اعتبر وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ان «هناك جوا في لبنان رافضا لكل شيء ولا يمكن ان يرضى بسهولة ضمن المنطق والعقل والقوانين المرعية الاجراء»، لافتا الى ان «ذلك يعود الى عدم الثقة بين الدولة والمتظاهرين». ووصف الخصومات السياسية في لبنان بأنها «حقيرة لدرجة انها تستطيع تعطيل اي حق وواجب للمواطن على الدولة».
وقال المشنوق في حديث متلفز: ان «تعبير اسقاط النظام في لبنان هو دعوة الى الفوضى، لان في لبنان نظاما ديموقراطيا والسلطة تتشكل نتيجة انتخابات، ولبنان بلد طوائف والطوائف فيه هي العنصر الرئيسي للقرار اللبناني». سائلا كيف يمكن اسقاط النظام دون اجراء انتخابات؟ واشار انه «لا يمكن اجراء تغيير في لبنان الا من خلال قانون انتخابات عصري يفتح الباب امام الاقليات والمستقلين والشباب، معتبرا ان الحراك المطلبي شكل انذارا لكل القوى السياسية والطوائف بانها ملزمة بانتخاب رئيس جمهورية واقرار قانون انتخابات عصري»
وتحدث عن «صراع كبير على الرئاسة وعلى السياسة المستقبلية في لبنان، لان كل فريق ينحاز الى محور اقليمي بطبيعة التمثيل وبطبيعة الطائفة». وقال: نحن منحازون للعروبة، ولعروبة لبنان تحديدا.
واعرب عن اعتقاده بان «التسوية في لبنان قد تكون متاحة بشكل جزئي بمعنى انتخابات رئاسية والاتفاق على رئيس، معتبرا ان هذا الامر قد يكون بعيد المدى، لان هناك قرارا دوليا كبيرا بعدم تعريض لبنان الى هزات عنيفة».
تراجع الخدمات
وأشار الى ان هناك «تراكما من عدم الثقة بين المواطنين والدولة نتيجة للتراجع الكبير في الخدمات التي هي اساس حياتهم اليومية سواء الكهرباء او الخدمات الاجتماعية واخيرا ملف النفايات، سائلا هل هي مسؤولية هذه الحكومة ام انها نتيجة لتراكم عمل الحكومات منذ العام 2005 بعد اغتيال الرئيس الحريري وحتى الآن؟».
وكشف عن ان «الصراع السياسي القائم في لبنان منذ العام 2005 أوصل الى التعطيل الكامل، لان هناك قرارا تعطيليا لقوى سياسية محددة بغية تعديل النظام».
ولفت الى انه لا يمكن وضع قانون انتخاب جديد قبل انتخاب رئيس الجمهورية لانه سيسبب مزيدا من الصراع دون الوصول الى نتيجة».
كلام عون
واعتبر ان كلام العماد ميشال عون عن انتخاب الرئيس من الشعب غير واقعي وغير موضوعي، لافتا الى ان العماد عون يعلم ذلك، وهو تهديد لتعطيل الدولة بكاملها لحين اجراء التعديلات الدستورية التي يريدها، ويعلم انه يحتكم في هذا الكلام الى جهة مجهولة.
وجزم انه لا يوافق بما يمثل كقوى سياسية على اجراء اي تعديل في اتفاق الطائف، لافتا الى ان تعديل الدستور لا يتم في الشارع انما له اطار محدد في مجلس النواب اللبناني، كاشفا عن ان هذا التهديد، نعيشه اليوم، اذ ان مجلس الوزراء معطل ومجلس النواب معطل والحياة الاقتصادية معطلة، ما يعني إما القبول بالتعطيل او بالتعديل.
انواع المتظاهرين
وفند المشنوق المتظاهرين بثلاثة انواع: المطلبي الممنهج، والحزبي اليساري والمحرضون المشاغبون.
ونفى الكلام الذي صدر عن دولة صغيرة بأنه كان يعني دولة قطر. وقال انا لا استطيع ان اسمي اي دولة قبل التثبت من الوقائع التي تؤكد بان الجهة التي اتحدث عنها هي هذه الدولة او تلك، وعند استكمال التحقيق يحدد من هي الجهة، ولكن انا لم أسمّ اي دولة.
واكد ان ما «حدث في الشارع هو صفارة انذار لكل الطبقة السياسية، وقال «عليهم ان يأخذوا بجدية ويتعاملوا معها بأنها عنصر جديد يدخل الى الحياة اليومية وهذا العنصر يراكم ويزداد، مؤكدا ان لا احد يستطيع تجاهل هذه الصفارة».
الاتفاق النووي
ورحب المشنوق بالاتفاق الاميركي الايراني اذا كان جزءا من الاستقرار في المنطقة، لكنه اشار الى ان كل يوم يثبت العكس، واخر اكتشاف هو ما عرفته عن الكويت، سائلا كيف يمكن ان يكون هناك استقرار في المنطقة وهناك 19 طنا متفجرات وعدد كبير جدا من المتهمين بالانتماء الى المحور الايراني سواء كان عبر حزب الله او عبر غيره من التنظيمات، فضلا عن 10 آلاف بذلة عسكرية كويتية والف بذلة للحرس الثوري الايراني.
واكد ان الكويت دولة عاقلة متوازنة يقودها امير حكيم يمتاز بواقعية سياسية يريد حماية بلده ولديه تجربة قاسية مع الغزو العراقي تجعله اكثر انفتاحا على كل القوى وهو يتمتع بحكمة كبيرة، لافتا الى اننا نجد ان المخطط الايراني بالتمدد الامني لا يزال على حاله، سائلا كيف يمكن ان يكون هذا الاتفاق جزءا من الاستقرار؟
الرغبة في الاستقرار
كما اشار المشنوق الى كلام وزير الخارجية البحريني عن اكتشاف كمية من المتفجرات تكفي لاطاحة العاصمة المنامة كلها، مكررا السؤال عن الاستقرار والرغبة في هذا الاستقرار.
واعتبر ان العنصر الجديد على الساحة السورية هو الاعلان عن الوجود العسكري الروسي والمقصود منه ما اثاره الروس عن مرحلة انتقالية تبدأ بالاسد وتنتهي من دونه، وحكومة مختلطة. والعنصر الثاني هو عدم قدرة القوات الايرانية وحزب الله على حماية النظام في المناطق المتبقية، ما اضطر الروس للدفاع المباشر عن النظام.
ورأى ان المعادلة في اليمن مختلفة ولا تشبه اي منطقة اخرى، اذ ان هذه الحركة العربية اعادت للعرب شيئا من عزتهم، ومن ان هناك في مكان ما مبادرة سعودية بالمواجهة العسكرية في اليمن.