم ان تصموا اذانكم في الوقت الذي يطالبكم العالم بانتخاب رئيس الجمهورية».
بحمدون
كما زار الراعي بلدة بحمدون، إذ بعد توقفه لزيارة كنيسة مار الياس بحمدون-المحطة، دخل البلدة وسط استقبال حاشد حضر فيه النواب: فؤاد السعد، هنري حلو وفادي الهبر، رئيس بلدية بحمدون وليد خيرالله وفاعليات البلدة. وقدمت الهدايا التذكارية وقدم كاهن رعية مار جرجس الارثوذكسية اسحق وهبة ايقونة تذكارية، قائلا: «تزيدون بزيارتكم نورنا ضياء وملحنا طعما».
كذلك زار الراعي منصورية بحمدون وبتعزانية ورويسة النعمان وشرتون.
زيارة القبيات وجزين: ويزور الراعي بلدة القبيات في 17 الحالي وجزين في 19 منه.