Site icon IMLebanon

حل النفايات بطيء… والامطار تلامس الارض

كتب عبد الامير بيضون:

يدخل لبنان اليوم يومه الرابع والثمانين بعد الاربعماية من دون رئيس للجمهورية.. والمواقف السياسية المعلنة من الافرقاء كافة، تلتقي عند نقطة مركزية هي «ان الظروف الدولية والاقليمية غير جاهزة بعد لانجاز هذا الاستحقاق..»؟!

وإذ يعيش لبنان أزماته المتعددة العناوين والملفات، وهي تدور في حلقة مفرغة، تنام على وعود بالحلحلة، وتصحو على وقائع مختلفة، كما في أزمة النفايات التي دخلت شهرها الثاني من ان يظهر على الارض، وفي حيز التطبيق العملي، أي معطيات مؤكدة ان ما يسمى «خطة الوزير شهيب» التي أقرها مجلس الوزراء، ستعبر الى التنفيذ ولو بعد حين، بعد المروحة الواسعة من الاستشارات واللقاءات والاجتماعات التي جرت من أجل نزع المعوقات من طريقها، لاسيما مكب سرار في عكار، وبرج حمود، بعدما جرى طي مسألة «المصنع» في البقاع..

من برج حمود الى الوسط.. حراك وشغب وتوقيفات

في السياق فقد كان وسط بيروت أمس، على موعد آخر مع «مسيرة احتجاجية» جديدة انطلقت من منطقة برج حمود والنهر وحطت رحالها في ساحتي الشهداء والنجمة بمواكبة أمنية مشددة «منعاً لدخول مندسين ومشاغبين على خطها..» كما أوعز وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق الى القادة الامنيين إثر اجتماع خصص لهذا الغرض في مكتبه بالوزارة.. وهي مسيرة لم تنج من كثير من الفوضى وأعمال الشغب والتدافع والعراك على خلفيات صور ويافطات.. ما اضطر القوى الأمنية للتدخل لفض الاشكالات بين المواطنين وأوقفت عدداً من الذين اعتدوا بالضرب على المتظاهرين..

وإلى هنا، فإن الازمة الحكومية، كما سائر الازمات التي يعيشها لبنان، تنتظر على حافة «الحوار الوطني»، حيث الجلسة الثالثة يوم غد الثلاثاء، وان كانت الامال المعقودة على ذلك لا ترقى مستوى توقع أي جديد مؤثر، وذلك على الرغم من ان الاتصالات لم تنقطع بين العديد من الافرقاء النافذين، لاعطاء دفع لهذه الجلسة، على خلفية ان «جلسات الحوار هي السبيل الوحيد للوصول الى حل للمشاكل..» هذا مع العلم ان «التيار الوطني الحر» ترك للعماد ميشال عون الكشف عن الموقف من مسألة انسحاب تياره من طاولة الحوار..

سلام: الحكومة تجتمع بعد عودتي من نيويورك

وعشية توجهه الى نيويورك لتمثيل لبنان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبيل توجهه ووزير التربية الياس بوصعب الى دبي أمس، لتقديم التعازي لحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بوفاة نجله الشيخ راشد، فقد حرص رئيس الحكومة تمام سلام ان يلتقي «راعي الحوار الوطني» الرئيس نبيه بري في عين التينة أول من أمس، حيث جرى عرض للأوضاع والملفات المطروحة «حيث ان وطننا يمر بمجموعة أزمات وهي بحاجة الى متابعة حثيثة..» على ما قال الرئيس سلام، مؤكداً «ان مجلس الوزراء سينعقد بعد عودته من نيويورك..» ومشدداً على «الحاجة لتسيير شؤون البلاد والعباد.. وبالتالي فإن السلطة التنفيذية لا تستطيع إلا ان تتابع وتحل او تتصدى لكثير من المشكلات والاستحقاقات..».

وعن ترتيب الملفات المطروحة، أكد سلام ان «كل الملفات داهمة وملف النفايات على نار حامية، والخطة التي أقرها مجلس الوزراء (خطة الوزير شهيب) تتابع وتتقدم فصولاً.. وان شاء الله يكون هناك حلول قريبة تسحب فتيل النفايات من الواقع المأزوم..».

وفي السياق، فقد التقى الرئيس بري، في عين التنية وزير الصحة وائل ابو فاعور، موفداً من رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، حيث لفت ابو فاعور الى قناعة (بري وجنبلاط) هي أنه «يجب الا يتوقف البحث عن الحلول، وهناك بعض الاقتراحات التي يمكن في الحد الأدنى ان تقود الى اعادة اطلاق عمل مجلس الوزراء ومجلس النواب.. والأمور ليست مستحيلة..».

جنبلاط مستبعداً انتخاب رئيس

إلى ذلك، وعشية الجولة الثالثة لـ«الحوار الوطني» المقررة يوم غد الثلاثاء، وعلى رأس أولوياتها انتخاب رئيس للجمهورية، فقد صدرت جملة مواقف، من أبرزها ما قاله النائب وليد جنبلاط في لقاء عقده في الوردانية، وحضره رؤساء بلديات ومخاتير اقليم الخروب، «مستبعداً امكان انتخاب رئيس توافقي في الوقت الحالي.. لأن هناك انقساماً سياسياً في البلد ولا تسمح الظروف المحلية والاقليمية والدولية للوصول الى انتخاب الرئيس..».

الجميل: بعد خارجي للاستحقاق

من جانبه أكد الرئيس أمين الجميل، بعد اجتماع عقده في نيويورك مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وتناول «شؤون لبنان والمنطقة» ان «الاستحقاق الرئاسي في لبنان أخذ بعداً خارجياً، وبات أكثر فأكثر أسير المعطيات الاقليمية.. ومن هنا أصبح من الضروري تأمين توافق اقليمي ودولي يسمح للقرار الداخلي بالعبور الى انتخاب رئيس للبلاد (…).

وفي شأن «أزمة اللاجئين السوريين» التي أخذت حيزاً من النقاش، أكد الجميل ان «لبنان لم يعد قادراً على تحمل هذه الازمة وتداعياتها على أمنه واقتصاده ونسيجه الاجتماعي». مستغرباً صمت المجتمع الدولي.

«أمل»: الرئيس أولوية

وفي المواقف، وفي «الذكرى السنوية للشهداء القادة داود داود، ومحمود فقيه وحسن سبيتي وعلي قمحية، فقد أحيت حركة «أمل» مهرجاناً جماهيرياً في بلدة كفرصير، والقى النائب ايوب حميد كلمة تناولت الوضع الاقليمي وتطوراته، ليخلص الى القول الى أنه «في هذه اللحظات الحاسمة، كانت دعوة الرئيس بري الى الحوار لتستنقذ الوطن.. من خلال عودة التشريع، وانتخاب رئيس للبلاد والتوافق على آلية العمل في مجلس الوزراء، ولتصل الى قانون انتخابي..».

وقال: «ان قضية انتخاب رئيس هي أولوية، ولا يجوز على الاقطاب تجاهل هذه القضية..» ليخلص الى القول ان «حركة أمل لن تنجر الى لغة الشارع، ولن تستغل اثارة الفتن ليكون لبنان في اطار التناحر والفوضى..».

بدوره عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم قال «ان اللبنانيين ملوا السلبية (…) وهم يراهنون اليوم على نافذة الضوء الوحيدة والتي من الممكن ان تخرج عن طاولة الحوار للاسراع في ايجاد الحلول للأزمات المتراكمة والمتفاقمة..».

«حزب الله»: إضاعة فرص

من جانبه شدد وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش («حزب الله») على وجوب «ايجاد مخرج لتعود الحكومة الى العمل.. ويكون باحترام الشراكة ومراعاة الظروف التي نمر بها، والا فليتحمل من يرفض الحلول والمخارج مسؤولية ما ينتج عن مواقفه جراء تفاقم الازمات، وما يحصل في الشارع من احتجاج واعتراض..».

بدوره اعتبر نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم ان «هناك تضييعاً للفرص» سائلاً: «أيهما أفضل رئيس قوي يلتزم بتعهداته او يبقى البلد من دون رئيس؟ مع ذلك هناك من يصر على ان يبقى البلد من دون رئيس وطني يستطيع ان ينهض بلبنان..».

باسيل و«التيار»

إلى ذلك، فقد أقام «التيار الوطني الحر» يوم أمس الاحد، احتفالاً حاشداً في بلاتيا – بمناسبة تسلم جبران باسيل رئاسة «التيار» رسمياً.. وبمناسبة الذكرى العاشرة لاعلان ميثاق التيار..

وقد القى باسيل كلمة قال فيها «اننا نتطلع ليكون التيار الحر» أكبر تيار مسيحي في الشرق.. و«اللي بدو يحكي مع المسيحيين بدو يحكي معنا.. واللي بدو يتحدث عن أقليات في الشرق الاوسط بدو يتحدث معنا.. واللي بدي يحافظ على التعددية بدو يحافظ علينا لنحافظ نحن واياه على التعددية..».

الراعي: لموقف تاريخي ينقذ الجمهورية

على صعيد آخر، وخلال جولته الراعوية على بلدات جزين فقد كانت للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي جملة مواقف أعرب فيها عن تمنياته ان «يمد الله أهل البلدات بالايمان والعزيمة للحفاظ على أرضهم لأنها الكنز الوحيد الذي لا يقدر بثمن..».

وفي السياسة أكد الراعي ان «صلاتنا تبقى عنصراً أساسياً حتى يلهم الله المسؤولين لنخرج من المأزق..» داعياً المسؤولين «الى اتخاذ موقف تاريخي لانقاذ البلد، لأن الجمهورية تبقى فوق كل اعتبار، وكذلك الكيان اللبناني..».